بروفايل | 5 أعوام على رحيل الجوهرى جنرال الكرة المصرية

رضا خليل

الأحد، 03 سبتمبر 2017 - 04:15 م

 
يتمتع جنرال الكرة المصرية الاسطورة الراحل محمود الجوهرى المدير الفنى الأسبق لمنتخب الفراعنة بشعبية كبيرة لدرجة أنة تسببت فى ألم لكل المصريين بسبب فراقه الذى مر عليه اليوم خمس سنوات.

يعد الجوهرى شخصية لا تتكرر كثيرا ولن ينساها التاريخ أبداً نظراً لما قدمة للكرة المصرية لاعباً ومديرا فنيا للمنتخب الوطني وسيبقى الجوهري متفردا تفرد الحب الأول .

الجنرال محمود الجوهرى خاض حرب أكتوبر المجيدة وخاض أيضا حربه الخاصة لتطوير الكرة في مصر، ولا شك أنه صاحب البصمة الأبرز في تاريخ الكرة المصرية.
 
ولد محمود الجوهرى عام 1938 فى محافظة القاهرة و كان عاشقًا لكرة القدم نظرا لأنه كان يحمل موهبة كبيرة لفتت نظر أحد أساتذته فى المرحلة الإعدادية مما جعله يصطحبه معه إلى النادى الأهلى عام 1955 لينضم للفريق الأول بالقلعة الحمراء وهو لم يكمل عامه السابع عشر.

ظهرت موهبة "محمود الجوهرى" مبكرا و أجبرت مسئولو المنتخب الوطنى  على الاستعانة به ليخوض منافسات  النسخة الأولى من بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1957 وقاد منتخب الفراعنة للتتويج بالبطولة التى حصل على لقب هدافها ..وشارك الجوهرى فى دورة الألعاب الأولمبية فى روما عام 1960 لكن مسيرته فى الملاعب لم تدم كثيراً إذ أنه تعرض لإصابة خطيرة فى ركبته فشل الأطباء حينها فى معالجته ليعلن بعدها اعتزاله.

بدأ مسيرته التاريخية فى مصر مع ناديه الأم الأهلى و تدرج فى العمل داخل قطاع الناشئين حتى تولى تدريب الفريق الأول فى بداية الثمانينات ليقوده لإحراز أول لقب أفريقى عام 1982ونجح فى التتويج مع الأهلى ببطولة كأس مصر أعوام 1983 و1984 قبل أن يرحل لتدريب نادى الشارقة الإماراتى، ليعود مجدداً للأهلى ويقوده للفوز ببطولة الأندية الأفريقية أبطال الكؤوس ( قبل أن يتغير اسمها للكونفدرالية مؤخراً) وتولى تدريب نادى الزمالك عام 1993 ونال معه بطولة أفريقيا للأندية والسوبر الأفريقى التى حصل عليها الزمالك متغلباً على النادى الأهلى.

تولى الجوهرى تدريب المنتخب الوطني عام 1988 محققا 19 هدفا في 10 مباريات.. هكذا بدأ محمود الجوهري "الدفاعي" حياته التدريبية العامرة محققا البطولة الأولى له كمدرب  لينجح فى تحقيق الحلم الأوحد للجماهير المصرية وهو الصعود لكأس العالم 1990 فى إيطاليا بعد غياب دام لأكثر من 56 عاما، واستطاع أن يحقق نتائج إيجابية مع الفراعنة، حيث قادهم للتعادل أمام هولندا بطلة أوروبا آنذاك ، والتعادل مع أيرلندا، قبل الخسارة من إنجلترا بهدف نظيف.


وإنجازات الجوهري ليست في الصعود لمونديال 90 أو الفوز بكأس الأمم 1998، لكن بصماته الحقيقية جاءت في تغيير عقيدة المصريين تجاه كرة القدم، مثلا: ينسب إليه أنه من أدخل الاحتراف في مصر ثم درّب الزمالك المنافس التاريخي للنادي الذي نشأ فيه وسطر تاريخه لاعبا ومدربا.

كان الجنرال المدرب الاستثنائي هو الحل دائما حين تسوّد الدنيا في وجه المنتخب الوطنى وعاد الجوهرى مجدداً لقيادة الفراعنة للفوز ببطولة أمم أفريقيا 1998 لأول مرة منذ 12 عاما ليكون أول مدرب مصرى وعربى وأفريقى يفوز بالبطولة كلاعب وكمدرب وعقب خروجه من كأس القارات عام 1999 قدم الجوهرى استقالته ليعود كعادته مرة أخرى لقيادة الفراعنة عام 2002 قبل أن يرحل بلا عودة بعد ضغوطات شديدة تعرض لها عقب خروجه من بطولة مالى 2002.

وحقق الجنرال محمود الجوهري في تصفيات مونديال 1990 بخلاف تأهل مصر، كان الفراعنة أصحاب أقوى خط هجوم في التصفيات بـ 6 أهداف أحرز نصفها هشام عبد الرسول (قادم من الخلف) الى جانب سبعة أهداف سجلها حسام حسن في بطولة استثنائية، و 3 أخرى سجلها القادمون من الخلف (ياسر رضوان - أحمد حسن - طارق مصطفى) وبأداء هجومي ممتع حقق المنتخب المصري غير المرشح للقب بطولة كأس الأمم الأفريقية في 1998. 

تصفيات مونديال 2002 قدم المصريون أداء هجوميا فائقا ولولا عيوب الأداء الدفاعي لكنا حجزنا مقعدا في كوريا واليابان، ففي التصفيات التي انتهت باحتلال المصريين للمركز الثالث، كنا أصحاب أقوى خطوط الهجوم: 6 أهداف سجلناها في المرحلة الأولى، و17 هدفا في المرحلة النهائية، غير أن مرمى نادر السيد استقبل 8 أهداف في المرحلة النهائية ليضيع حلم التأهل في أحد أقوى فصول "سنوات الفرص الضائعة".

حصل الجنرال الراحل محمود الجوهري على لقب أفضل مدرب في أفريقيا 3 مرات بناءً على اختيار الاتحاد الأفريقي أعوام "1989، 1993، 1998"، كما منحه "كاف" جائزة أسطورة التدريب واختاره "فيفا" ضمن أفضل 20 مدربًا في العالم عام 1998 وهي مرتبة لم يصل لها أي مدرب عربي غيره إلا أن ما أعرفه حقا أن لا أحد يحتل مكانته في تاريخ الكرة المصرية وقلوب المصريين.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة