أخيرا...محمد سعد ينهض من "بحر العسل"

منال بركات

الأحد، 03 سبتمبر 2017 - 05:54 م


قد يضل الفنان ويخفق في مسيرته الفنية ويتعجل الانتشار والنجاح شأنه شأن كل إنسان يسعى  إلى رسم طريقه في الحياة ليحفر اسمه في قائمة النجوم. وعندما يستيقظ من غفوته ويصوب الخطأ، علينا أن نرفع له القبعة و ننحني له.

وهذا ما فعله الفنان محمد سعد الذي نهض من غفوته بعد غياب خمسة عشر عاماً، ليعود مرة أخرى إلى التمثيل والجمهور، وهي سنوات قضاها في أداء شخصيات كرتونية هشة وأعمال لا تشبع حتى الأطفال وليس جمهور الفن السابع والنقاد.

والمتتبع لمشوار سعد  وخطواته الأولى المبشرة والتي بدأت مع المبدعة إنعام محمد علي، في فيلم "الطريق إلى إيلات" "1993" كان يتوقع له أن يتبوأ الصفوف الأولى للنجوم، فمقوماته الفنية وموهبته الكبيرة ترجح  ذلك، كما أن الله قد حباه، فضلا عن الموهبة صوتا قويا عميقا يمكنه من الغناء والأداء اليسير. 

ولكن سعد أختار الصعود السريع ولبس ثوبا ليس له فغرق في بحر من العسل والأوهام بحجة "الجمهور عاوز كده "، وأخذ على نفسه عهدا أن يقدم الكوميديا بكل صورها وأشكالها الراقية منها والمسفة، وأمام الرغبة في الإيثار بالقمة  والاستمرار في الصدارة بدأ يهوى إلى القاع دون أن يدرى. وقدم خلال خمسة عشر عاما 13 فيلما سيظلوا نقطة سوداء في مسيرته الفنية،  حتى أن أسماء تلك الأعمال تنم عن مدى إسفافها وسطحيتها فهي "اللمبى، اللي بالي بالك، عوكل، بوحه، كتكوت، كركر، بوشكاش، تك تك بوم، وتتح".

وبلغ الهوس بالقمة مداه وأخذ "سعد" يتدخل في كل صغيرة وكبيرة بالعمل الفني فهرب من العمل معه المخرجين الجادين، إلي أن عاد سعد إلى من قدمه بشكل جماهيري لائق وهو المبدع شريف عرفه الذي قدمه عام 2000 في فيلم الناظر وشخصيه "اللمبى"، التي تلبسته كل هذه السنين، ليعيد عرفه اكتشافه مرة آخري في فيلم الكنز.

و لا يسعنا هنا إلا أن نشكر المخرج المبدع شريف عرفه الذي ساعد نجماً كاد أن يهوى، ونسعد بعودة الفنان محمد سعد الذي اكتشف ذاته مرة ثانية.  

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة