الرضيعة
الرضيعة


صرخة رضيعة.. أنا بنت مين ؟

محمود كساب

الإثنين، 04 سبتمبر 2017 - 03:01 م

عندما وقعت في الحب لم تتخيل أنها ستصبح قاتلة، ربما ليس القتل بمفهومه المعروف ولكنها حملت سفاحا واضطرت لإلقاء رضيعتها على أحد المقاعد المخصصة للانتظار برصيف المرج بمحطة وادي حوف في مترو الأنفاق بعد هروب عشيقها وتخليه عن المسئولية.

شاءت الأقدار أن تظل الرضيعة على قيد الحياة، فالأم ترى أنها  ليست مذنبة أنما »ضحية الحب«، و«الزواج السري»، نشأت في أسرة ريفية محافظة، تعرفت على شاب في إحدى المناسبات اقترب كل منهما من الأخر، تبادلا نظرات الإعجاب، سحرتها ابتسامته، وأدمنت رائحة عطره، نظراته لها  كانت مثل الرصاصة التي اخترقت قلبها، ونجح حبيبها في غزو حدود دولتها كأنثى، وجعلها أسيرة لحبه.

عاشت معه أجمل أيام حياتها، حلقت كالطائر معه، كانت تظن أن قصة حبهما ستتوج بالزواج، عاشا سويًا كالزوجين دون أن يجمعهما أي رباط رسمي، حتى وقع ما لم يكن في الحسبان وفقدت أعز ما تملك، حملت الفتاة من عشيقها ولم يكن أمامها مفرًا من طلب الزواج من حبيبها حتى تتخلص من الفضيحة المدوية التي تنتظرها إذا علم أي شخص بتفاصيل علاقتهما سويا وكانت المفاجأة أنه لا يستطيع أن يتزوجها الآن لصعوبة حالته المالية، كان الأمر بالنسبة لها صادمًا، توسلت له أن يرحمها من الفضيحة وطالبته بالتقدم لأسرتها للزواج الرسمي حتى لا يفتضح سرها الذي أخفته على الجميع، لكن حبيبها تهرب منها وطلب منها التخلص من الجنين في أسرع وقت وأكد له أنه غير مسئول عنه.

نزل الخبر على رأس الفتاة كالصاعقة وأيقنت بأنها دفعت ثمن الحب وبعد ثلاثة أشهر من الحمل قررت الهرب من الفضيحة والاختباء في زحام القاهرة لتختفي عن عيون أهلها خوفا من الفتك بها، واضطرتها الظروف للعمل كبائعه بإحدى محلات وسط البلد حتى تتمكن من الإنفاق على نفسها، واستأجرت شقة بإحدى ضواحي القاهرة حتى انتهت شهور حملها ووضعت طفلة جميلة ليس لها ذنب في الحياة سوى أنها ولدت لأب وأم دفعتهما الشهوة لارتكاب حماقة كبرى، دارت الدنيا بالأم بعدما عجزت عن إيجاد حل لطفلتها الرضيعة لذا فكرت في التخلص منها بوضعها على أحد المقاعد المخصصة للانتظار برصيف المرج بمحطة وادي حوف حتى تلقى مصيرها المحتوم، لكن شاء حظ الرضيعة أن تبقى على قيد الحياة لتواجه مصيرها المجهول.

كان قسم شرطة أول المترو، تلقى بلاغا من سامي سعيد 34 سنة، وعادل يوسف، 28 سنة، بالعثور على طفلة حديثة الولادة على أحد المقاعد المخصصة للانتظار برصيف المرج بمحطة وادي حوف، وبالفحص ومناظرة الطفل تبين أنها أنثى ملفوفة بقطعة من القماش و لا توجد بها ثمة إصابات.

تم تقديم الرعاية اللازمة للطفلة، تحرر المحضر رقم 2/250 أحوال قسم شرطة أول مترو الأنفاق لاستكمال الإجراءات القانونية.





الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة