فيتنام.. جمهورية «الجيش الأعظم» و«الشعب الأسعد»

هبة عبدالفتاح

الإثنين، 04 سبتمبر 2017 - 04:36 م

باللون الاشتراكي، والمدن المكتظة بالسكان، رسمت جمهورية فيتنام خريطة لموقعها شرقي جزيرة الهند الصينية، لتصبح عامًا بعد الآخر، واحدة من الدول التي تمتلك أحد أكبر جيوش العالم؛ بل ويصنف شعبها ضمن أكثر شعوب العالم سعادة.

وخلال الساعات القليلة المقبلة، يزور الرئيس عبدالفتاح السيسي «فيتنام»، في زيارة تعد الأولى من نوعها التي يقوم بها رئيس مصري.

«فيتنام» إحدى دول منطقة جنوب شرقي آسيا، تقع في القسم الشرقي من شبه جزيرة الهند الصينية، ويحدها شمالا الصين وجنوبا خليج تايلاند وشرقا بحر الصين وخليج تونكين، وغربا كل من لاوس وكمبوديا، وعاصمتها هانوي.

إذا كنت لا تعرف معلومات عن «فيتنام» التي يزورها الرئيس السيسي، عقب انتهاء زيارته للصين، فإن أبرز المعلومات عنها أن جيشها يعرف بأنه أحد أكبر جيوش العالم، وفي السطور التالية رصد لمعلومات تعرفها لأول مره عن تلك الجمهورية: 

تحتل جمهورية «فيتنام» المرتبة الـ13 في قائمة أكثر دول العالم المكتظة بالسكان، فعدد سكانها يتجاوز 86 مليون نسمة، 60% منهم من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة، وتبلغ مساحتها نحو 331 ألف كيلو متر مربع.

وتشتهر فيتنام بزراعة الأرز، كما يشكل صيد الأسماك أهم وسيلة لكسب العيش، ويعيش معظم سكان فيتنام على القرى المنتشرة على السواحل والنهار.

ويصنف جيشها كواحد من أكبر الجيوش في العالم، ويبلغ عدد أفراده 700 ألف مجند، بجانب سلاح الطيران وأسطول بحري صغير، أما القوات شبه النظامية من مليشيات وقوات دفاع الحدود فتبلغ حوالي أربعة ملايين مجند.

ويعود تاريخ المنطقة المعروفة حاليًا بـ«فيتنام» لسنة 1400 أي 2000 قبل الميلاد؛ لكنها عانت لعصور طويلة من الاحتلال، ما جعلها تخوض حروبًا عديدة، وتحصل في النهاية على استقلالها عام 1976.

ففي الماضي البعيد كان الفيتناميون يعيشون فيما يعرف الآن بفيتنام الشمالية، وحكم الصينيون هذه المنطقة منذ عام  100 قبل الميلاد وحتى القرن العاشر الميلادي؛ حيث نجح الفيتناميون في تأسيس أول دولة فيتنامية مستقلة، وخلال التسعمائة سنة التي تلت القرن العاشر الميلادي، توسعت المنطقة الواقعة تحت سيطرة هذه الدولة لتشمل كل المساحة المعروفة الآن باسم فيتنام.

وسيطر الفرنسيون على فيتنام في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، واستمرت السيطرة الفرنسية على فيتنام حتى سنوات الحرب العالمية الثانية، حيث احتلتها اليابان، وبعد هزيمة اليابان عام 1945، حاولت فرنسا استعادة سيطرتها مرة أخرى، ولكن سيطر عليها منظمة من الشيوعيون بزعامة هوشي والذين استلموا مقاليد السلطة في الجزء الشمالي من فيتنام، ونشب قتال عنيف بين هؤلاء والفرنسيين عام 1946، وانتهت المعارك بهزيمة فرنسا عام 1954 في معركة ديان بيان فو. 

ثم انعقد مؤتمر سلام دولي بعد ذلك لإيجاد تسوية سلمية للنزاع بين الطرفين، وقرر المؤتمر الذي عقد في جنيف بتقسيم فيتنام الشمالية إلى قطاعين مؤقتًا، ثم سيطر الشيوعيون على القطاع الشمالي الذي سُمي فيتنام الشمالية بينما تسلم الفيتناميون غير الشيوعيين القطاع الجنوبي الذي أُطلق عليه اسم فيتنام الجنوبية.

وفي عام 1957، قاد أعضاء الفيت في فيتنام الجنوبية تمردًا ضد حكومتهم، ثم تلقوا دعماً واضحـاً وعلنيـاً من فيتـنام الشماليـة اعتباراً من عام 1959.

وكان هدف الشيوعيين توحيد البلاد تحت سيطرتهم، ثم تطور القتال الدائر في ذلك البلد إلى ما عرف بحرب فيتنام، وتلقى الشيوعيون دعماِ متواصلاً من الصين، والاتحاد السوفييتي السابق، وغيرهما من بلدان المعسكر الاشتراكي؛ في حين ساندت الدول غير الشيوعية جمهورية فيتنام الجنوبية. 

وأصبحت الولايات المتحدة الحليف الرئيسي لفيتنام الجنوبية؛ حيث دعمت حكومتها بالمؤن والمعدات العسكرية وبمئات الآلاف من القوات العسكرية، وفي عام 1973، اتفق أطراف النزاع على وقف إطلاق النار، ثم سحبت الولايات المتحدة آخر دفعة من قواتها من أرض فيتنام، وسرعان ما استأنف الشيوعيون عملياتهم الحربية.

وفي أبريل 1975، هزم الشيوعيون فيتنام الجنوبية، وسيطروا عليها بشكل كامل، وفي عام 1976، تم توحيد شمالي وجنوبي فيتنام لتصبح دولة واحدة جمهورية فيتنام.

وأصبحت فيتنام بعد ذلك خامس أكبر دولة مصدرة في العالم للملابس الجاهزة بنحو 20 مليار دولار سنويا، رغم أنها لا تزرع القطن وإنما تستورده من الولايات المتحدة والهند وجنوب أفريقيا.

 ويصنف شعبها ضمن أكثر شعوب العالم سعادة، وذلك طبقًا لتقرير مؤشر السعادة في العالم الذي ضم نحو 155 دولة بمعايير كل من متوسط العمر المتوقع، ومستوى الرفاهية، والمساواة، والعوامل البيئية، ليحصد نتائج إنجازات وما زرعه من تعمير خلفته الحروب ودمار دام لأكثر من نصف قرن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة