ترقيم المقابر لا يعني اكتشافها من قبل

صور| مدير "آثار مصر العليا": البر الغربي للأقصر مقام فوق مدينة أثرية كاملة

محسن جود

الإثنين، 11 سبتمبر 2017 - 08:21 ص

أكد مدير عام آثار مصر العليا د. محمد عبد العزيز، أن الأقصر زاخرة بكنوزها الأثرية من معابد ومقابر ويكاد لا يخلو مكان بالمدينة من أثار متميزة وأن البر الغربي أقيم فوق مدينة أثرية كاملة  وزاخر بالمقابر الفرعونية وأن هناك أكثر من 5 آلاف فتحة أثرية تومئ بوجود أثر داخلها وأن أعمال الكشف عن تلك الذخائر تتم بصورة يومية من خلال البعثات الأجنبية والمصرية.
 وقال محمد عبد العزيز، إن آخر تلك الاكتشافات هي مقبرة "امنمحتات" صانع المجوهرات والحلي الذي عاش في منتصف عصر الأسرة الـ 18 ، بمصر القديمة، وزوجته " امنحتب " وابنه "نب نفر" والتي كشفت  عنها البعثة الأثرية المصرية، العاملة بمنطقة ذراع أبوالنجا، الأثرية بغرب الأقصر، برئاسة الدكتور مصطفى وزيري، المدير العام لآثار الأقصر، عبر أحد الممرات الملاصقة لمقبرة " أوسر حات " قاضى طيبة، في شهر أبريل الماضي، وعثر بها على خبيئة ضمت مئات من التماثيل وعشرات من التوابيت والمومياوات الفرعونية، كما عثر بداخل ممرات المقبرة على عدد من التوابيت الفرعونية، بنقوش وألوان زاهية، ومجموعة من المومياوات فى حالة جيدة من الحفظ، وأدوات جنائزية وحلى وقطع فخارية، بجانب 4 أختام جنائزية، لأربعة من نبلاء مصر القديمة، هم : ماعتى، وبتاح مس، وامحتب، وبنجى
وأضاف محمد عبد العزيز مدير عام آثار مصر العليا، أن تلك الأختام تدل على وجود مقابر أثرية لهم بذات المنطقة، وأن البعثة في طريقها للوصول إلى كشف اثري جديد بمنطقة ذرا أبو النجا قريبا، حيث أن تلك المنطقة تعمل بها البعثة الأثرية الأسبانية، وتقع بين منطقتي الطارف والدير البحري الأثريتين على الجانب الغربي من جبانة طيبة. 
وقد كانت المنطقة جبانة لحكام طيبة من الأسرة السابعة عشرة وعائلاتهم، وأسفرت الحفريات الأثرية الجارية بالمنطقة عن العثور على عدد من القطع الأثرية المنقوشة والتوابيت الريشية والأسلحة المزخرفة والمجوهرات. كما تم العثور فئ المنطقة على مقبرة الملكة إياح حتب والدة الملك أحمس الأول، ويوجد بمنطقة ذراع أبو النجا مقابر منقوشة مقطوعة في الحجر لكبار المسئولين في عصر الدولة الحديثة.
 
   قلت للأثارى الدكتور محمد عبد العزيز مدير عام أثار مصر العليا  وما حقيقة الشائعة التي تؤكد أن المقبرة كانت مكتشفة من قبل وأنها مرقمة فأجابني بقوله كان بعض قدماء الأثريين عملا من قبل بالمنطقة وأعدوا خريطة للمنطقة فأعطوا أرقاما لتلك الفتحات وسجلتاها في كتاب معروف لدى الأثريين.


وأضاف ثم جاء من بعدهم من سار على نفس المنهاج وأستكمل خرائط منطقة القرنة بالكامل  حيث يلجأون إلى ترقيم أي فتحة وترميزها بحيث تعبر كل فتحة عن احتمالية وجود مقبرة أثرية فيها وبالفعل تأخذ ذلك الرقم ليكون رمزا أساسيا لها ولا يعني وجود الفتحة دليلا على وجود المقبرة، حتى جاءت تلك البعثة التي كشفت عن المقبرة وعثرت على ما فيها من مومياوات وما تم الإعلان عنه حتى عندما أعلن الوزير عن الاكتشاف ذكرنا أن المقبرة تحمل رقم  390 وهو الرقم الذي صنفت به الأثرية فردريكا كامب في التسعينيات من القرن الماضي.

 وتابع :" هناك نوعين من المقابر مقبرة يمكن أن تفتتح للزيارة وهناك مقبرة نكتفي فيها بالمعلومة الأثرية فمعظم مناظر تلك المقبرة غير موجودة  حيث إن معظم مقابر الأفراد أو الأشراف تتكون من طبقة من الملاط  منقوش عليها المناظر وهذه المقبرة سقطت معظم طبقة الملاط  التى بها وبالتالي سقطت معها المناظر ولا يوجد  سوى قطعة صغيرة أسفل السقف عليها علامة يطلق عليها الـ "خيكر" وتشبه حزمة البوص وهى للزينة، وهناك بعض بقايا مناظر على يمين ويسار المدخل ولكن البعثة وجدت كثير من الأثاث الجنائزي للمقبرة وبئر بها توابيت للدولة الوسطى ومومياوات وتحتاج إلى ترميم معماري وترميم دقيق  حتى تستقبل  زائريها".

هل تمثل هذه المقبرة إضافة إلى آثار الأقصر وكيف يتم تقسيم مقابر البر الغربي للأقصر؟! قال لعلك تعلم أن البر الغربي للأقصر كان يسمى مدينة الموتى  بينما مدينة الأحياء تقبع في البر الشرقي وكان المصري القديم حريص على أن يدفن هناك اعتقادا منه أن لا يدفن إلا في مكان غروب الشمس فأصبح البر الغربي ملئ بالجبانات التي صنفها المصري القديم حسب طبيعة وأهمية المتوفى فهناك جبانة خاصة بالملوك لا يدفن فيها سواهم وسميت بوادي الملوك وأخرى جبانة للملكات سميت بوادي الملكات  وجبانة الأشراف وهم علية القوم  من كهنة ووزراء وأفراد مهمين  ومن بين مقابر الأشراف توجد مقابر منطقة ذراع أبو النجا ومنها تلك المقبرة وأضاف هناك مقابر جديدة سيتم اكتشافها قريبا.

وأوضح د. مصطفى وزيري مدير عام آثار الأقصر أن هناك ترقيمين في مقابر الأقصر الأول يطلق عليه تى تى نسبة للعالمتين بورتر أند موس أما الترقيم الذى نحن بصدده فهو خاص بالأثرية كامب واكتفت بإعطائها رقم لم تجرى فيها أى إكتشافات أو حفائر ولايوجد تخطيط والتى يمكن إعدادها للزيارة للمقبرة وحتى لو سقطت طبقة الملاط لتى عليها النقوش من جدران المقبرة فلا يعنى ذلك ان نتركها ولكن لابد من الحفاظ عليها
 
ثم أن المقبرة تمكنا من إعداد تخطيط شامل لها وقلنا أنها تتكون من حجرة شبه مربعة تضم قاعدة عليها تمثال مزدوج لصاحب المقبرة وزوجته، وبينهما بقايا تمثال صغير لابنهما «نب نف وعثر بداخلها علي عدد من التوابيت الفرعونية تعود لعصر الاسرتين 21و22 وحتى إن كان بعضها قد تعرض للحرق عمدا في عصور متأخرة إلا أن هذا لايفقدها أهميتها ، وووجدنا علي التوابيت نقوش والوان زاهية، ومجموعة من المومياوات في حالة جيدة من الحفظ وادوات جنائزية وحلي وقطع فخارية، بالاضافة الي اختام جنائزية لاربعة من نبلاء مصر القديمة هم: ماعتي، تباح مس، أمحتب، وبنجي، وتشير الاختام الي وجود مقابر لهم بنفس المنطقة.

 وعبر مصطفى وزيرى عن أن أهمية هذه المقبرة تعود إلي ما تم العثور عليه داخلها حيث عُثر علي  أجزاء للوحة"تَقدمة القرابين"، من الحجر الجيري لصاحب المقبرة، وتمثال مزدوج من الحجر الرملي، لشخص يُدعي»مح»، وكان يعمل تاجرا بمعبد »تحتمس الثالث»، وبقايا لأربعة توابيت خشبية مُزينة، بكتابات »هيروغليفية»، ومناظر لآلهة مختلفة ترجع لعصر الأسراتين »21، 22»، بالإضافة إلي 150 تمثال»أوشابتي»مصنوعة من»القيشاني»، والخشب والطين المحروق، والحجر الجيري، بعضها يحمل اسم»باخنسو»، و»عنخ خونسو».

IMG_20170911_WA0000 IMG_20170911_WA0001 IMG_20170911_WA0002 IMG_20170911_WA0003 IMG_20170911_WA0004 IMG_20170911_WA0005 IMG_20170911_WA0006 IMG_20170911_WA0007

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة