السفاح الفاشل

علاء عبدالعظيم

الخميس، 14 سبتمبر 2017 - 07:36 م

بدت عقارب الساعة كقنبلة موقوتة كل ثانية كانت تقترب أكثر من النهاية بعدما أصبح الدم ماءً.


جلس السفاح الصغير كالحيوان المفترس، الذي يبدي أفضل ما عنده قبل التهام ضحيته، يخفي وراءه الأهوال، ولم يتذكر يومًا عندما مرض، وقام شقيقه الأكبر بإعطائه الدواء بيديه؛ لكنه عزم الأمر على قتله وسرقته وفي نفسه رغبة الانتقام.


ليس ذلك فحسب؛ بل قام بقتل زوجته أيضا وابنة شقيقه الطفلة ذات العامين في مشهد تقشعر له الأبدان؛ حيث انتفض من فوق مقعده بعد أن تمكن خلسة من الحصول على سكين بالمطبخ، وانقض عليه مستغلا ذهاب الزوجة وطفلتها إلى النوم، جحظت عين الشقيق الأكبر من تصرفه الغريب، وتقطعت أنفاسه يشوبها ذعر وهلع، وقبل أن ينطق بكلمة كان نصل السكين مستقرًا في رقبته التي انفجرت منها الدماء.


وما إن شعرت الزوجة بأنين زوجها الذي يتصدع له القلب ويذوب له الصخر وصرخاته المكتومة، عادت مسرعة لكنه باغتها أيضًا بطعنة قاسية في رقبتها، هرولت مسرعة في محاولة للاستغاثة إلا أنه لاحقها بطعنات في الظهر وقعت على إثرها فوق الأرض غارقة أيضًا في بركة من الدماء، انتابته حالة من الجنون واللوثة وخيل له شيطانه بالقضاء على الطفلة الصغيرة معتقدًا بذلك عدم كشف أمره وجريمته البشعة، وبقلب متحجر، وعقل هائم وجه لها طعنة قوية وقاسية اخترقت رقبتها الضعيفة.


وبنظرات يصحبها بريق كسهام العداء، استولى على مبلغ مالي كبير، وتركهم يلاقون مصيرهم معتقداً بأنه سيفلت من عدالة السماء، ومن أيد رجال المباحث الذين تمكنوا من كشف لغز الجريمة في وقت قياسي، بإشراف اللواء خالد شلبي مدير أمن الفيوم.


وبعد القبض عليه علل ارتكابه لهذه الجريمة التي تبرأ منها الشيطان بأن شقيقه الأكبر كان دائم معايرته بالفشل في دراسته، وتوبيخه وتأنيبه بعدما اكتشف أيضا بأنه قد قام بسرقة بعض من أمواله من قبل مما اعتبر ذلك إهانة لكرامته فقرر الثأر لها والانتقام منه.


تم تحرير المحضر اللازم وأحيل النيابة التي تولت التحقيقات وصرحت بدفن جثة المجني عليهم بعد العرض على الطب الشرعي.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة