صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


الثلاثاء..أنظار العالم تتجه لنيويورك لمتابعة رؤساء وقادة العالم

أ ش أ

الإثنين، 18 سبتمبر 2017 - 07:54 م

تبدأ ،الثلاثاء 18 سبتمبر، أعمال الدورة العادية الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة برئاسة الدبلوماسي السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك وبحضور زعماء وقادة حوالي 130 دولة من دول العالم.
وتناقش الدورة القضايا الملحة التي تهم شعوب العالم وسط التحديات التي يموج بها النظام الدولي حاليا خاصة بعدما أضحى العالم قرية كونية بفعل الآثار الايجابية لثورة تكنولوجيا الاتصالات وحرية تدفق رؤوس الأموال والاستثمارات والتجارة الدولية وما أفرزته العولمة من تحديات اجتماعية واقتصادية ارتبطت بزيادة معدلات الفقر في العالم واتساع فجوة عدم المساواة واهتزاز العقد الاجتماعي في العديد من الدول النامية.
وتعقد هذه الدورة في ظل احتياج الدول النامية لمناخ دولي مناسب يوفر فرص كافية لتحقيق التنمية المستدامة يتمثل في نصيب اكبر من التجارة الدولية وآليات للتمويل ونقل التكنولوجيا وتدفق للاستثمارات ومعالجة المديونيات بالإضافة إلى إيجاد مناخ وطني مواتي للتنمية.
وتتجه أنظار العالم غدا نحو ولاية نيويورك الأمريكية حيث يقبع مقر منظمة الأمم المتحدة لمتابعة خطب وبيانات قادة وزعماء ورؤساء دول العالم، ويؤكد المراقبون للشأن السياسي العالمي أن كلمة مصر التي سيلقيها الرئيس عبد الفتاح السيسي غدا أمام الشق رفيع المستوى للدورة ال72 للجمعية العامة، تلقى اهتماما كبيرا من قبل المجتمع الدولي ، حيث تأتى بعدما أحرزت مصر تقدما ملحوظا في مجال التنمية المستدامة بأبعادها البيئية والاقتصادية والاجتماعية واعتماد مصر لأجندة التنمية 2030، وأنشأت المسار الخاص بمبادرة الطاقة المتجددة وطرحتها في إطار رئاستها للجنة القادة الأفارقة المعنية بتغير المناخ.
كما تحظى كلمة السيسي بترقب دولي لما استطاع شعب مصر، أن يفرضه من إرادة للتغيير لتحقيق الاستقرار وحماية الدولة ومؤسساتها وتحصين المجتمع من الانزلاق نحو الفوضى وذلك وسط التحديات التي يموج بها النظام الدولي ، وما يكفله الدستور من حقوق وحريات شملها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وكفلها من حيث المساواة في الحقوق على أساس المواطنة وترسيخ الحماية للفئات التي تحتاج رعاية الأمر الذي سمح للمرأة بالفوز بعدد غير مسبوق من مقاعد مجلس النواب وتوسيع تمثيل الشباب فيه بالإضافة إلى دعم تأهيل الشباب من أعلى المستويات في مصر للقيادة باعتبارهم قادة المستقبل.
وعلى الصعيد الاقتصادي تمضي مصر بثبات في تنفيذ خطة طموحة للإصلاح الاقتصادي تراعي البعد الاجتماعي ومتطلبات الحياة الكريمة للشعب المصري، و تنفذ مشروعات قومية عملاقة لتوسيع شبكة الطرق وإنشاء محطات الطاقة الكهربائية والمتجددة وتطوير البنية التحتية والقدرات التصنيعية وتوسيع الرقعة الزراعية ، واستطاعت مصر الحفاظ على استقرارها وسط محيط إقليمي شديد الاضطراب بفضل ثبات مؤسساتها ووعى الشعب بموروثه الحضاري العميق لتستمر مصر كما كانت دائما ركيزة أساسية للاستقرار في الشرق الأوسط .
كما يترقب الجميع الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي يعد الأول له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يتوقع أن يكون هذا الخطاب بعيدا عن الأعراف المعمول بها كما جاء في خطاب تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة قبل 8 أشهر، خاصة على ضوء ما سبق وأن وصف به الأمم المتحدة بأنها "نادي كبير" للثرثرة وإضاعة الوقت، كما يترقب الجميع إشارة ترامب في خطابه إلى روسيا المتهمة بالتدخل في الانتخابات الأمريكية لصالحه مع تأكيدات تشير لعدم حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتلك الجلسة.
وسيكون على ترامب أن يوضح فى كلمته موقفه بالنسبة للتغير المناخي، حيث أعلن من قبل خلال مشاركته في قمة العشرين ، انسحاب بلاده من اتفاق باريس المتعلق بهذا الموضوع على الرغم من اشتداد وتيرة الكوارث المناخية وتعرض العديد من الولايات الأمريكية للأعاصير والفيضانات في الآونة الأخيرة، كما يركز الجميع على ما سيتطرق إليه ترامب بشأن إطلاق كوريا الشمالية للعديد من الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى توضيح تأثير شعار أمريكا أولا الذي يرفعه على الدبلوماسية الخارجية لبلاده.
وتتجه الأنظار أيضا إلى الزعيمة البورمية اونج سان سوتشي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام لإلقاء خطاب هو الأول لها حول أزمة الروهينجا، سعيا منها إلى تهدئة الانتقادات الغاضبة في العالم من دون الطعن في الجيش،حيث عملت سان سوتشي منذ تولي صبها في العام الماضي كزعيمة مدنية لبورما بعد 50 عاما من حكم المجلس العسكري وتركز طاقتها على التوازن السياسي الحساس بين حكومتها المدنية والجنرالات الذين لا يزالون يتحكمون في العديد من أجهزة السلطة.
ويصف المراقبون خطاب سوتشى بأنه الأهم منذ توليها مسئولياتها وانه يعد الفرصة الأخيرة لوقف هذه الكارثة الإنسانية حيث من المتوقع أن يكسر الخطاب المتلفز صمتا مطبقا تقريبا منذ اندلاع أعمال العنف العرقية والدينية في ولاية راخين والتي أدت إلى فرار نحو 400 ألف من الروهينجا المسلمين إلى بنجلادش، كما نزح نحو 30 ألفا من البوذيين والهندوس في ولاية راخين إلى مناطق أخرى داخل بورما.
وتحتل الجمعية العامة، التي أنشئت عام 1945 بموجب ميثاق الأمم المتحدة، موقع الصدارة بوصفها الجهاز الرئيسي في مجال التداول وتقرير السياسات والتمثيل في الأمم المتحدة، وتضم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة، وتشكل منتدى فريدا لإجراء مناقشات متعددة الأطراف بشأن كافة القضايا الدولية التي يشملها الميثاق .
وتضطلع الجمعية العامة بدور هام في عملية وضع المعايير وتدوين القانون الدولي، وتجتمع في الفترة من سبتمبر إلى ديسمبر من كل عام، ويتم انتخاب رئيسها و21 نائبا قبل بدء الدورة بثلاثة شهور.
ومن جانبه،أعرب الرئيس الحالي للجمعية العامة للأمم المتحدة ميرو سلاف لايتشاك عن أمله في أن تكون الدورة الثانية والسبعون للجمعية العامة دورة جيدة ومنتجة تؤدي إلى حلول ملموسة كثيرة لمشاكل العالم، مشيرا إلى أن القضيتين الأكثر أهمية هما منع الصراع لإنقاذ حياة البشر وتوفير المال والهجرة التي باتت ظاهرة عالمية يواجهها الجميع.
ووصف الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنها جهاز فريد من نوعه الأكثر تمثيلا في الأمم المتحدة، حيث توجد به جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 193 دولة ، و لكل دولة صوت واحد بغض النظر عن حجمها أو سلطتها أو ثروتها ، وهذا يعطي هذه الهيئة سلطة ضخمة بالإضافة إلى ما يمكن مناقشته وفقا لميثاق الأمم المتحدة ، مشددا على أهمية مناقشة القضايا الملحة والتوصل إلى حلول تتوقعها شعوب العالم .
وأكد أهمية أن تكون هناك مرونة في مناقشة الأولويات وقدرة على التعامل مع القضايا المتعلقة بها ، مشيرا إلى أن أولوياته الستة هي البشر ، السلام ، الوقاية ، الهجرة ، أهداف التنمية المستدامة، العمل المناخي، وحقوق الإنسان، وهى الموضوعات التي تغطي جميع ركائز عمل الأمم المتحدة تحت ثلاث موضوعات رئيسية هي السلام والأمن، التنمية، وحقوق الإنسان.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة