الشيطان.. ودموع التماسيح

علاء عبدالعظيم

الإثنين، 18 سبتمبر 2017 - 09:01 م

 
تجمدت الدموع في عينيها، خارت قواها وهى تسقط على الأرض بعدما دفعها الابن الشيطان بقوة ولم يرحم ضعفها.

استسلمت لتبدو كدمية صغيرة بين يديه، مر العمر أمامها في لحظة، لم تكن تتخيل أنها ستصبح ضحية ابنها الذي تجرد من كل المشاعر الإنسانية ولف حول رقبتها حبل حتى جحظت عيناها بنظرات جامدة وتائهة كسقيم يرى الحياة من وراء نقاب الموت وتئن أنينا خافتا لا يتجاوز صدرها وكأن شيئا مجهولا جاثيا عليه ويعصر قلبها، حتى خارت قواها وفارقت الحياة. 

جلس الشيطان يرسم خطته للهرب من جريمته التي تبكي لها الفضيلة وتنعاها المروءة، حيث توجه بدموع التماسيح إلى مركز قسم شرطة المنصورة يتقدم ببلاغ يفيد بأنه أثناء عودته فوجئ بوالدته ترقد جثة هامدة أمام المنزل وما كان منه إلا أن حملها إلى الداخل وحاول إسعافها لكنه اكتشف وفاتها.
ودع "الشيطان" أمه في كفنها الأبيض إلى مثواها الأخير ببراعة شديدة وبدموع تتساقط فوق وجنتيه تبدو كحمم تحرق وجهه حزنا عليها وفي محاولة لإبعاد الشبهة عنه، بعدما صرحت النيابة بدفن الجثة بعد العرض على الطب الشرعي، ونسي عقاب السماء.

توصلت جهود البحث حول الواقعة والتي أكدت أن الابن "طالب" 19 عاما وراء الجريمة، حيث اعتاد تعاطي المخدرات، وسبق اتهامه في قضية شروع في قتل، وبمواجهته وتضيق الخناق عليه اعترف بجريمته البشعة، حيث حدثت مشادة كلامية بينه وبين الأم المجني عليها لرفضها إعطائه مبلغ مالي فقام بخنقها مستخدما حبل وأشعل به النيران لإخفاء معالم جريمته، واستولى على هاتفها المحمول ومبلغ من المال.

تم تحرير المحضر اللازم وأحيل الشيطان المتهم إلى النيابة التي تولت التحقيقات.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة