في "كتاب اليوم "

محمد شومان يعرض قراءة لخطاب تحولات الحياة والموت في مصر

نادية البنا

الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017 - 03:11 م

حدث داخل المجتمع المصري تحولات سريعة بالغة الأهمية وخاصة في السنوات الثلاث التي أعقبت ثورة 25 يناير والتي جسد فيها مشهد انتشار الباعة الجائلين في كل شوارع وميادين القاهرة ما حدث في مصر فى هذا الإطار صدر حديثاً عن سلسلة " كتاب اليوم " الثقافية كتاب بعنوان " خطاب الشارع تحولات الحياة والموت " للدكتور محمد شومان.

 ويرصد الكتاب قراءة شاملة لخطاب الشارع والناس , الحياة والموت , وأشكال ممارسة السلطة بين الدولة والمجتمعوفئات وشرائح كثيرة تعيش معاً فى القاهرة ويؤكد المؤلف على أنه أعتمد على مناهج تحليل الخطاب النقدى وتحليل المحادثة داخل المجتمع المصرى الذى أصابه التغيير .

ويشير شومان إلى أن الجماعات المهمشة سياسياً وفنياً فرضت وجودها وأصبحت أكثر جرأة وقدرة على التعبيرعن نفسها ورفع مطالبها بالإضافة إلى الجماعات " الإسلاموية " المتشددة والجماعات اليسارية المتطرفة الفوضويين كل هذه الجماعات عملت في العلن وبجرئة ولم يعد من الممكن تجاهل كل هؤلاء ومن ثم الأعتراف بوجودهم داخل المجتمع وتأثيرهم فيه كما يرصد المؤلف حالة الفوضى التى أنتشرت فى الشارع المصرى مثل الإضرابات والإعتصامات التى أنتشرت في كل المحافظات وأصبح قطع الطرق  من الوسائل المتعارف عليها للضغط على الحكومة والمواطنين معاً لتنفيذ مطالب معينة .

يضم الكتاب ست فصول : الفصل الأول بعنوان " صراع السلطة وتناقضات الشارع المرورى فى المحروسة " يرصد فيه المؤلف فوضى الشارع وغياب سلطة الدولة وأنظمة المرور والتحايل على القانون وممارسة للسلطة كلٌ فى نطاق المساحة التى يتحرك فيها أو الأستيلاء عليها من فضاء الشارع  أما فى الفصل الثانى " خطاب الهامش.. الرصيف المصري " يتحدث شومان عن الرصيف فى الشارع المصرى وفى معظم أحياء وشوارع وأزقة المحروسة حيث أحتلها وبشكل استيطانى أصحاب المحلات والمقاهى والورش , والرصيف القاهرى فى ذاكرة كبار السن رصيف بالمعنى المعروف فى كل مدن العالم فضاء عام له وظائف محددة ومنفعة عامة متاحة لجميع المواطنين على قدم المساواة أما أرصفة المحروسة فى مطلع القرن الــ21 مهمشه ومجال خصب للحفر وأكوام الزبالة والاعلانات التجارية والاكشاك التى يقيمها بعض أجهزة الدولة لتحصيل الأموال أو تقديم خدمات أو لتشجيع بعض الفقراء على ممارسة عمل شريف. 

ويشير المؤلف أن مصادر الخطر كامنة وظاهرة أثناء السير على الرصيف حيث يتطلب ذلك حرصاً وتدقيقاً لموضع قدميك وأن تسير كبهلوان حتى لا تقع فى حفرة أو تصطدم بشجرة أو عمود إنارة .

وفى الفصل الثالث " الفوضي المعمارية "يوضح المؤلف ما وصلت إليه أحياء الفقراء والوافدين إلى القاهرة من عشوائية فقد بنيت هذه الأحياء حول العاصمة  بدون تخطيط معمارى للشوارع والبيوت والعمارات وانما انشئت أعتماداً على اجتهادات بين واضعى اليد وتجار الأراضى ولذلك فالعشوائية المعمارية منتشرة وضاربة بجزورها فى كل أحياء القاهرة بل صارت جزءاً من ثقافة وخطاب الناس في المحروسة.

وفي الفصل الرابع " أزياء بلا هوية " يتناول الكاتب أزياء الناس فى شوارع المحروسة ويؤكد على أنها خطاب مشبع بالدلالات والمعانى الطبقية والثقافية والنفسية لكن بعضها أصبح بلا معنى حقيقى فالحجاب مثلاً لم يعد كما ظهر لأول مرة تعبيراً عن موقف وهوية دينية كما أن الذَى الموحد لفئة أوهيئة ما خسر كثيراً من معانيه .

ويوضح شومان أنه من الطبيعى أن تختلف الأزياء بحسب العمر والجنس والأنتماء والطبقة والمهنة لكن الأزياء فى المحروسة تتحايل على هذه القاعدة لتعكس انتماءات طبقية وثقافية وأيديولوجية وهويات متصارعة.

وفى الفصل الخامس يتحدث المؤلف عن كلام الناس وأحاديثهم العادية ويوضح شومان أن أهم ما يميز كلام الناس فى المحروسة سبع سمات هى التدين المصطنع , الميل إلى المزاح والتنكيت , الأهتمام بالأحاديث الجنسية , تعظيم الذات أثناء الحديث ,رفع الصوت أثناء الحديث , تعدد لهجات الحديث بين أحياء القاهرة , شبابية وحيوية الكلام فى المحروسة .

وفي الفصل السادس " خطاب الموت " يوضح المؤلف كل ممارسات الحزن والدفن والعزاء ونعى المتوفى وأسرته ومعمار المدافن وزخرفتها والكتابة عليها والحياة فى المقابر وزيارة الموتى لتلاوة القرآن وتوزيع الصدقات ويشير المؤلف أن خطاب الموت والحياة فى ثقافة المصريين ليس فيها أختلافات كثيرة فأحاديث المصريين لا تخلو من ارجاء كل شئ إلى مشيئة الله ولا يدور حديث بين شخصية أو أكثر بالترحم على عزيز مات حتى ولو قيلت من باب التندر أو الشماتة .












 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة