خـالد مـيرى يكتب من نيويورك: الاقتصاد يسابق السياسة

الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017 - 09:55 م

يريد الغرب أن يختصر ملف حقوق الإنسان فى نقطة واحدة هى الحق فى ممارسة السياسة، وعندما سألت مجموعة من الشخصيات المؤثرة فى المجتمع الأمريكى الرئيس السيسى عن حقوق الإنسان بمصر، كان رد الرئيس قوياً حتى صمت الوزراء والمسئولون والعسكريون السابقون وقادة مراكز الأبحاث والفكر ولم يعلقوا، الرئيس سألهم: هل حقوق الإنسان هى الحق السياسى فقط؟ ولماذا تنسون الحقوق الاقتصادية والاجتماعية كحقه فى العلاج والسكن والتعليم والعمل؟ لم يجيبوا فأكمل.. نحن نعمل لتحسين حياة الناس ولحصولهم على كل حقوقهم.والمؤكد أن الحق الأول للإنسان هو حقه فى الحياة خصوصاً وسط إرهاب يستهدف حياة الجميع بلا تمييز، ومصر تبذل قصارى جهدها لمحاصرته والقضاء عليه لتوفير هذا الحق الذى بدونه لا يمكن الحديث عن حقوق أخرى.السياسة التى كانت عنوان اللقاء انتهت بنجاح جديد بتوضيح الحقائق لهم، والتأكيد على أن لائحة قانون الجمعيات الذى أصدره البرلمان مستخدماً حقه الدستورى ستضمن عدم وضع عراقيل أمام عمل الجمعيات الأهلية، فهى شريك مهم  فى التنمية، وكان تأكيدهم فى نهاية اللقاء على ضرورة دفع العلاقات الاستراتيجية خطوات مهمة للأمام . وتواصل النجاح السياسى مع استقبال السيسى للرئيس الفلسطينى أبومازن الذى شكر مصر على جهودها لتحقيق مصالحة لولاها لما تمت، وكان تأكيد الرئيس أن القضية الفلسطينية كانت وستظل أولوية فى سياسة مصر الخارجية. كما استقبل الرئيس السيسى رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو، وبحث معه أهمية إحياء عملية السلام والوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.وقد عقد السيسى عدداً من اللقاءات الثنائية مع رؤساء البرازيل وقبرص ورومانيا وغانا وصربيا ورئيس المجلس الأوروبى وذلك على هامش مشاركته فى اجتماعات الجمعية العامة.واكتمل النجاح بالكلمة القوية الشاملة للرئيس التى تحدث فيها أمام الجمعية العامة، مؤكداً حاجة العالم لواقع دولى أكثر إنصافاً، وأنه لابد من معالجة القصور فى النظام الدولى بما يمكنه من تحقيق الغايات والمقاصد السامية.ومن السياسة إلى الاقتصاد الذى تحقق مصر تقدماً مهماً فى ملفاته من خلال جهود الرئيس فى نيويورك، وكان أول أمس عنوانا للقاءات اقتصادية مهمة، مع غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال الأمريكى ومجلس أعمال التفاهم الدولى، لقاءات شارك فيها رؤساء كبرى الشركات وكبار رجال المال والأعمال، وفى حفل غداء غرفة التجارة تحدث رجال الاقتصاد للرئيس بأنهم يلاحظون أنه لا يأكل معهم، وكان رده أنه يشعر بالشبع عندما ينجح فى جذب استثمارات جديدة لمصر.ولأول مرة انتهت اللقاءات معهم دون شكوى واحدة، بل كانت الإشادة مستمرة فى كل اللقاءات ببرنامج الإصلاح الاقتصادى، وبالقوانين الجديدة الجاذبة والضامنة للاستثمارات، وبالمشروعات القومية العملاقة التى تخلق فرصا للعمل والاستثمار، والحقيقة أن الرئيس لم يكن فى حاجة لحديث مطول بل هم الذين بادروا وطلبوا من الرئيس أن يكون محور لقائه مع ترامب اليوم هو دفع الاستثمارات الأمريكية بمصر للأمام، وأكدوا أنهم يدعمون مصر وسيعملون على زيادة استثماراتهم خلال الأيام القادمة، وطلبوا عقد مؤتمر عالمى للاستثمار بمصر فى مارس القادم، وعقد جولات ترويجية للمشروعات فى الولايات الأمريكية المختلفة ورحبوا بالمساعدة فيها.ما تحقق من نجاح اقتصادى يسابق ما يتحقق كل ساعة من نجاح سياسى، والأكيد أن القادم أفضل وأن الشعب الذى تحمل بوطنية ومسئولية عملية الإصلاح يستحق أن يتمتع بثمار جهده خلال الأيام والشهور القادمة، وهو الهدف الوحيد من وراء العمل  المتواصل والمكثف للرئيس السيسى.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة