الكاتب الصحفي خالد ميري، رئيس تحرير الأخبار
الكاتب الصحفي خالد ميري، رئيس تحرير الأخبار


خالد ميري يكتب من نيويورك| العالم يصفق لمصر

الأربعاء، 20 سبتمبر 2017 - 09:25 م

 
من حق الشعب المصرى أن يفخر ويرفع رأسه عالياً وهو يرى العالم يصفق للرئيس عبدالفتاح السيسى فى مقر الأمم المتحدة بنيويورك، داخل قاعة الجمعية العامة  غمرنا شعور بالفخر ونحن نرى القاعة تقاطع كلمة الرئيس ثلاث مرات فى تصفيق حاد، فالكلمات كانت تخرج من القلب صادقة بلا تزييف، قوية بلا ضعف، واضحة بلا مواربة، مباشرة بلا لف أو دوران، ولهذا وصلت بسهولة إلى قلوب وعقول وفود كل دول العالم داخل القاعة.
ولم يكن غريباً بعد انتهاء الكلمة ان يتسابق أعضاء الوفود ودبلوماسيون وكبار المشاركين لالتقاط الصور السيلفى مع رئيس مصر، والذى اختتم بيانه بكلمات يعشقها وكلنا معه.. تحيا مصر.. تحيا مصر.
قبل بداية الكلمة استقبل الرئيس داخل المبنى التاريخى للأمم المتحدة رؤساء غانا وصربيا ورومانيا والبرازيل وقبرص، ورئيس المجلس الأوروبى، فى جلسات ثنائية مركزة ومكثفة كان عنوانها مصلحة مصر وشعبها والتعاون مع كل دول العالم، وعلى مأدبة الغداء كانت اللقاءات السريعة مع الرئيس الأمريكى ترامب وملك الأردن ورئيس وزراء اليابان وأمين عام الأمم المتحدة.. لقاءات أكدت للجميع أن مصر القوية الكبيرة عادت لتتبوأ مكانتها بين الكبار، وقادة العالم يطلبون لقاء زعيمها ولا يتأخرون عن موعد.
وكلمة الرئيس السيسى أمام الجمعية العامة تصلح لتكون درساً فى الوطنية، كانت يداً ممدودة بالسلام والتعاون والبناء وليست مجرد حروف بيان ينساه من يسمعه بعد ثوان أو دقائق.
مصر التى تقع على حافة أخطر بؤر الأزمات فى العالم فى محيطنا العربى والأفريقى شقت طريقها بعرق ودم أولادها، وباستراتيجية وطنية طموح ورؤية شاملة لبناء المستقبل والوطن، وتحدث رئيسها بوضوح عن اقتصاد عالمى يكرس الفقر ويتحمل مسئولية رئيسية عن أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية، قال بوضوح إن العالم المنشود حيث يعيش البشر بحرية وكرامة وأمن ورفاهية ما زال حلماً بعيد المنال، ولا بد أن يقف العالم وقفة صادقة مع النفس لعلاج الأمراض ومواطن الخلل وبناء نظام عالمى أكثر عدلاً.
لم يتحدث السيسى بكلام عام بل حدد سياسات واضحة فى 5 نقاط لمواجهة الخلل وتحقيق أهداف الأمم المتحدة.
النقطة الأولى أن حل أزمات المنطقة يتطلب التمسك بالدولة الوطنية الحديثة من سوريا لليمن والعراق، وبكل حسم قال إن مصر لن تسمح بالعبث بأمن وسلام ليبيا.
والثانية كانت عن الوقت الذى حان لعلاج أقدم جرح غائر بتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، فالسلام ينزع فتيل الإرهاب، وأمام الفلسطينيين والإسرائيليين والأمريكان فرصة تاريخية لكتابة صفحة جديدة فى تاريخ الإنسانية، وقبل أسابيع من جلسة الأمم المتحدة كانت القضية الفلسطينية فى طى النسيان وسط خلافات فلسطينية فلسطينية ووهن عربى وتجاهل إسرائيلى، لكن مصر الكبيرة أعادتها للواجهة من جديد، مصر نجحت فى جمع الشمل الفلسطينى بعد 10 سنوات من الخلاف، ومن فوق منبر الأمم المتحدة فتحت مصر - السيسى الباب لإحياء عملية السلام التى كان البعض قد تأكد أنها ماتت ولن تعود.
والنقطة الثالثة إنه لا مستقبل للعالم دون مواجهة حاسمة قاصمة للإرهاب، ولا مصداقية لنظام دولى يحارب الإرهاب ويتسامح مع من يمولونه.
والرابعة أن القضاء على الأزمات هو بتفعيل مبدأ المسئولية المشتركة وتقليل الفجوات بين الأغنياء والدول النامية.
أما الخامسة والأخيرة فهى احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها.
المرض تم توصيفه والعلاج صار ممكناً ويسيراً إذا سلمت النوايا وتعاون العالم من أجل مستقبل أفضل للجميع.
طريق  الصراحة والقوة والوضوح سار عليه السيسى بكل ثقة وهو يتحدث فى جلسة مجلس الأمن عن إصلاح نظام حفظ السلام العالمى، فمصر سابع دولة فى العالم تشارك فى قوات حفظ السلام، وهو ما تكرر أيضاً خلال الجلسة الخاصة عن ليبيا وضرورة إنهاء الأزمة بها سريعا وبحل سياسى شامل.
العالم الآن يقف إجلالاً واحتراماً لمصر، ينصت جيداً للسيسى، ويدنا ممدودة للجميع بالسلام والتعاون، لكتابة صفحات مستقبل أكثر عدلاً وإنصافاً للبشرية.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة