الكاتب الصحفي خالد ميري
الكاتب الصحفي خالد ميري


خالد ميري يكتب: للنجاح عنوان في نيويورك

خالد ميري

الخميس، 21 سبتمبر 2017 - 09:11 م

 

إذا كان للنجاح عنوان، فالمؤكد أن زيارة الأيام الخمسة للرئيس عبدالفتاح السيسى إلى نيويورك تصلح من كل الوجوه لأن تصبح هى العنوان الأبرز للنجاح.

كالعادة كان جدول أعمال الرئيس مضغوطاً ومكثفاً لا وقت فيه لراحة أو لمجرد التقاط الأنفاس، كان برنامج العمل محدداً بدقة.. الأهداف واضحة والنتائج على مرمى البصر.

المستوى الأول للزيارة كان اللقاءات الثنائية مع قادة العالم، وماذا يكون النجاح إذا لم يكن لقاء 10 رؤساء دول وحكومات من قارات الدنيا الخمس، رؤساء أمريكا وغانا وقبرص وصربيا ورومانيا والبرازيل وفلسطين ورؤساء وزراء اليابان وإيطاليا وإسرائيل، والعاهل الأردنى ووزير خارجية الإمارات وسفير السعودية فى واشنطن، لقاءات كان شعارها الود، والمصالح المشتركة هدفها، والاتفاق هو عنوانها.

ولعل لقاء جينتلونى رئيس وزراء إيطاليا بعد أيام من عودة سفيرى البلدين يغلق الباب فى وجه هواة إشعال الفتن، الذين لم يتحملوا مساندة إيطاليا لمصر بعد ثورة يونيو العظيمة، فبذلوا كل جهد لإفساد العلاقة بين القاهرة وروما، لكن الوضوح والصراحة المصرية حسمت الملف لصالح علاقات تاريخية تربط الشعبين والبلدين، وبلقاء نيويورك استعادت العلاقات كامل عافيتها لتنطلق إلى الأمام فى كل المجالات، بعد أن باتت إيطاليا متأكدة أنه ليس لدينا ما نخفيه فى قضية ريچينى، وأننا على استعداد لتعاون قضائى مفتوح وكامل حتى يتم القبض على المجرم وتقديمه للعدالة.

وتواصلت اللقاءات الثنائية مع ثلاثى دولى رفيع المستوى، وهم سكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس المجلس الأوروبى ورئيس البنك الدولى، لترسيخ علاقات قوية مع هذه المؤسسات الدولية.

أما المستوى الثانى للزيارة فكان ومازال حديث العالم بمشاركة مصرية قوية فى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة وجلسة مجلس الأمن حول إصلاح نظام عمل قوات حفظ السلام، والجلسة الخاصة للأمم المتحدة حول ليبيا، وكانت خطابات الرئيس الثلاث تتسم بالقوة والوضوح والصدق، مما دفع العالم ليصفق إعجابا واحتراما.. استعادت مصر مكانتها والعالم ينصت إليها، وإذا لم تتدخل مصر لتحقيق مصالحة فلسطينية فمن كان يستطيع أن يفعل ما فعلته؟ مصالحة فتحت الباب لإحياء عملية السلام، كما أن العالم بات على يقين أن مصر لن تسمح بالعبث بوحدة واستقرار ليبيا وأن حل الأزمة أصبح ممكنا أخيراً، كما أنه لا حل لأزمات المنطقة إلا بوجود مصر، وبمكافحة الإرهاب ووقف تمويله واحترام الدول وعدم التدخل فى شئونها.

والمستوى الثالث كان على نفس القدر من النجاح الكبير، وهو ملف العلاقات المصرية الأمريكية، فلقاءات السيسى مع الشخصيات المؤثرة وصناع القرار وكبار رجال المال والأعمال كشفت لهم الحقائق كاملة، ليتم الاتفاق على منح العلاقات الاقتصادية والتجارية دفعة كبيرة للأمام.

أما قمة السيسى ترامب وهى اللقاء الرابع الذى جمع بينهما خلال عام فجاءت استمراراً لحالة من التوافق والاتفاق بين الزعيمين، ترامب هو من جاء لمقر الرئيس فى نيويورك تقديراً لمصر ورئيسها، واللقاء انتهى بالاتفاق على ضرورة دفع العلاقات الاستراتيجية بين البلدين إلى الأمام، مع التصدى بحسم للإرهاب ومن يموله، ووجه ترامب  كل الشكر والتقدير لمصر على دورها الذى منح قبلة الحياة لعملية سلام كان الجميع قد نسيها إلا مصر.


قبيل انعقاد القمة بدا أن هناك من لا يريد لها تحقيق النجاح المطلوب، وكان السؤال من مندوب رويترز حول المساعدات الأمريكية التى تم وقفها، وسارعت الوكالة بنشر معلومات غير دقيقة تثير اللغط ولا تخدم مصالح البلدين، لكن السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم الرئاسة أكد للصحفيين عقب القمة عدم دقة ما نشرته الوكالة، من الواضح أن البعض لا تعجبه قوة هذه العلاقة والتفاهم بين الزعيمين، لكن اللقاءات المصرية الأمريكية وآخرها القمة مع ترامب أكدت أن علاقات البلدين تسير قدماً للأمام ولن ينجح أحد فى تعطيلها.

الحقيقة أن النجاح الكبير للزيارة الذى يحرك مشاعر الفخر والانتماء ما كان ليتحقق لولا النجاح الداخلى، النجاح فى ضرب الإرهاب وحصاره، نجاح برنامج الإصلاح الوطنى للاقتصاد، المشروعات القومية العملاقة، الجيش الوطنى القوى الذى يحترمه العالم كله، مع الرئيس السيسى نجحت مصر داخلياً، فاستحقت أن تحظى باحترام العالم الذى يسعى إليها الآن.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة