رئيس تحرير أخبار اليوم
رئيس تحرير أخبار اليوم


عمرو الخياط يكتب من نيويورك ..مصر قادرة على مواجهة مسؤلياتها الاقليمية والدولية

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 22 سبتمبر 2017 - 06:50 م


لايدرك المواطن تفاصيل ما يجري في كواليس السياسه الدولية إلا أنه حتما سيشعر بنتائج ماجرى سلباً أو ايجاباً على حياتة اليومية.

السيسي وجه حديثه للمجتمع الدولي في خطاب سيتذكره العالم كوثيقة إنسانيه ستضاف لرصيد مصر الداعيه والراعية للسلام الدولي .

مقر إقامة الرئيس تحولت لقبله للرؤساء والدبلوماسيين  بعد أن امتلكت مصر مصادر قوتها بعد سنوات من الضعف والإهمال الدولي .
 

أنظمة الحكم تبنياستقرارها على عدة صفقات تمكنها من تحقيق استقرارها ، قطعا هي صفقات مشروعه تبدأ بصفقه داخليه بين الحاكم والمحكومين لتنفيذ بنود العقد الاجتماعي المبرم بينهم والمحدد لحقوق والتزامات الأطراف، لاتقل عنهااهميه صفقه اقليميه لتحقيق التواصل مع الأطراف المتجاورةالتي حتما تربطها مصالح تفرضها عوامل الجغرافيا ومتطلبات الامن ، والصفقتان لاتتجزءان
عن الصفقه الدوليه التي تحدد أهمية الدوله في اروقة المجتمع الدولي وتمنحها ثقلا لايتحقق الا اذاكانت تملك ادوات تمكنها من المناورة والمفاوضة وتبادل المصالح .

 الصفقات الثلاث لا تنفصل عن بعضها البعض ، وكلماتمكن الحاكم من حجز مكان مؤثر له في المحافل الدوليه كلما انعكس ذلك على وضع الدوله في إقليمها وصولا الى تاثر شئونها الداخليه حتى مصالح المواطن البسيط .

الوصول الى الحكم يتم عبر الصناديق التي تحكمها اليات قانونيه ثابته ، اما ادارة نظام الحكم فهي عمليهشديدة التعقيد .

غالبا لايدرك المواطن تفاصيل ما يجري في كواليس السياسه الدوليه الا انه حتما سيشعر بنتائج ماجرى سلبا او ايجابا على حياته اليوميه ، لكن من المدهش ان تجد من يحسبون انفسهم على النخبه يتعاملون مع قواعد السياسه الخارجيه كما لو كانوا يتحدثون عن عمليه محليه ، بل ان بعضهم راح يتحدث عن تكلفة هذه الزيارات ومدى جدواها بل ويطالب بتخفيض ميزانياتها التي لايعرف
قيمتها اساسا ، تخيل يتعاملون مع هذه السياسه الخارجيه كما لو كان العالم بأسره مسخر
لخدمة احلام وأوامر المفاوض المصري ، تخيل انهم يتعاملون مع زيارات السياسه الخارجيه
كما لوكانت رحلات سياسيه .

تخيل ان هذه النخبه تورط المواطن في وهم انه غير معني وغير مطالب باي دور لدعم مفاوضه وكتيبة دبلوماسييه الوطنيه التي راحت تجوب العالم لتحقيق مصالحه وتأمينها من مصادرها الاصليه ، هناك حيث القوى العظمى التي لأتعرف غير لغة ألقوه والمصالح والقدرة على فرض الامر الواقع .

•••••••••••••••••••••

محمولا على قاعدة الدوله المصريه وقف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على منصة الامم المتحده مساء الثلاثاء 19 سبتمبر موجها حديثه للمجتمع الدولي في خطاب سيتذكره العالم كوثيقة انسانيه ستضاف لرصيد مصر الداعيه والراعية للسلام الدولي ، مصر لم يسجل التاريخ عليها واقعة اعتداء واحده ، كما لم يسجل عليها واقعة استكانه واحده .

وقف الرئيس يتلو خطابه بنبره تسيطر عليها الثقه المستمده من ارتكازه على قاعدة وطنه المستقر ، الرئيس خلال خطابه تحدث عن مبادئ ومفاهيم وافكار محدده تعكس رؤيه مصريه شديدة الإلمام بالوضع الدولي ، والتي يمكن إيجازها في مايلي:

•الإصرار على تحقيقحلم النظام الدولي العادل

•استمرار عجز النظام الدولي عن احتواء ومنع النزاعات المسلحه ومواجهة خطر الارهاب

•إقرار عجز النظام الدولي عن الوفاء بالمقاصد والغايات التي قامت من اجلها الامم المتحده

•استعراض ادلة عجز النظام الدولي قي المنطقه العربيه التي تعاني خطر الارهاب، وتحولت لمركز للهجره غير الشرعيه، ومركزا للاقتتال الاهلي.

•مواجهة المجتمع الدولي بعجزه عن مسؤلياته في افريقيا التي تشهد أزمات اقتصاديه واجتماعية  وتنموية حاده تهدد السلام و  الامن الدوليين

•الكشف عن قدر مصر في ان تقع على حافة اخطر بؤر الأزمات في العالم ، مع التاكيد على انها تشق طريقها بثقه نحو التنميه.

•التاكيد على التزام الدوله المصريه بأخلاقية وقانونية تحركهارغم الأزمات

•التاكيد على مفهوم الدوله الوطنيه التي لأتعرف الولاءات المذهبيه او الطائفيه او العرقيه

•رفض محاولات التفتيت في سوريا او ليبيا او العراق او اليمن .

•التركيز على القضية الفلسطينيه باعتبار ان حلها هو السبيل الوحيد لاستعادة مصداقية الامم المتحده والنظام العالمي

•مواجهة الارهاب مواجهه شامله تستاصله من جذوره كضمانة لوجود مستقبل النظام العالمي

•••••••••••••••••••••••

أنتهى الرئيس من النص المكتوب ثم استأذن للخروج عن النص مستخدما العاميه المصريه لمناشدة الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني عدم اضاعة الفرصه المتاحه للسلام مطالبا المجتمع الدولي بالتصدي لمسؤلياته لاقرار هذا السلام .

الرئيس استخدم اللهجة المصريه بأريحية شديده ولغة جسد انسيابية تعكس حاله من الثقه المستنده لسلام داخلي تراكم داخل وجدان الرجل الذي يسعى للسلام قولا عملا.

السيسي الذي يتحرك ويمارس سلوك العلني في اطار مؤسسية الدوله المصريه لم يستخدم العاميه المصريه اعتباطا ، الرجل كان يقصد مايلي :

•الاعتزاز بهويته المصريه

•إثبات الحضور المصري المتميز في المحفل الدولي الرفيع

•التاكيد على أن مصر قادره على مواجهة مسؤلياتها الاقليميه والدولية

•الاعلان عن عوده قويه لوطنه المصري والذي كان قداخبر بقرب عودته في اول خطاب له امام الامم المتحده منذ ثلاث سنوات ، واليوم عادت بالفعل

•••••••••••••••••••

ثبات الرجل وثقته الظاهره المغلفه بكبرياء الوطنيه كانت واضحه دون استعلاء ،  لقد حذّر المجتمع الدولي صراحة من فشله وعجزه عن تحمل مسؤلياته ، كما حذّر الامم المتحده من فقدان مصداقيتها اذا مااستمر الكيل بمكيالين في مواجهة قضية الارهاب مستنكرا السماح لدول بالمشاركه في مناقشات حول ظاهرة الارهاب وهي اساسا متورطة في صناعته ودعمه.

السيسي الذي وقف ممثلا للنديه المصريه المسؤله لم يكن له ان يظهر بهذا الثقل الا بعدما امتلكت الدولهالمصريه مصادر قوتها وحددت اهدافها واجادت ادارة توازناتها .

لقد اعلن السيسي
بوضوح مظاهر هذه النديه فيما يلي:

•رفض مصر اي محاولات لاستغلال المحنه السوريه لبناء مواطئ نفوذ سياسيه اقليميه اودوليه .

•التاكيد على ان مصر لن تسمح باستمرار محاولات العبث بوحدة وسلامة الدوله الليبيه

•مصر تصر على دوله وطنيه حديثه وموحده وقادره في العراق واليمن

•نشأة الدوله الفلسطينيه على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريفه هو الشرط الضروري لانتقال المنطقه باكملها الى
الاستقرار والتنمية

هكذا عرض السيسي ركائز النديه المصريه .

•••••••••••••••••••••••••

السيسي الذي ظهر داعيا للسلام مرتكزا على تاريخ وطنه الغني بالاحداث استرجع تجربة مصر في السلام كدليل على إمكانية السعي لإعادة التجربه التي اثبت الزمن عمق الرؤيه المصريه التي تحملت من اجلها الكثير ودفعت أثمانا باهظة .

لقد وصف السيسي سلام بأنها صفحه جديده في تاريخ الانسانيه التي حتما سيكتب فيها
اسم مصر بحروف من نور .

وقبل حديثه هذا كان ان التقى برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي ذهب الى السيسي في محل إقامته ، وهو اللقاء الذي حرص الطرفين على ان يكون معلنا دون مواربه ، واذاكانت ذاكرتك
قد اعتراهابعض الصدأ فلتتذكر ان السيسي منذ ان كان مرشحا رئاسيا اعلن في احد اللقاءات
التليفزيونيه انه على استعداد للقاء اي مسؤل إسرائيلي من اجل تقديم اي شيء  للشعب الفلسطيني ، الرحل متسق تماما مع ذاته لكن يبدو ان مخزون الشعارات التي تم استهلاكها على مدار أربعين سنه قد حجب عن الشعوب الكثير من الحقائق .

•••••••••••••••••••

لقد أحدث خطاب السيسي دويا سياسيا واقعيا عندما دعا لإعادة استنساخ تجربة السلام المصريه التي تعرضت مصر من خلالهالحملات من التشويه والتجريح والطعن في عروبتها وقوميتها، وبعد مرور أربعون عاما لم يقدم احدا نموذجا حقيقيا واحدا يصلح ان يكون بديلا للتجربه المصريه، بل لم
يقدم احد للقضيه الفلسطينيه اي خدمه واستغلتها اطراف متعدده للمزايدة على وطنية الانظمه
القائمه بل ولاستثمار القضيه استثمارا مبتذلا لتضليل وخداع الشعوب والاستيلاء على اموالهم
بذريعة التبرعات لإنقاذ فلسطين بينما ذهبت تلك المبالغ الى خرائن التنظيمات الارهابيه
التي لم توجه سلاحها لأحد بقدر ماوجهته لمصر .

على مدار أربعين عاما لم يقدم مثقفا واحدا اوسياسيا او ناشطا نموذجا عمليا لإنهاء الماساه الفلسطينيه
.

الان وبعد ان اوشكت الماساه على ان تدخل ارشيف النسيان العربي ، يعيد السيسي بكل جراه احيائها من اجل مستقبل افضل للشعب الفلسطيني .

•••••••••••••••••••••••••••••

 لم تنتة الزيارة التاريخية إلا وكان الرئيسي الامريكي دونالد ترامب قد توجه للسيسي بمقر إقامته ، ولم يأتِ السعي الامريكي لمقر إقامة السيسي الا بعد ان ادركت الاداره الامريكيه ان الرئيس
المصري القادم محمولا على قاعدة الاراده الشعبيه هوايقونة السلام الجديده ، السيسي
هو صانع صفقة القرن الذي ذهب الى الامم المتحده حاملا الام وجروح المصريين الذين سالت
دماء شهدائهم وماتزال على ارض سيناء الطاهره ، تلك الدماء التي امتزجت بدماء الضحايا
الفلسطينيين ، الآلام التي حملها السيسي امتزجت بتفاصيل التجربه المصريه للتعايش فخرجت
من رحمها امالا جديده كانت على موعد من يستطيع ان يحولها الى واقع ودستور عمل ووثيقة
سلام ، السيسي صانع صفقة القرن الان يتحرك بحجم وثقل وتاريخ مصر .

••••••••••••••••••••••••

خلال اسبوع حافل كانت مصر ورئيسها نجما لاجتماعات الامم المتحده ، كان السيسي محوراً لإهتمام الزعماء ، كان مقر إقامته قبله للرؤساء والدبلوماسيين ، هذه الحالة لم تنشأ من فراغ إنما نتيجة
لجهود دبلوماسية ، وجولات مكوكية على مدار سنوات أكسبت مصر ثقلا ومصداقية ،هل تتخيل
أن هذه المكانة اكتسبتها مصر دون أن يكون هناك إحتياج دولي ملح لدورها؟، الم تسال نفسك
كيف صنعت مصر لنفسها هذا الدور؟ ، كيف أقنعت العالم انها تملك ادوات هذا الدور  ؟.

الآن وبعد أن إنتهت الزياره هل من بيننا من سأل نفسه عن حجم المجهود المبذول لتثبيت مكانة مصر فى محافل المجتمع الدولى  ؟.

مصر 30 يونيو التى قاطعها العالم في غفلة من الضمير ، الآن يسمعها الجميع بانصات .

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة