مرضى - صورة أرشيفية
مرضى - صورة أرشيفية


«فيزيتا» الأطباء تجرح جيوب المرضى.. المواطنون يصرخون.. وأطباء: الحياة غالية والرحمة حلوة

حنان الصاوي- منى ماهر

الجمعة، 22 سبتمبر 2017 - 07:06 م

 
تحولت مهنة الطب لدى الكثير من الأطباء، من مهنة انسانية لعلاج المرضى إلى وظيفة مربحة، وذلك بعد الارتفاع الجنوني في أسعار «فيزيتا» الأطباء، التي حولت الأمر إلى مجرد متاجرة بآلام البسطاء، 

في المقابل يرى الأطباء أن سعر الكشف هو مقابل بسيط لأتعابهم، وما أنفقوه خلال سنوات الدراسة، وسعر إيجار العيادة أو ثمنها إذا كانت تمليكا، إضافة إلى الغلاء العام في الأسعار.


كشف الأطفال بـ200 جنيه

روت هويدا، أم لطفلين تجربتها مع طبيب الأطفال الذي يعالج أطفالها، قائلة إنها لديها طفلان ولد وبنت بينهما عام واحد، وأن سعر الكشف عند الطبيب يصل إلى 200 جنيه والمستعجل بـ300، وأنه حين يمرض أحدهما لابد أن يصاب الآخر بنفس العدوى، وتضطر للكشف عليهما بـ400 جنيه، بخلاف ما تنفقه على الدواء والروشتة التي يوصفها الطبيب، موضحة أنها تتابع مع ذلك الطبيب بسبب إمكانياته وتفوقه في علاج الأطفال بالإضافة إلى أنه طبيب مشهور ولديه صفحة على "الفيسبوك" وأن الجميع يشكر فيه.

تضاعف سعر الكشف بمستشفى شهير للأطفال

في سياق متصل، قالت جميلة سعيد، أم لـ3 أطفال، إنها لا تقدر على أسعار العيادات الخاصة، وأنها تذهب بأبنائها إلى مستشفى شهير خاص للأطفال، مؤكدة أنه هو الآخر ارتفع سعر الكشف به إلى 50 جنيها والمستعجل 65 جنيها.

بينما أضافت صفاء خالد، أم لطفلين أن الكشف في هذه المستشفى يتطلب جلسات يطلبها الأطباء، ما يزيد من التكلفة، مشيرة إلى أن الأطباء يوصفون دواء موجودا بصيدلية المستشفى فقط، ولا يجدونه بالصيدليات بالخارج.

ومن جانبه أكد مدير المستشفى، أن سعر الكشف ارتفع بالفعل في الفترة الأخيرة إلى الضعف، وأرجع ذلك إلى ارتفاع الأسعار الذي أصاب كل شيء، وارتفاع الأجور التي يطالب بها الأطباء والعاملون، مضيفا أنه في العيادات الخاصة يدفع المواطنون أكثر من ذلك.

«سبوبة التطعيمات»

شكت ولاء سيد، ربة منزل، من أسعار تطعيمات الأطفال الإضافية في العيادات الخاصة، موضحة أنها كانت حريصة على إعطاء ابنها التطعيمات الإضافية عند الطبيب الذي يتابعه، ثم اكتشفت أن الطبيب يبالغ في الأسعار لدرجة أنها تصل عنده لضعف سعرها مقارنة بسعرها في مركز اللقاح والتطعيمات.

كشف بسعر رمزي 50 جنيها

قال صابر محمود "عامل بورشة"، إن ارتفاع سعر الكشف، وصل حتى للمستوصف الذي يتواجد بمسجد، والذي من المفترض أنه "سعر رمزي"، لأن الأطباء به لديهم عيادات خاصة، ولكن نذهب لهم في هذا المستوصف لأن سعر الكشف به رمزي، ولكن الآن وصل إلى 50 جنيها، ونحن لا نقدر عليه، فالخمسين جنيها تقسم ظهرنا، خصوصا أن هناك مصروفات للعلاج.

طابور المستشفيات الحكومية

أضافت أم منة ربة منزل، أن أسعار الكشف في الأماكن الحكومية أصبحت غالية جدا بعد أن كانت 25 جنيها، أصبحت فجأة 35 جنيها ثم 50 جنيها، وأصبح الكشف مرتفعا جدا وأنه يوجد أسر فقيرة جدا لا تستطيع دفع ثمن الكشف.

وتدخلت أم جوليا، قائلة إن هناك أماكن حكومية، الكشف بها جنيه واحد أو خمسة جنيهات بأماكن أخرى، ولكنها بها طوابير كبيرة جدا لا تراعى مرض الناس، وأن العاملين والأطباء بها يعاملون المرضى من الأطفال أو الكبار، أسوأ معاملة.

وتحدثت أم عبد الله، قائلة إن كل الأطباء والعيادات الخاصة أو الحكومية أسعارهم أصبحت "نارا"، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الأدوية، وأنها تنفق مرتبها بالكامل على "الكشف والعلاج".

متابعة الحمل بـ1500 جنيها

ألقت إيمان أحمد، متزوجة حديثا، الضوء على كارثة جديدة، تتمثل في متابعة الحمل التي تصل تكاليفها إلى 1500 جنيها، قائلة: أذهب لطبيبة الكشف لديها بـ200 جنيه، وأضطر للمكوث 6 ساعات إلى أن يأتي دوري في الكشف، دون مراعاة لظروف الحوامل.

وأضافت سلمى عزت، أنها تتابع لدى طبيب مشهور، ولديه صفحة على موقع الفيسبوك يتابعها مئات الآلاف، وأن الكشف عنده بـ500 جنيه، والمتابعة بـ3000 آلاف.

عيادة وجيم

أوضح أشرف مؤنس مدرس، أن المشكلة لا تقتصر على سعر الكشف، ولكنها تعدت إلى أن أصبح الطب وسيلة للتربح وتجارة لجمع الأموال، قائلا إن هناك مراكز تخسيس وأطباء تغذية يقومون بتجهيز العيادة بعدد من الأجهزة الرياضية، مع تحديد قيمة استخدام كل جهاز لتفاجأ السيدة في نهاية الجلسة الواحدة بدفع‏80,70‏ جنيها‏ بخلاف سعر الكشف الذي أصبح 100 جنيه.‏

وقالت دعاء محمد، إنها تذهب لعيادة تغذية، الكشف فيها بـ100 جنيه، والمتابعة بـ20 جنيها للمرة الواحدة، وأن العيادة مزودة بصالة ألعاب رياضية وأدوات للتخسيس لها ثمن آخر غير ثمن الكشف، بخلاف الأدوية التي توصفها الطبيبة والتي تتواجد بعيادتها فقط.

أزمة استشارة

أما الحاجة أم صلاح، فقد شكت من موقف حدث معها، حينما كشفت عند طبيبة صدر وكان سعر الكشف 200 جنيه، وأنها دفعته بصعوبة، ووصفت لها الطبيبة علاجا تأخذه لمدة 20 يوما وتأتي للاستشارة بعدها، وحينما أنهت مدة العلاج، ذهبت للاستشارة، فكان رد السكرتارية أن موعد الاستشارة أقصاه 15 يوما، وأنه يجب أن تدفع سعر كشف آخر لتدخل إلى الطبيبة.

وأكدت أسماء عبد الحميد موظفة، أن الاستشارة أصبح لها سعر منفصل عن سعر الكشف، وأنها تتراوح بين 10 جنيهات إلى 20 جنيها، ويجب ألا تتعدى 14 يوما، وأنه إذا فاتت المدة المحددة، ولم يشف المريض، يجب أن يحجز كشف مرة أخرى.

"الرحمة حلوة"

من جانبه أوضح د. محمود إبراهيم، طبيب بمستشفى حكومي، أن قيمة التذكرة 5 جنيهات حتى الساعة 12 ظهرا، وبعد ذلك يصبح سعرها 20 جنيها.

بينما أكد د. منذر سميع، إن المرتبات زادت، وارتفعت أسعار الأدوية، وأنه حتى عمال النظافة والأمن يطالبون بزيادة المرتبات، متسائلا عن سبب الدهشة من ارتفاع أسعار الكشف لافتا إلى أن سعر الكشف لابد أن يرتفع، فالطبيب أيضا مسئول عن مرتبات، وكل شيء ارتفع سعره"، قائلا: "الرحمة بينا حلوة".

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة