الفيشاوي والصحافة "مطبات"اليوم الأول .. والشيخ جاكسون يعلن التوبة

ورطة "الجونة السينمائي" بين الطموحات المرتفعة والإنطباعات الاولى

مصطفى حمدي

الأحد، 24 سبتمبر 2017 - 12:03 ص

بين توقعات مرتفعة الطموح وانطباعات أولى مغايرة ، يبدو مهرجان الجونة السينمائي الدولي في أول أيام دورته الأولى أمام ورطة حقيقية . حفل الإفتتاح المبهر والذي تابعة الملايين عبر شاشات التليفزيون ودعمته ردود أفعال إيجابية عبر مواقع التواصل الإجتماعي كان بطلًا لأولى "المطبات" في طريق ميلاد المهرجان ، حيث بدأ بإعلان الصحفيين غضبهم بسبب عدم دعوتهم لحضور حفل الإفتتاح في مسرح المارينا والإكتفاء بمتابعته عبر شاشات السينما ، وانتهى بلفظ غير لائق من نجم فيلم الافتتاح أحمد الفيشاوي ليتصدر هذين الحدثين المشهد حتى منتصف اليوم السبت أول أيام فاعليات المهرجان الحقيقية . ليلة الإفتتاح في بدايتها أعطت انطباعات إيجابية ، حفل أنيق ونظام صارم على السجادة الحمراء ، اختفاء واضح "للكومبارسات" ، وظهور نادر لأغلب نجوم الصف الأول ، كل شيء بدى منظمًا ، حتى الفيلم الوثائقي الذي تم إعداده للإحتفاء بتكريم عادل إمام ضم نخبة كبيرة من النجوم لم تظهر مجتمعة في أي عمل فني من قبل ، نال أحمد فهمي قدرًا كبيرا من الإهتمام بكلمته الطريفة التي لم تخل من تلميح غير بريء تجاه زميله محمد رمضان ولكنها كانت "لطيفة" في المجمل ، واكملت عفوية الزعيم المشهد خلال القائه لكلمته التي شحنها بتحياته الحارة لصديقه نجيب ساويرس وعائلته. عقب حفل الإفتتاح حاول مدير المهرجان انتشال التميمي احتواء غضب الصحفيين معبرًا عن أسفه "الشخصي" من حالة الغضب التي انتابتهم بعد استبعادهم من حضور حفل الافتتاح ، مؤكدا أن المهرجان ليس مجرد حفلي افتتاح وختام فقط بل فاعليات فنية وعروض أفلام وندوات. مواساة التميمي ومبرراته لم تلق قبولا لدى أغلب الغاضبين ، ولكنه واجه مطبًا آخر في صباح اليوم التالي عندما ألغى المهرجان ندوة صناع فيلم "الشيخ جاكسون" دون إيضاح الأسباب ، ولكن الحقيقة أن السبب كان واضح للجميع فصناع الفيلم فضلوا تأجيل هذه المواجهة خوفًا من أمتداد تأثير "أزمة الفيشاوي" لتحول ندوة الفيلم إلى حلقة نقاشية مع الاعلام حول ما حدث في ليلة الافتتاح ، كشف هذه النية البيان الذي أصدره عمرو سلامة مخرج الفيلم والذي طالب فيه بتبرئته هو وصناعة مما ارتكبه الفيشاوي ، مؤكدًا على ضرورة التعامل مع الامر باعتباره موقف شخصي غير محسوب على الفيلم ! على جانب آخر كانت فاعليات المهرجان قد بدأت بندوة بعنوان "كيف تمول فيلمك ؟ " والتي استضافت أربعة من أهم ممولي الأفلام ليتحدثوا عن تجاربهم ، لم تشهد الندوة حضورًا كبيرا ولكنها نالت اهتمام بعض العاملين في صناعة السينما من ضيوف المهرجان . أكثر ما يميز مهرجان الجونة هو جودة الأفلام المنتقاة سواء في المسابقة الرسمية أو مسابقة الأفلام الروائية القصيرة أو القسم الرسمي خارج المسابقة ، بدأ اليوم الاول بعرض فيلم "دبكة" للمخرج برايان بركلي ، الفيلم مستوحى من قصة حقيقية حول تورط صحفي مع مجموعة من قراصنة الصومال كي يحصل على معلومات ضمن تحقيق يجريه ، ولان الأمور دائمًا لا تسير على مايرام تنطلق حبكة "الدبكة" من هذه النقطة لنرصد رحلة النجاة . من أبرز الأفلام التي عرضت اليوم الفيلم الهندي البنجلاديشي "لافراش للورود" للمخرج مصطفى ساروفار فاروكي ، وتدور أحداث الفيلم حول فضيحة يتورط فيها احد المشاهير مع صديقة ابنته وتتحول إلى قضية رأي عام تشغل المجتمع البنجلاديشي ، ويصبح الرجل مرمى لسهام النقد والأحكام المسبقة .الفيلم يحمل قدرًا من التفاصيل الإنسانية خاصة في علاقة الأب وابنته ومدى تأثير فضيحته مع صديقتهما على هذه العلاقة . في القسم الرسمي خارج المسابقة عرض اليوم أيضًا واحدًأ من أبرز أفلام المهرجان وهو الفيلم الوثائقي 78/52 للمخرج الكسندر أو فيليب ، الفيلم يتناول بالتحليل والتفسير النقدي والتاريخي مشهد القتل في الحمام بفيلم " سايكو" للمخرج الكبير الفريد هيتشكوك ، روعة هذا الفيلم تكمن في البحث المضني للوصول لكافة التفاصيل والخلفيات في 90 دقيقة هي زمن الفيلم للكشف عما وراء صناعة مشهد لم تتجاوز مدته على الشاشة دقائق معدودة ، بل وتظهر في الفيلم "الدوبلير" التي استعان بها هيتشكوك للظهور في المشهد "عارية" بدلا من البطلة جانيت لي . وسط الإعجاب المبدئي بالأفلام أطل الفيشاوي مجددا ليخطف الانظار بفيديو عبر انستجرام اعلن فيه اعتذاره للجمهور وصناع المهرجان عما بدر منه ، قيل وقتها أن الفيشاوي سيغادر الجونة بسبب غضب أصحاب المهرجان وملاك الجونة "عائلة ساويرس" ، ثم نفت مصادر من داخل المهرجان هذا الأمر تمامًا ، وبقي الفيشاوي في الجونة ليكمل رحلته بعيدًا عن أعين الإعلام . تميز الأفلام امتد إلى المجموعة المشاركة في مسابقة الأفلام القصيرة ، وكان من أكثرها جودة فيلم "ماما بوبو" للمخرج روبان اندلفيجر ، وفيلم "الخدمة" لجينيفيف سوفيه . صافرة نهاية جولة اليوم السينمائية انطلقت مع بدء مباراة الأهلي والترجي والتي بدورها أدت لخلوا أغلب قاعات العروض من الجمهور والمتابعين خاصة النقاد والصحفيين والفنانين ، وظهر رامي إمام وعزت العلايلي ومحمد العدل على أحد مقاهي ال"داون تاون" وهم يتابعون فوز الأهلي بشغف كبير فانتقلت خلفهم كاميرات القنوات التي تغطي المهرجان لتلتقط اللحظة وتصنع قصة خاصة من الكواليس . الحكم على مهرجان الجونة سلبًا أو إيجابًا من خلال حفل افتتاحة ويومه الأول ليس منصفا على الإطلاق ، ولكن الحقيقة أن صناعة المهرجانات السينمائية في مصر تواجه أزمة حقيقية تكمن في طبيعة العلاقة بين صناع هذه المهرجانات – أيا كان تمويلها- من جانب والمهتمين بها من جانب آخر ، مهما كانت الإمكانيات والطموحات إلا أن الحقيقة المؤكدة في مصر عمومًا أنه لا ضمان لإنجاز شيء على أكمل وجه دون خطأ واحد ، لا مناخ ملائم لإنضباط حقيقي وكأنها طبيعة مجتمع ونظام حياة .

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة