وزير الآثار يؤكد: "مشروع تطوير وتنمية منطقة منف الأثرية" من أنجح مشرعات الوزارة

شيرين الكردي

الأحد، 24 سبتمبر 2017 - 01:47 م

تعد منطقة ميت رهينة الأثرية التي توجد بها بقايا أقدم عاصمة لمصر القديمة والتي ترجع إلى أكثر من 5000 عام، وذلك بمناسبة انتهاء أعمال "مشروع تطوير موقع ومجتمع منف" نتاج التعاون المثمر بين وزارة الآثار، والولايات المتحدة الأمريكية وجمعية أبحاث مصر القديمة AEکA، و جامعة يورك الإنجليزية.


بدأ العمل بالمشروع في أغسطس ٢٠١٥بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) بمبلغ ٩ مليون و ٢٠٠ ألف جنيه مصري، في إطار اتفاقية التعاون المشترك الموقعة بين مصر و الولايات المتحدة الأمريكية تحت عنوان "الاستثمار المستدام لقطاع السياحة في مصر". 


ويهدف المشروع إلي النهوض بالتراث الثقافي المصري بالمواقع الأثرية في العاصمة القديمة منف، وتشجيع السياحة من خلال الارتقاء بإدارة الموقع الأثري وتحسين المرافق وعمل مسار للزيارة ووضع لوحات إرشادية للمواقع الأثرية في منف والتي تضم ثمانية مواقع تم توثيقها وتوصيفها من خلال أرشيف مصور متكامل، وهى متاحة الآن للباحثين والدارسين، كما تم إصدار بعض المواد العلمية الخاصة بمنف وكتيب إرشادي، و دليل للزوار هذا بالإضافة إلى إطلاق موقع الكتروني خاص بالمنطقة (memphisegypt.org).


كما شمل المشروع تدريب ٨٩ مفتش آثار على إدارة التراث الثقافي والترميم من خلال برنامج مدارس الحفائر، ويعد هذا المشروع استمرار للتعاون المشترك والمستمر بين وزارة الآثار وهيئة المعونة الأمريكية والمتمثل في العديد من المشاريع الناجحة في العديد المواقع الأثرية الهامة في الأقصر والإسكندرية وسوهاج و البحر الأحمر.


وأخيراً نؤكد حرص وزارة الآثار على التعاون الأثري مع جميع الجهات والمؤسسات العلمية المصرية والدولية للنهوض بالمواقع الأثرية و الحفاظ علي تراثنا الفريد.


كما احتفل الدكتور خالد العناني وزير الآثار والدكتورة سحر نصر وزير الاستثمار والتعاون الدولي واللواء كمال الدالي محافظ الجيزة ,وتوماس جولدبرجر، القائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية مشروع تطوير وتنمية منطقة منف الأثرية، والممول من خلال الدعم المقدم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID ) ،وجمعية أبحاث مصر القديمة (AERA) بالتعاون مع وزارة الآثار المصرية وجامعة يوركفيلندن. 


كما حضر أيضا الافتتاح د. مصطفي وزيري الأمين العام، ود. محمد عبد اللطيف مساعد وزير الآثار لشئون المناطق الأثرية وسفراء دولة بلجيكا واستراليا وأُبرص ومدير المعهد الفرنسي بمصر. 


ورحب دكتور خالد العناني وزير الآثار في كلمته التي ألقاها خلال مراسم الاحتفال بالحضور ووصف المشروع بأنه أحد ثمار التعاون المشترك والمستمر بين وزارة الآثار وهيئة المعونة الأمريكية والمتمثل في العديد من المشاريع الناجحة في العديد المواقع الأثرية الهامة في الأقصر والإسكندرية وسوهاج والبحر الأحمر .




كما أوضح د. العناني أن  المشروع  بدأ  في  أغسطس  عام  ٢٠١٥  في إطار اتفاقية التعاون المشترك الموقعة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية تحت عنوان "الاستثمار المستدام لقطاع السياحة في مصر " بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) بمبلغ ٩ مليون و٢٠٠ ألف جنيه مصري.  


واختتم العناني، بأن مصر تشجع جميع سبل التعاون والاستثمار المشترك في مجال العمل الأثري و ذلك للنهوض بالمواقع الأثرية و الحفاظ علي تراثها الفريد.


من جانبه قال توماس جولدبرجر القائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية أن المشروع هو استثمار للماضي والحاضر علي حد سواء، مؤكدا حرص الولايات المتحدة الأمريكية علي الالتزام والاستمرار في هذه الشراكة مع وزارة الآثار من أجل حماية تراث مصر الثقافي وتنمية السياحة.


وقال د. أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية أن مشروع تطوير جبانة منف جاء بهدف إعادة إحيائها مرة أخري والنهوض بالتراث الثقافي المصري بالمواقع الأثرية وتشجيع السياحة مع الارتقاء بإدارة الموقع الأثري؛ حيث كانت منف عاصمة مصر القديمة و مركز عبادة المعبود بتاح إله الخالق رب الحرفيين والصناع.


وأضاف أن عملية التطوير شملت إنشاء مسار جديد للمواقع الأثرية بمنف بالإضافة الي تدريب ٨٩ مفتش أثري من وزارة الآثار في مجال إدارة مواقع التراث  الثقافي و الترميم من خلال برنامج مدرسة الحفائر بالموقع.




وأشار دكتور مارك لينر مدير جمعية أبحاث مصر القديمة أنه من بين أعمال المشروع توثيق المواقع الأثرية بجبانة منف وتوصفها من خلال أرشيف مصور متكامل، وهى متاحة الآن للباحثين والدارسين. 


هذا بالإضافة إلي توثيق الحالة الراهنة للمواقع مع تحليل مدى تأثير الظروف البيئية على الأثر (مثل المياه الجوفية)، وتسجيل توصيات لحل هذه المشكلات وذلك على المدى القصير والبعيد لصيانة وحفظ هذه المواقع الأثرية الهامة.


وأكد علاء الشحات نائب رئيس قطاع الآثار المصرية أن عملية التطوير تضمنت أيضاً تنظيف وتوثيق المواقع الأثرية؛ وكذلك تحسين المرافق حيث تم وضع مقاعد للراحة ووضع سِلال للمهملات.


 كما تم إصدار كُتيب إرشادي ودليل للزوار وإطلاق موقع الكتروني علي شبكة الإنترنت وأضاف الشحات أن أعمال التطوير شملت ٨ مواقع أثرية هي مقصورة رمسيس الثاني - معبد سخمت- معبد رمسيس الثاني - معبد حتحور - بيت أبيس - مقابر كبار الكهنة - مقصورة سيتي الأول - البوابة الغربية لمعبد بتاح الكبير.


معبد سخمت: كان مكرس لعبادة الملك رمسيس الثاني وآلهة منف.



ومعبد رمسيس الثاني : تم بناؤه خلال عصر الملك رمسيس الثاني وظل مستخدماً على الأقل حتى عصر الملك ستي الثاني و يطلق عليه أحياناً معبد بتاح الصغير. 


معبد حتحور: تم بناؤه خلال عصر الملك رمسيس الثاني ثم هُجر خلال العصر البطلمي، ولا يزال المعبد غالبيته تحت الأرض.


بيت أبيس: وهو كان جزءاً من المجمع الديني الخاص بمعبد بتاح الكبير. وكان هذا المجمع مكرساً للعجل أبيس حيث عاش حتى موته وتحنيطه، ويعتبر بيت أبيس هو الجزء الوحيد الذي لا يزال يمكن مشاهدته من هذا المجمع.


مقابر كِبار الكهنة: كانت مخصصة لدفن سلالة الفرعون أوسر كون الثاني ـ الأسرة الثانية والعشرون. 


مقصورة ستي الأول: هي المقصورة الوحيدة القائمة والتي كانت داخل المجمع الديني لمعبد بتاح الكبير وقد تم بناؤها لتظهر مدي العلاقة الوطيدة للملك ستي الأول والإله بتاح. 


البوابة الغربية لمعبد بتاح الكبير: تم بنائها خلال عصر الملك رمسيس الثاني ولم يتبقي منها سوي البوابة وقد كان المعبد الرئيسي المكرس لبتاح معبود منف.


وتضم جبانة منف متحف ميت رهينة المفتوح، والذي يعرض عدد من أهم القطع الأثرية منها تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني، وتمثال أبو الهول والذي يُعد ثاني أكبر تمثال لأبو الهول بعد التمثال الأشهر بالجيزة، هذا بالإضافة إلي تماثليين ضخمين للملك رمسيس الثاني من حجر الجرانيت الأحمر، وتمثال الثالوث والذي يصور الملك رمسيس الثاني واقفاً مع الإله بتاح والإلهة سخمت، ولا تزال أعمال الحفائر مستمرة في تلك المدينة التي أثرت كثيرا في التراث الثقافي المصري ولا تزال تحوي بداخلها الكثير من الأسرار.


وقالت الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، إنه خلل زيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الخيرة إلى نيويورك تم الحديث عن العلاقات الاقتصادية بين مصر وأمريكا، مشيرة إلى أن هذا الشروع جزء من التعاون المشترك بين مصر وأمريكا، في الحفاظ على التراث الثقافي لمنف من خلل تطوير المشي الثري في المنطقة، بالإضافة إلى توثيق وتطوير المنطقة.


وأكدت أن هناك تعاون كبير بين وزارتي الاستثمار والتعاون الدولي والثار من أهم ضخ استثمارات جديدة في قطاع الثار ومنها التحف المصري الكبير، وقدمت الوزيرة، شكرها لأعضاء مجلس النواب، لحضور الاحتفالية، ليشاهدوا بنفسهم نتاج المنحة التي وفرتها الوزارة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.


وأشارت الوزيرة أن هذا الشروع يعد حجر الزاوية في تعاوننا المستمر مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لحماية التراث الثقافي في مصر، فمنذ عام 1992 ،قدمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أكثر من 100 مليون دولار من المساعدات لتطوير الواقع التاريخية والثقافية، خاصة في القاهرة القديمة والقصر وأسوان والإسكندرية وسوهاج والبحر الحمر، موضحة أن الجال من مجالات التعاون بالغة الأهمية، فالمحافظة على الآثار المصرية والتراث الثقافي، يسهم في توفير فرص عمل للشباب، ويدعم قطاع السياحة أحد الصادر الرئيسية للدخل القومي.


وقدمت الوزيرة شكرها وتقديرها لكل من ساهموا في تحقيق هذا الشروع الرائع، من وزارة الثار، وجمعية أبحاث مصر القديمة، وجامعة يورك، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، معربة عن أملها في مزيد من التعاون في المشروعات التي تسلط الضوء على مصر القديمة.


وقالت الدكتورة سارة بيري الأستاذة بجامعة يورك الإنجليزية، إن المشروع تضمن تحديد مسارات لزيارة 8 من المواقع الأثرية بمنف شملت متحف ميت رهينة المفتوح ومعبد سخمت ومعبد حتحور ومعبد رمسيس الثاني ومقصورة سيتى الأول ومقابر كبار الكهنة وبيت أبيس "معبد التحنيط" والبوابة الغربية لمعبد بتاح.


وأضافت "بيري" أن للمشروع تنظيف وتوثيق المواقع الأثرية الـ 8 من خلال عمل رفع معماري لها ورسم الكتل الحجرية والقطع الأثرية الموجودة بها وتحسين المرافق بتلك المواقع من خلال توفير مقاعد لاستراحة الزوار، ووضع سلال للمهملات للحفاظ على نظافة المواقع فضلا عن توفير لوحات إرشادية باللغتين العربية والإنجليزية تحتوى على معلومات وأشكال توضيحية لسهولة توصيل المعلومة للزائر.




وأشارت الى أنه تم إنشاء منطقة تعليمية خاصة بأطفال المدارس في حديقة المتحف المفتوح لخلق مساحة مشتركة بين الأطفال والموقع أثناء زيارتهم وكذلك الاستعانة بـ 120 عاملا من أهالي المنطقة لتنظيف المواقع لتنمية شعور الانتماء لديهم من جانب وإفادتهم ماديا من جانب آخر.


ومن جانبه، أوضح الدكتور مارك لينير رئيس جمعية أبحاث مصر أن مشروع تطوير موقع منف تضمن الترويج لمدينة منف ومواقعها الأثرية من خلال الترويج للمنطقة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والفيديوهات الرقمية وإطلاق موقع إلكتروني خاص بها على شبكة الإنترنت يحتوي على مادة علمية تناسب المتخصصين من الأثريين وكذلك المرشدين السياحيين ومادة علمية لغير المتخصصين مع الاستعانة بخرائط توضيحية وصور وأشكال للمواقع الـ 8 وإمداد الزائر بكافة المعلومات التي سوف يحتاجها أثناء الزيارة، وكذلك طبع مطويات إرشادية باللغتين العربية والإنجليزية ودليل للزوار وكتالوج لمتحف ميت رهينة المفتوح يتضمن كل القطع الأثرية المعروضة به مع تاريخ اكتشاف كل قطعة وشرح واف لها.


وبدوره، أشار الأثري محمد أحمد صالح مفتش آثار بمنطقة آثار الهرم وأحد الأعضاء المشاركين في تنفيذ المشروع من قبل وزارة الآثار، إلى أنه تم تدريب 77 مفتشا للآثار من المناطق المختلفة بالوزارة على إدارة المواقع التراثية من خلال إنشاء 4 مدارس ميدانية لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الأثريين للمشاركة في التدريب، موضحا أن المتدربين قاموا بتصميم لوحات إرشادية وكتابة محتوى صفحة الموقع الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي وعمل فيديوهات ترويجية للموقع.


وأضاف صالح، أنه تم أيضا رفع كفاءة مفتشي آثار المنطقة من خلال إشراكهم في التدريب بالمدارس الميدانية وتنظيم جولات ميدانية لهم داخل المواقع الـ 8 وشرحها شرحا أثريا تفصيليا فضلا عن التواصل مع المرشدين السياحيين من خلال تنظيم زيارات ميدانية لهم لتعريفهم بالمواقع المفتتحة حديثا باعتبارهم سفراء الحضارة المصرية للعالم الخارجي، وذلك بالتنسيق مع النقابة العامة للمرشدين السياحيين.


وأوضح أنه تم إعداد ملف كامل يحتوي على كافة المعلومات الأثرية وخرائط توضيحية للمواقع الـ 8 وتوزيعها على المرشدين السياحيين.


وتعد مدينة منف أقدم المناطق الأثرية حيث كانت عاصمة الدولة المصرية القديمة واعتبرها المؤرخون والأثريون أقدم عاصمة لدولة مركزية في التاريخ قبل نحو 50قرنا، واستمرت أهميتها الدينية والتاريخية طوال العصور القديمة وفيها اكتشف تمثال رمسيس الثاني الذي ظل معلما بميدان رمسيس وسط العاصمة منذ منتصف الخمسينيات حتى عام 2006 قبل أن يتم نقله للمتحف المصري الكبير بالجيزة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة