الزعيم الراحل جمال عبد الناصر
الزعيم الراحل جمال عبد الناصر


في ذكرى وفاة "جمال عبد الناصر" الـ47..لماذا انتخبه المثقفون

المعداوي: جمال عبد الناصر " معلم الشعب"

نادية البنا

الخميس، 28 سبتمبر 2017 - 09:32 ص

قال الناقد "أنور المعداوي"، في تصريحات خاصة لأخبار اليوم،في عام 1965، الأسباب التي دعته لترشيح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر رئيسا للجمهورية قائلًا" رأيي في عبد الناصر وإيماني به أمران معروفان ... ولا أجد جديدا في هذه المناسبة، سوى ما كتبته عن عبد الناصر في عام 1961، .. فالزعيم العظيم لم يتغير وما قلته عنه منذ أربعة أعوام أقوله عنه اليوم.

"واستكمل المعداوي"إن لم يكن من أجل حياة أفضل ،فماذا يرد الإنسان من كل تعبه تحت الشمس؟ ما جدوى كل عنائه، ولماذا يروح ويجئ، ويعاني ويتساقط منه العرق، ويخفق قلبه بالضحك والبكاء، ويحتدم حتى الغليان بالأمل العزيز، إن لم يكن من أجل توفير وجود يمارس فيه كل ما هو نبيل ورائع إنساني"..

هذه الكلمات التي قالها الرئيس جمال عبد الناصر وهو يرسم الخطوط الرئيسية للمجتمع الجديد في أحد أعياد العلم كانت بداية لوثيقة من وثائق الشرف، المتبادلة في أخطر المناسبات، بين ضمير القائد وبين وجدان الشعب، ولقد شعر كل الذين وقفوا عند هذه الكلمات، وما تلاها من تحديد لمعاني المجتمع المنتظر..

وأكد المعداوي "إن الرئيس قد أوشك أن يضع نقطة الانطلاق، ويعطي إشارة الزحف ولهذا فهل ينشر اللافتات المضيئة على جوانب الطريق، كان مصدر الشعور العميق، أن الشرفاء من أمثال عبد الناصر لا يعرفون في علاقتهم بالجماهير غير لغة واحدة، تنبثق حروفها من قرار العقيدة، ويتوهج مدلولها تحت ضوء الخلق، من هنا تشق لغتهم مجرى الأحداث، وتفسح لكلماتها مكانا في عالم الواقع، وتحيل الأحلام إلى حقائق، تندفع بالمد الثوري إلى أقصى مداه، هذا الثائر الذي صبح وجوده بكل نفحة من عبير أرضنا الطيبة، وعاش بكل ذرة في كيانه تجربة الجموع، وأحب حتى العشق كل ما هو رفيع وقيم، ولم يتخاطب يوما بغير هذه اللغة، التي إذا قررت اليوم نفذت غدا، أي كلمة قالها بالأمس ولم تحقق؟ .

واضاف المعداوي "لقد عبد الناصر قرر منذ قام بأعظم انتفاضة ثورية في تاريخنا الحديث، أن يواجه الاستعمار والرجعية، والإقطاع ، وسيطرة رأس المال في كل معركة خاضها، كان أشبه بفارس من فرسان الأساطير، يحارب في أكثر من جبهة، ويلاقي أكثر من عدو، وتبدو موازين القوى، وكأنها في غير صالحه، لم يكن في جعبته أحيانا غير العقيدة، غير ما يؤمن بأنه حق، وعدل ، وملاذ للحرية، ومع ذلك فقد كان يمتطي صهوة الكلمة الشريفة ويهاجم ، ويمتشق إيمانه وينتصر، من فوق قمة المد الثوري، التي رفعنا إليها الزعيم البطل نستطيع عبر رؤية البصر والتخيل، أن نتطلع بعيوننا وأفكارنا إلى مجتمع الغد ، المجتمع الذي يتحرر من الذل، ويتخلص من الفساقة وترتفع فيه الرؤوس وتسيطر عليه القيم،المجتمع الذي يقوده رجل خرج من بين صفوفنا، ابن جيلنا وأبو الأجيال المقبلة، صانع الأمل للحاضر ورائد الطريق إلى المستقبل، أستاذ مدرسة الأخلاق الذي يحاضر في معنى الحب والمساواة، وإسعاد الآخرين، إن المثقفين قبل غيرهم يقدرون ضخامة الدور الذي لعبه عبد الناصر فوق صرح حياتنا الجديدة من وحي هذا الواقع كمراكز إشعاع فكرية، تطبع ثقافة المجتمع الاشتراكي بطابع اتجاهاته ومبادئه، هؤلاء المثقفون الذين حياهم بالأمس وأنصفهم وأخرجهم من قفص الاتهام، ليضعهم في ساحة تقديره...

 واستكمل "يسعدهم من غير شك أن يسمع كل الناس من صاحب اللغة الواحدة حقيقة دورهم في ركب التحرر، ومدى سعيهم في طريق الكفاح، باسم كل المثقفين تحية الحب له، والفخر به كثائر، جعل شعاره العدل، ودستوره الإنصاف وعقيدته السلام والمحبة وكحاكم  بدأ بنفسه قبل أن يبدأ بغيره، لقد أمم كل ما يمتلك من ثروة لصالح الجموع، أن ثروته الضخمة هي وجوده، وجود إنسان نادر المثال وهبه عن طيب خاطر لأحلام الكادحين، سام عليه في كل عيد من أعياد الشعور، وكل موكب من مواكب الحرية، وكل ساحة عدل تعرض فيها قضية الإنسان".








الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة