صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


أمهات قاتلات..أشباح تهددك وتجعلك منهم

منى ماهر

الإثنين، 02 أكتوبر 2017 - 11:10 ص

الإدمان والفقر والمرض النفسي..أشباح قد تهاجم الأمهات..وتجعلهم يفقدون أمومتهم بل وإنسانيتهم..فتلبس الأم عباءة "أمنا الغولة" وتنقض على صغيرها ولا تتركه إلا قتيلا.

"أم تقتل ابنها لتنام" "أم تقتل ابنها بتجويعه" "أم تقتل رضيعها وتعيش مع جثته" "أم تقتل رضيعها بسبب بكائه"، عناوين تصدرت الأخبار، هل هو انعدام للرحمة والإنسانية؟..هل هناك سبب قهري يسيطر على الأم ويجعلها تسفك دماء ابنها بعدما حملته وهنا على وهن؟.. ما الذي يتسبب في تخلي الأم عن جنتها على الأرض وجنتها في السماء..هل تسائلتي يوما عن هذه الأسباب؟؟.ّهل توقعتي أن يأتي يوم تتحولي فيه إلى أم قاتلة؟.ّ.

ما هي الأسباب التي تتسبب في قتل الأم لأبنها؟، هل يمكن أن تؤدي العصبية على أبنائنا إلى قتلهم؟، هل تشكل الأم العصبية خطرا على أطفالها؟، كيف نتجنب العصبية ونحجمها؟ متى تعرف الأم أنها تحتاج لعلاج نفسي؟، هل كل الأمهات معرضة للوصول لهذه الحالة؟، كيف تتجاوز الأم همومها وتفصل بين مشاكلها وتربية أولادها؟


بوابة أخبار اليوم حاورت المختصين للإجابة على هذه التساؤلات


اضطرابات نفسية

أوضحت الاستشارية التربوية د.إيناس فوزي، أن العصبية المجردة لا تؤدي إلى القتل، بينما من الممكن أن تؤدي الاضطرابات النفسية المرافقة للعصبية إلى ذلك، فإذا وصلت الأم إلى حد كبير في العصبية فإن ذلك يعني أنها تعاني من مرض نفسي وليس مجرد اضطراب، ولابد من الذهاب لطبيب نفسي لعلاجها.
وأكدت د.إيناس أن الأم العصبية تشكل خطرا على أطفالها لأنها تجعل جسم الطفل مشحونا بالغضب، وتسبب له عدة أمراض، مثل "التهتهة" أو "التبول اللا إرادي" أو التأخر الدراسي أو عنف مع زملاءه أو يسرق أو يضربها هي شخصيا.

وأشارت الاستشارية التربوية أنه يجب على الأم أن تعرف أنها تحتاج لعلاج نفسي، عندما تشعر أن لديها عجز في إدارة شئون حياتها وأبنائها، وعندما تجد أن تعاملها مع طفلها يسبب له أمراض، لأن هذه دلائل على أنها ليست في أمان هي وابنها وأن تعاملها معه خاطئ، وهنا يجب أن تقف مع نفسها وتذهب لطبيب نفسي لعلاجها من الاضطرابات النفسية التي تعوق عملية التربية وتجعل العلاقة بينها وبين أبنائها مضطربة، وتعديل سلوكها هي الأخرى.

وأضافت أن هناك أعراض تظهر على الأم ويجب بعدها أن تذهب للطبيب فورا، وهي أن تكون دائمة البكاء والغضب، ولا تشعر بأي إنجاز في حياتها، وتشعر بالتوتر والفزع، وبأنها لا تعرف كيف تعيش حياتها، وينتج عن عصبيتها الدخول في نوبات غضب رهيبة، أو ضرب الأطفال ضربا مبرحا ينتج عنه تشوهات، أو تكسير أشياء حولها.

ونصحت الاستشارية التربوية كل أم، إذا تملكها الغضب من ابنها، أن تنسحب من المشهد، وتقوم بعمل أي شيء يحتاج لمجهود عقلي لتشغيل "العقل التحليلي" وفصل "العقل العصبي" الذي لا يفكر، مثل الوضوء أو التحدث في التليفون أو قراءة شيء ما، موضحة أن هذا علاج وقتي..وأنه لابد أن تعرف كل أم مشكلتها وتعمل على حلها بدلا من تفريغ الغضب في أولادها الذي يزيد المشاكل ويعمل على تفاقمها.

أمراض بعد الولادة

وقالت الخبيرة النفسية زينب المهدي، إنه للأسف الشديد ظهرت حالات قتل الأمهات لأطفالها في كثير من المناطق في مصر وبالأخص في المناطق الريفية، ومنها أم تقتل ابنها بسبب عشيقها، أم تقتل ابنها بسبب العصبية الزائدة، وأسباب أخرى كثيرة تحتاج إلى تحليل لسيكولوجية تلك الأم وبالتالي لابد من معرفة أهم الأسباب التي تجعل الأم تقتل أغلى ما لديها في هذه الدنيا. 

وأكدت أنه ليس كل الأمهات معرضة للوصول لهذه الحالة لأنه يوجد واختلافات واضحة في الشخصيات واختلافات واضحة في درجة التحمل، وأرجعت قتل الأمهات لأطفالها إلى عدة أسباب وهي..

-ذهان ما بعد الولادة: كثير من الأمهات بعد الولادة تصاب بذهان ما بعد الولادة وهذا يعني أن الأم تنتابها أفكار غريبة بأن طفلها مخيف وانه لا يشبهها ويمثل خطر عليها وبالتالي تبدأ في التفكير في كيفية التخلص منه وبالتالي ينتهي الوضع بمحاولة قتل الأم لطفلها ثم قتله بشكل محتوم. 

الاكتئاب : كثير من الأمهات تصاب بالاكتئاب نتيجة ضيق المعيشة وعدم توفير حياة كريمة لأطفالها فتبدأ في التفكير في قتلهم لأنه في تفكيرها المريض أنه عندما تقتلهم سوف تخلصهم من عذاب الحياة الذين سوف يواجهونه بعدما تتوفى هي وفي حالات كثيرة الأم تقتل أطفالها ثم تقتل نفسها وكأنها تريد أن توصل لهم رسالة بأنها سوف تجعلهم يذهبون إلى عالم مريح أكثر من العالم الذين يعيشون فيه.
 
-ضغوط نفسية: كثرة الضغوط الواقعة على عاتق المرأة من مسئولية منزل ومسئولية زوج وأولاد فتلك الضغوط تجعلها تقوم بضرب أطفالها وفي هذه الحالة يحدث القتل بدون قصد نتيجة الغضب الشديد الذي تكون فيه. 

-الفصام : وهو مرض عقلي أكثر منه نفسي ويعني البعد تماما عن الواقع فالمريض بالفصام يعاني من هلاوس وضلالات سمعية وبصرية وبالتالي الأم المريضة بالفصام لو لم يتم مراقبتها جيدا وسحب الأطفال منها لأنها تفقد الأهلية في حمايتهم سوف تقوم بأذيتهم بلا محالة. 

سوء تربية

وأضافت أن هناك أسباب أخرى متعلقة بالنضج العقلي، وأنه وارد جدا أن تكون الأم ليست مريضة نفسيا وتفعل تلك الأفعال المشينة من أجل العشيق مثلما رأينا في كثير من الحالات، موضحة أن تلك الأم لم  تتلق  قسطا  كافيا من التربية وبالأخص التربية الدينية، ومعنى تحمل المسئولية ومعنى كلمة أمومة، وأن هذا التقصير يأتي من الأهل بمعنى أنه بمجرد بلوغ الولد والبنت تأتي مرحلة الزواج وهذا خطأ كبير لأنه لو الأم عمرها 14 عاما مثلما يحدث في الأرياف وتقوم بقتل طفلها فهي من الأساس أم في مرحلة المراهقة وليست على درجة كافية من الوعي والنضج الفكري وهي لا تعلم أن هذا خطأ بدرجة كبيرة لأنها تحتاج من يقوم بتربيتها هي أولا حتى تعرف معنى قوي مثل معني الأمومة.


لامبالاة الزوج

وأشارت المهدي إلى أن هناك علاج لعصبية بعض الأمهات حتى لا تقوم بفعل ذلك عن غير قصد، العلاج الأول هو التعاون بين الزوجين لأنه لو سألنا أنفسنا سؤال واضح لماذا تتعصب الأم ؟ الإجابة ستكون في اللامبالاة التي تراها من الزوج فهناك كم لا يستهان به من الأزواج لديهم درجة كبيرة من اللامبالاة تجعل الأم تفقد أعصابها ولا تجد أمامها سوى طفلها لتخرج فيه الطاقة السلبية فتقوم بضربه وتعنيفه ومنهم من يقع قتيل في يد أمه بغير قصد. 

ووجهت الخبيرة النفسية زينب المهدي رسالة للآباء والأزواج "ابنك ليس أمانه في رقبة أمه فقط بل في رقبتك أنت أيضا والتربية لابد أن تكون مشتركة بينكم".

الإدمـــان

وأرجعت أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس د.سامية خضر، قتل الأمهات لأطفالهم إلى الإدمان، مؤكدة أنها قامت بعمل بحث حول قتل الأمهات لأطفالها، وتبين أن السبب الرئيسي في ذلك هو الإدمان، وان معظم الأمهات التي أقدمت على قتل أطفالها مدمنات، ما يجعلهن غير قادرين على تحمل أعباء الأمومة ولا يملكون السيطرة على أنفسهم، وغير قادرين على تحمل صريخ وضوضاء أولادهم، مضيفة أنه لابد من دراسة مشكلة المخدرات والقضاء عليها تماما.

وأكدت أستاذة علم النفس أن انتشار المشاكل الزوجية والطلاق هو سبب آخر في تفاقم المشكلة،  وأن العصبية المعتادة لا تؤدي أبدا إلى القتل، موضحة أن الأم تحتاج لعلاج نفسي إذا كان لديها أعراض صرع أو إغماء أو صريخ وليس ضيق عادي.

وأضافت أن الإعلام سبب رئيسي أيضا لأنه يروج لقيم سيئة، جعلت هذا الجيل لا يصلح لان يكون أم.

الفقر

من جانبه أكد الشيخ محمد عبد الباسط عضو مركز الفتاوى الاليكترونية أن الأم هي مصدر الحنان والعطف، وأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى حتى أن ندعو على أبنائنا وأنفسنا، وقال في حديث شريف " (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكُم، ولا تدعوا على أموالكُم، لا تُوافقُوا من اللهِ تعالى ساعة نيْلٍ فيها عطاء فيستجيب لكم).

وأرجع الشيخ محمد عبد الباسط قتل الأمهات لأطفالها إلى مشكلة الفقر، مؤكدا أن الله تعالى نهى عن قتل النفس وقال في كتابه العزيز "وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ" ويعني بقوله (خَشْيَةَ إمْلاقٍ) خوف "إقتار وفقر".

ونصح عضو مركز الفتاوى الاليكترونية كل أن تتحلى بالصبر والحكمة، وأن تنضبط في انفعالاتها وألا تعتدي على أبنائها قولا أو فعلا، وفي وقت الغضب تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، مؤكدا أن النبي صلى الله عليه وسلم شاهد رجلان يستبّان، وأحدهما قد احمر وجهه، وانتفخت أوداجه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد...))، ولذلك فإن الاستعادة هي الحل الوحيد لإطفاء الغضب، وهي الحل الأول والأسرع وبعدها يأتي الوضوء، وتغيير الشخص موضعه، إذا كان قائما يقعد وإذا كان قاعدا يتضجع.

روشتة للأمهات

وأكدت الخبيرة النفسية زينب المهدي أن الصحة النفسية هي القدرة على الحب والعمل، وأن الأم إذا كانت غير قادرة على أن تعطي الحب لأولادها وغير قادرة علي تلبية متطلباتهم فلابد أن تعلم أنها في بداية المرض النفسي مع ظهور عدة أعراض مثل البكاء الشديد وعدم الشعور بالراحة والنوم لساعات طويلة أو الأرق واللامبالاة وعدم الشعور  بالاشتياق لكل الأشياء التي كانت تحبها من قبل  كل هذه الأعراض مهمة جدا وتدخل في تشخيص أغلب الأمراض النفسية.

وقدمت روشتة للتعامل مع العصبية تجنب المصدر الذي جعلها تفقد أعصابها، ترك المكان المليء بالطاقة السلبية والخروج إلى مكان جيد التهوية، الجلوس بمردها على الأقل 15 دقيقة، تناول المشروبات مهدئة الأعصاب مثل اليانسون فهو مهدئ طبيعي.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة