السياحة الثقافية والعلاجية.. «مليارات ضائعة» في غابة الإهمال

مي سيد

الثلاثاء، 03 أكتوبر 2017 - 04:18 م

 
لا يمكن لمصر أن تتحقق تعافيًا اقتصاديًا، دون إعادة إحياء أحد الشرايين الرئيسية للسياحة، وخصوصًا «السياحة الثقافية والعلاجية» المعتمدة على قوة الوضع الأثري والمناخ المعتدل طوال العام.

ولا يخفى على أحد أنه في الآونة الأخيرة اتجهت عدة بلدان مثل تركيا والمغرب وتونس، إلى التركيز على السياحة العلاجية لجذب نسبة أكبر من السياح حتى أصبحت تركيا من أفضل 5 دول في الوجهات العالمية للسياحة العلاجية. 


السياحة  الثقافية 
هنا قال عضو لجنة تسويق الأقصر الخبير السياحي محمد عثمان إن السياحة الثقافية في مصر من أهم أنواع السياحة لكن للأسف أصبحت مهملة بشكل كبير بسبب التركيز على سياحة الشواطئ.

وأوضح أن عدد السياح في عام الذروة (2010) استقبلت مصر 14 مليون سائح كان نصيب السياحة الثقافية منها 4 ملايين سائح، وحققت السياحة دخلا خلال هذا العام قدر بـ18 مليار دولار، 75 % من هذا الدخل كان من السياحة الثقافية ولهذا تعد من أهم أنواع السياحة التي تتميز بها مصر.

مشكلات بالجملة 
وأكد محمد عثمان أنه بسبب إهمال الدولة للسياحة الثقافية أصبحت تعاني من عدة مشكلات أهمها إتلاف وسوء حالة الفنادق العائمة فكان عددها 280 فندقًا أصبح الصالح للعمل به 90 فندقًا عائم فقط، مضيفًا أن لا يوجد خطة ترويجية واضحة للمناطق السياحية الثقافية، ويتم اكتشاف أثرية كبيرة لكن لا يوجد ترويج لها بشكل صحيح.

وأضاف عضو لجنة تسويق الأقصر أن من أهم المشاكل التي تواجه السياحة عدم تكاتف الوزارات المعنية لصناعة هذا القطاع مع بعضهم فيجب العمل كيان واحد في وزارات النقل والآثار والسياحة والطيران وعدم تعارض قراراتها.

ونبه أن وقف خط هيثرو- الأقصر قرار خطأ أثر سلبا على السياحة الثقافية؛ لأنه كان من أهم الخطوط الطيران، وأيضا توقف الخطوط القطرية أثر سلبا فكان لابد من مصر للطيران إيجاد بديل سريع.

وأشار الخبير السياحي إلى الحكومة أنفقت نحو 620 مليون جنيه لإنارة المناطق الأثرية في البر الغربي وحتى الآن لم  يتم استخدامها، مطالبًا بضرورة إعادة السياحة الفرنسية التي تعد من أهم الأسواق السياحية في السياحة الثقافية.

الخبير السياحي طالب بخطة شاملة لتطوير المراسي السياحية بين القاهرة وأسوان، مطالبًا وزير النقل برفع كفاءة وتطوير  القطارات وعودة قطار النوم مرة أخرى بكفاءة عالية.
 
السياحة العلاجية 

ولا يختلف الوضع مع السياحة العلاجية عن «الثقافية» لأنها تعاني أيضًا من الإهمال وعدم الترويج لها بالشكل المطلوب  عبر خطة ترويجية واضحة، وكانت جميع الجهود المبذولة في السياحة العلاجية من قبل القطاع الخاص والمستثمرين، مثل زيارة لاعب كرة القدم العالمي «ميسي» للترويج لحملة السياحة العلاجية.

التسويق الإلكتروني
أما عضو مجلس إدارة غرفة الفنادق المهندس طارق أدهم فأوضح أن مصر من أهم المقاصد السياحية العلاجية ولديها إمكانيات كثيرة وفرص كبيرة لتكون من أهم المقاصد للسياحة العلاجية، ويجب على الدولة الاهتمام بالسياحة بشكل عام أكثر من ذلك؛ لأنها تعد من أهم أركان الدخل القومي.

ولفت إلى ضرورة وجود خطة ترويجية و تطويرية واضحة و شاملة للأماكن السياحية والخدمات العلاجية لتستهدف المزيد من السياح من مختلف الأسواق السياحية يساهم فيها القطاع الخاص مع الوزارة ومع كافية الوزارات المعنية لأن غياب التنسيق بين القطاع السياحي والجهات المعنية لنهوض بهذا القطاع هو أكبر مشكلة تواجه القطاع.

وأشار عضو مجلس إدارة غرفة الفنادق بالبحر الأحمر إلى أن السائح العلاجي من السياح عالية الإنفاق لأن مدد تواجدهم في البلد تكون على الأقل 3 أسابيع، فيجب التركيز عليهم أكثر من  ذلك وعدم التركيز على عدد السياح فقط.

وأضاف المهندس طارق أدهم أنه يجب توجيه القطاع السياحي إلى التسويق السياحي الإلكتروني للحاق بالتطوير العالمي في هذا المجال؛ لأنه الطريقة السريعة والسهلة والمباشرة للترويج للمقصد السياحي وجذب المزيد من الأسواق السياحية.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة