الكاتب الصحفي خالد ميري
الكاتب الصحفي خالد ميري


نبض السطور

خالد ميري يكتب: الحلم العربي

خالد ميري

الثلاثاء، 03 أكتوبر 2017 - 09:56 م

أكتوبر شهر النصر وكتابة التاريخ، وقبل أن تبدأ مصر احتفالاتها بالنصر المجيد الذى أعاد الكرامة للعرب أجمعين، كان الشعب المصري والعربي بل والعالم أجمع على موعد مع صفحة جديدة فى تاريخ ومستقبل المنطقة.

بعد سنوات من الخلاف والاختلاف بين فتح وحماس والفصائل الفلسطينية، وبعد سنوات من الضعف العربى والمؤامرات التى أحاطت بالمنطقة بأكملها، نجحت مصر فى منح قبلة الحياة للقضية الفلسطينية وإعادتها للحياة من جديد، قضية كان الجميع قد نسيها أو تناساها وظن أنها لن تخرج من غياهب النسيان.

فى هدوء وصمت وبحنكة وعمل جاد نجح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى جمع فتح وحماس على طاولة المفاوضات، وبعد جهد كبير تم تتويج العمل المخلص باتفاق المصالحة الفلسطينى، وخلال الساعات الماضية نجح الاتفاق فى تجاوز مطبات ومؤامرات الأطراف التى حاولت عرقلة الوفاق.. لتعود فتح إلى قطاع غزة بعد حل اللجنة الإدارية التى كانت حماس قد شكلتها لإدارته، وليلتحم الملايين من أبناء الشعب الفلسطينى أخيراً، على عهد ووعد بتجاوز كل المطبات من أجل بناء المستقبل.

عندما زينت صورة الرئيس عبدالفتاح السيسى شوارع وميادين غزة، كان الشعب الفلسطينى يقدم الشكر لمن يستحق ويعترف بفضل صاحب الفضل فى لم الشمل.. وكان الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن واضحاً ومحدداً وهو يؤكد أن الشعب الفلسطينى لن يتمكن من تحقيق حلمه وحلم كل العرب فى قيام دولته المستقلة إلا بالوحدة الفلسطينية أولاً، ولولا جهود مصر والرئيس السيسى لما تحققت الوحدة التى فتحت طاقة الأمل بعد سنوات اليأس والانقسام.

الرئيس السيسى تحدث بوضوح فى كلمته للشعب الفلسطينى بالأمس، مؤكدا ان القضية الفلسطينية كانت وستظل فى مقدمة أولويات مصر، ومصر رغم كل التحديات لم تنشغل عنها، هذه حقائق التاريخ والجغرافيا والدم.. تؤمن مصر العروبة بالقضية الفلسطينية، من أجلها خاضت الحروب وضحت بالغالى والنفيس، ومن أجلها ستظل تعمل حتى تحقيق الحلم الفلسطينى والعربى.

وأكد الرئيس من جديد اننا لا نملك وقتا لنضيعه وأن التاريخ سيحاسب من يتسبب فى ضياع الفرصة، وهو ما سبق أن أكده الرئيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فالعالم والشعبان الفلسطينى والإسرائيلى أمام فرصة تاريخية لتحقيق سلام شامل يضمن الحياة الكريمة والآمنة لشعوب المنطقة، مصر لا تعمل إلا من أجل السلام، لا تتآمر ولا تعمل فى الظلام، وهدفها تهيئة المناخ لحياة كريمة وآمنة لجميع شعوب المنطقة.

نحن أمام نقلة نوعية فى مسيرة الشعب الفلسطينى نحو مستقبل أفضل طالما تمناه، وحانت الفرصة لتحقيقه وتحويل الحلم إلى واقع، وتأكيداً على الدعم المصرى اللامحدود للقضية الفلسطينية ولضمان نجاح كل خطوات المصالحة وصولا لبدء مفاوضات تحقيق السلام الشامل، أوفد الرئيس السيسى الوزير اللواء خالد فوزى رئيس المخابرات العامة إلى قطاع غزة ليشارك الشعب الفلسطينى فرحته وجهود استكمال الوفاق، ليؤكد على إيمان مصر بأن القضية الفلسطينية كانت وستظل ركناً أساسياً من دعائم الأمن القومى المصرى.

فى شهر العزة والكرامة والنصر فتحت مصر باب الأمل والمستقبل أمام الشعب الفلسطينى والعالم بأكمله، لحل أم القضايا فى المنطقة والعالم، تؤمن مصر أن ما حدث بداية ناجحة لطريق طويل يحتاج للعزيمة والإصرار والتكاتف والعمل الجاد، ما حدث كان هدفا فى حد ذاته، لكن الغاية الحقيقية هى الوصول لسلام شامل وعادل.

الرئيس السيسى ليس له هدف أو غاية إلا السلام والتنمية، ومصر لن تبخل بجهد لتحقيق الأهداف والوصول للحلم، والحقيقة ان السلام والتنمية هدفان يستحقان بذل كل الجهود من أجلهما.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة