سفير ألمانيا بالقاهرة: معدلات التجارة مع مصر في أعلى معدلاتها

وردة الحسيني

الأربعاء، 04 أكتوبر 2017 - 12:25 م

ألقى السفير الألماني بالقاهرة يوليوس جيورج لوي، الضوء على تنوع مناطق ألمانيا، التي توحدت في مثل هذا اليوم قبل سبعة وعشرين عاماً.

وأكد السفير الألماني، على أن تحديات اليوم عالمية وتحتاج إلى المعالجة من خلال التعاون الدولي أو التكامل الإقليمي، كما هو الحال في حالة الاتحاد الأوروبي، مضيفا، أن الدولة التي تتمتع بالحكم الذاتي قد حلت محلها.

جاء ذلك فى كلمته، مساء أمس الثلاثاء، بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لعيد الوحدة الألمانية، الذى حضره المهندس محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، ممثلا عن الحكومة المصرية.

وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا، أشاد السفير بالحوار السياسي المكثف والعلاقات الاقتصادية الوثيقة والتبادل الثقافي الواسع الذي تيسره الجهات الفاعلة التي لا غنى عنها مثل المدارس الألمانية التي لها حضور طويل الأمد. 

وأشار في كلمته، إلى أن الهدف من نظام التعليم الألماني هو إعداد مواطن نشط يتحلى بالمسؤولية والاستعداد لخوض غمار الحياة في مجتمع حر، مشيرا إلى أن المجتمع المدني الحيوي بمجالاته الخاصة وقدراته يعد مقوما أساسيا من مقومات النظام الديمقراطي السليم والمتنوع، مجتمع يحظى بصحافة حرة وتبادل منفتح في الآراء، باختصار: هو مقوم أساسي من مقومات المجتمع المستقر. 

وقال: "نحن اليوم نحتفل هنا في القاهرة وفي ألمانيا وفي جميع أرجاء المعمورة بالذكرى السابعة والعشرين لعيد الوحدة الألمانية، وبعد مرور سبع وعشرين عاما على إعادة توحيد ألمانيا، ذلك الحدث الذي شهده معظمنا، فإن هذه الذكرى تأخذ مكانها على صفحات كتب التاريخ أكثر من كونها مادة لعناوين الصحف الرئيسية، وهذا بالطبع تطور يختلف عنا نحن البشر اختلافا جوهريا، إلا أن يوم الثالث من أكتوبر عام 1990 وتداعياته لا يزال يستحضر لدى البعض، وأنا منهم، ذكريات البهجة وعدم تصديق وقوع هذا الحدث الفريد".

وأضاف: "اليوم هنا في القاهرة تحت شعار "ألمانيا البلد المضياف مقصد الزائرين" متوجهين بالدعوة إلى ضيوفنا لزيارة ألمانيا، للاستمتاع بكرم الضيافة فيها وتفقد مبانيها التاريخية ومناظرها الطبيعية الخلابة".

وأشار لوى، إلى أن السياحة في أيامنا هذه، لا سيما سياحة الوفود الكبيرة، هى ثمرة ونتاج العالم المنفتح على وسائل الاتصال والنقل الحديثة، وإنها جزء من العولمة التي تطغى افتراضيا على كافة جوانب الحياة في الدول والمجتمعات.

وتابع، أن العالم يتداخل يوما بعد يوم بيئيا واقتصاديا وحتى أمنيا، وأضحى شبكة دقيقة نسجها، متجاوزا بذلك المفهوم البالي للقرن التاسع عشر بشأن استقلالية الدولة القُطرية، شئنا أم أبينا. 

وقال لوى، إذا ما قمنا باستعراض شامل لمستوى تطور العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا فإننا نستخلص من ذلك نتائج مبهرة، حيث زارت المستشارة الاتحادية أنجيلا ميركل مصر في 2 و 3 مارس 2017 ، وزار الرئيس السيسي ألمانيا للمشاركة في قمة العشرين حول أفريقيا ببرلين في 12 و 13 يونيو الماضي، كما التقى زعيما البلدين في محافل دولية أخرى، و العلاقات بين البرلمان الألماني والمصري علاقات حيوية ومتواصلة، مما يعكس اهتماما جليا من كليهما تجاه بعضهما البعض.

وقامت مجموعة الصداقة البرلمانية "الألمانية – المصرية" بزيارة مصر في مارس الماضي، كما التقى وزيرا خارجية بلدينا مرتين في برلين، فضلا عن قيام العديد من الوزراء من كلا البلدين بزيارة البلد الآخر.

وقال السفير: "دعوني أذكر بهذه المناسبة تعاوننا الوثيق في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، وقد كان توقيع وزيرا داخلية البلدين على الاتفاق الأمني الألماني المصري في يونيو الماضي في برلين بمثابة تأكيد على أن هذا التعاون قد اتخذ أبعادا جديدة، وقد دخل هذا الاتفاق حيز النفاذ في شهر يوليو الماضي". 

وأكد أن معدلات التجارة الألمانية المصرية تسجل قصة نجاح، حيث ارتفعت على مدار العامين الماضيين بنسبة 30%، وحققت في الوقت الراهن حوالي ستة مليارات يورو، وهذا من شأنه أن يجعل من ألمانيا أهم شريك تجاري لمصر في أوروبا.

وأضاف لوى، أن الشركات الألمانية ساهمت في توفير 22000 فرصة عمل في مصر في العام الماضي، و أن قدرات الاستثمارات الألمانية في مصر لم تستنفد بعد، أما رجال الأعمال الألمان فإنهم يتابعون باهتمام كبير الجهود والمبادرات العديدة التي تتخذها الحكومة المصرية لإحداث تحسين جوهري في البنية التشريعية والإدارية أمام المستثمرين الأجانب في مصر. 

وقال إن حجم التعاون التنموي الرسمي مع مصر بلغ 1,7 مليار يورو في مجمله، وهو يساهم في تعزيز الاستقرار في مصر من خلال تغطية الاحتياجات الأساسية، كما يركز على مجالات الطاقات المتجددة والمياه وإدارة المخلفات الصلبة، ويزداد تركيزه على قضايا التعليم بما في ذلك التعليم الفنى، حيث جرى إدخال نظام التعليم الألماني المزدوج للتدريب المهني في مصر من خلال مشروع مبارك – كول في تسعينيات القرن الماضي، ولا يزال الطلب عليه أكثر من ذي قبل نظرا لاحتياج مصر إلى أيد عاملة ماهرة لتحسين قدرتها التنافسية الدولية. 

وفي قطاع التعليم الابتدائي والثانوي، فلا تزال المدارس الألمانية في مصر تتمتع بشعبية فوق العادة لدى أولياء الأمور والتلاميذ وأرباب العمل، حيث أنها تتيح تعليما راقيا ومرغوبا، وهناك سبع مدارس من إجمالي حوالي ثلاثين مدرسة ألمانية في مصر تمنح شهادة الثانوية العامة الألمانية "أبيتور" وشهادة الـ IB المؤهلة للدراسة بالجامعات الألمانية.  

وأكد أن المدارس لها معايير جودة عالية، ويتم تمويل القاسم الأعظم من ميزانيتها من قبل دافعي الضرائب الألمان، وهذا هو السبب وراء قيمة مصاريفها الدراسية الأقل مقارنة بالمدارس الدولية الأخرى، وقدرتها على مواصلة ذلك.

وأعلن السفير الألمانى، أن قطاع التعليم العالي يتمتع بأولوية أخرى في إطار التعاون الألماني المصري، حيث تؤدي الهيئة الألمانية للتبادل العلمي والجامعة الألمانية في مصر، بفرعها بمدينة برلين، وجامعة برلين التقنية، بفرعها في الجونة، وغيرها من الجامعات الألمانية والمؤسسات البحثية العاملة في مصر، جميعهم يؤدي عملا رائعا سعيا لإتاحة مستوى متميز من التعليم الجامعي للدارسين المصريين والألمان وغيرهم من الجنسيات الأخرى.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة