اللواء يسرى عمارة: أسرت عساف ياجورى داخل حفرة ونزعت سلاحه

حافظ محمدي

الخميس، 05 أكتوبر 2017 - 05:32 م

تمر الأيام والسنوات وتبقى ذكرى الانتصارات خير شاهد على بطولات الجيش المصرى وقوة وبسالة الجندى الذى خاض حربه ضد العدو الإسرائيلى دفاعا عن أرضه بكل عزة وكرامة لا يخاف شيئا ولا حتى الموت الراسخ فى عقيدته القتالية أنه استشهاد فى سبيل الله، ومن هؤلاء الأسود الذين دافعوا عن الأرض واستماتوا من أجل إعادتها لمصر المقاتل البطل اللواء يسرى عمارة الذى شارك فى حرب الاستنزاف عقب تخرجه فى الكلية الحربية عام 1969 إلى ان خاض مع الجيش المصرى حرب أكتوبر المجيدة وكان يشغل منصب قائد سرية مضادة للدبابات برتبة نقيب فى اللواء 117 مشاة ميكانيكى والذى قام بأسر الضابط الإسرائيلى عساف ياجورى وبرفقته 3 جنود إسرائيليين ونزع منهم أسلحتهم.

يحكى اللواء يسرى عمارة ذكرياته عن حرب أكتوبر قائلا: قبل حرب أكتوبر كان الإسرائيليون يقومون بتجارب وتدريبات فى القناة لمنع عبور الجيش المصرى وكانوا يفتحون أنابيب النابلم فى القناة وكنا نشاهد المياه تشتعل وكانوا يكلمون جنودنا ويقولون لهم «اللى هينزل القناة هنشويه مثل السمك» وعندما بدأت المعركة عبرنا يوم 6 أكتوبر ولم نكن نعلم أن فتحات النابلم قد أغلقت من قبل أسود الصاعقة المصرية فى مساء ليلة العبور ومع ذلك لم يكن أحد من الجنود أو الأفراد يشعر بأى خوف أو تردد واستمر الجنود المصريون يقاتلون حتى يوم 8 أكتوبر وكانوا يدمرون كل من يقابلهم ما جنود ومعدات إلى ان وصلت معلومات تفيد بان إسرائيل تجهز قوات لتعيد الجنود المصريين من الشرق إلى الغرب وكان لدى الإسرائيليين نقطة مقاومة فى الفردان شرق القنال ظلت تقاوم 3 أيام ونحن حاصرناها ثم تركناها وتم الاتفاق على عمل «جيب« على شكل حرف U  أو حدوة حصان لتدخل فيه القوات الإسرائيلية وبالفعل دخلت المدرعات الإسرائيلية هذا الجيب وفى لحظة معينة تم تدمير أكثر من 70 مدرعة ودبابة فى ظرف نصف ساعة وبعد انتهاء التدمير أخذنا أوامرنا من العقيد محمود جلال مروان قائد الكتيبة 631 مشاة وقال لنا تقدموا بالمركبات لنكسب أرض المعركة، وبعد أن أصدر أوامره لنا لنكسب أرضا كنت أنا قائد سرية مضادة للدبابات وكنت برتبة نقيب وهذه السرية كانت مكونة من 10 مدافع « 4 مدفع ب10 وزن 82 كجم، و6 مدفع ب11 وزن 305 كجم، وكنت أحمل فوق المدرعة التى استقلها مدفع بـ11 وأثناء سيرى أصيبت المدرعة.

يستكمل اللواء عمارة حديثه عن ذكريات حرب أكتوبر قائلا : كان لابد على بعدما أصيبت المركبة أن أتركها إلا أننى قررت على الفور ألا أترك المدفع وقمت بقطر المدفع خلف مدرعة النقيب فاروق فؤاد سليم وكان برفقته 10 جنود داخل المدرعة وكانوا يكبرون ولديهم معنويات مرتفعة جدا وقال لى النقيب فاروق « يا نعيش سوا يا نموت سوا « ونظرا لعدم وجود مكان لى بداخل المدرعة جلست فوق السطح وفوجئت بدماء فى ملابسى ولم أكن أشعر بأى إصابة حيث كنت قد أصيبت بدفعة رشاش فى يدى وخرجت من الناحية الأخرى، أوقفت المركبة ثم نظرت للخلف تجاه شرق الفردان لكى لا يصيبنا أحد فوجدت جنديا إسرائيليا مختبئا وراء ساتر من الأسفلت من بقايا طريق قديم وعلى الفور وفى إندفاع منى تركت سلاحى وتوجهت نحوه دون أن يرانى وعندما شاهدنى أمامه أخرجت خزينة الطلقات وضربته على رأسه وأرديته قتيلا ووجدت جنديا من المدرعة اسمه محمد حسان من محافظة الأقصر يحذرنى من جنديان خلفى وسارع بإطلاق الرصاص عليها وأرداها قتلى وفى أحداث متلاحقة سمعت صوت 4 جنود إسرائيليين يصرخون داخل حفرة على مقربة ويقولون أسرى أسرى لا تطلقوا علينا النار وطلبت من النقيب فاروق التوجه نحوهم بالمركبة نظرا لأنهم دائما يخونون من يصدقهم وبالفعل تم محاصرة الحفرة وقمت بإخراجهم ونزعت منهم أسلحتهم ونزعت المسدس الذى كان مع عساف ياجورى الضابط الإسرائيلى وأبقيناهم معنا داخل المدرعة لمدة ساعتين ثم أخلينا المكان وبعد ذلك توجهت للمستشفى وفى اليوم الثانى علمت ان هذا الضابط الإسرائيلى اسمه عساف ياجورى وأن العميد حسن أبو سعدة قائد الفرقة وجه لى الشكر لأسره، وفى ذلك الوقت كان العقيد أركان حرب صفى الدين أبو شناف رئيس أركان اللواء 117 مشاة ميكانيكى والذى أصبح فيما بعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة توجه إلى العقيد محمد حمدى الحديدى فى مستشفى المعادى العسكرى حيث كان يرقد به بسبب إصابته التى نتج عنها بتر الساق اليمنى ومشط القدم اليسرى وأعطاه مسدس عساف ياجورى موضحا له أن هذا أفضل إهداء يقدمه له، وفى عام 2009 وبالتحديد يوم تفوق المنطقة الجنوبية اتصل بى اللواء محمد حمدى الحديدى الرجل البطل وطلب أن يسلم المسدس للمشير طنطاوى وبالفعل حدث ذلك وتسلم المشير طنطاوى مسدس عساف ياجورى وأمر بوضعه فى المتحف الحربى بالقلعة. وقال إن الدولة كرمتنى وأطلقت إسمى على شارع وميدان.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة