حرب أكتوبر
حرب أكتوبر


أكتوبر في عيون الغرب.. مصر تثير دهشة العالم وتحطم الأسطورة

ناريمان فوزي

الخميس، 05 أكتوبر 2017 - 11:28 م

تحتفل مصر بذكرى نصر أكتوبر الـ44، ذلك اليوم العزيز الذي أعاد إلى المصريين أرضهم وكرامتهم بعد معركة حققت فيها القوات المسلحة المصرية انتصارا تاريخيا أبهر العالم أجمع.

لم يكن نصر أكتوبر معركة عسكرية فحسب، بل كانت درسا واختبار أثبت من خلاله المصريين قدرتهم على تحمل متاعب وأعباء مواجهة الجيش الذي زعم بأنه لا يقهر، قدموا شهداء ومصابين وأبطال لازال منهم على قيد الحياة يروي ذكريات أيام الحرب والنصر.

وكرست وكالات الأنباء والصحف العالمية صفحاتها لنقل أخبار الحرب والتعليق عليها في وقتها، حيث أشادت بالجيش المصري وقائده وتاريخها الطويل في الانتصارات العسكرية على مر التاريخ.


 وبحسب مجلة نيوزويك الأمريكية، فقد نشرت على صفحاتها تقول: "إن كل يوم يمر يحطم الأساطير التي بنيت منذ انتصار إسرائيل عام 1967 و كانت هناك أسطورة أولا تقول إن العرب ليسوا محاربين وأن الإسرائيلي سوبرمان، لكن الحرب أثبتت عكس ذلك".


 أما صحيفة لوموند الفرنسية: "لقد كان مبالغة في الوهم فعلا من الجانب الإسرائيلي أن يصدق أن الدول العربية ستبقى مستسلمة إلى الأبد حيال احتلال أراضيها و مهما تكن نتيجة المعارك فإن العرب أحرزا انتصارا و قضوا على الصورة السائد عنهم".


وفيما يخص صحيفة التايمز البريطانية فقد علقت بقولها "إن العرب حققوا الانتصار وبرهنوا على أن قواتهم تستطيع أن تقاتل وأن تستخدم الأسلحة المعقدة بنجاح كبير كما أن القادة العرب أثبتوا أنهم يقودون ببراعة".


كما صرح هنرى ستانهوب مراسلها العسكري في 14/ 10/1973، قائلا "إن الأمر المؤكد أن الجيش الإسرائيلي قد أخفق، فلا يزال المصريون يدفعون قواتهم و معداتهم عبر الجسور الأحد عشر التي أقاموها والتي لم تستطع الطائرات الإسرائيلية تدمير أي منها، إن الأمر الواضح للجيش الإسرائيلي هو زيادة تصميم الجنود المصريين وقتالهم الشرس من أجل استرداد أراضيهم، ثم المغزى العميق الذي تنطوي عليه قدرتهم المتزايدة و كفاءتهم الملحوظة في إدارة شبكة الصواريخ المصرية المضادة للطائرات".


أما وكالة رويترز الأمريكية، فقد أفاد مراسلها في اليوم الثالث للحرب قائلا "دهشنا بما شاهدناه أمامنا من حطام منتشر على رمال الصحراء لكل أنواع المعدات من دبابات ومدافع وعربات إسرائيلية كما شاهدت أحذية إسرائيلية متروكة على خط بارليف".


من جهتها نقلت وكالة اليونايتدبرس بتل أبيب في يوم 12 / 10 / 1973: "إن القوات المسلحة المصرية السورية قد أمسكت بالقيادة الإسرائيلية وهي عارية الأمر الذي لم تستطع إزاءه القيادة الإسرائيلية تعبئة قوات كافية من الاحتياط لمواجهة الموقف إلا بعد ثلاثة أيام".


وفي يوم 6 أكتوبر أضافت لتقول: "إن الطيران الإسرائيلي لا يتمكن من تحقيق النجاح الذي كانت عامة الشعب الإسرائيلي تتوقعه له قبل الحرب، لقد وضح من خلال سير العمليات أن التأكيدات الرسمية التي تتحدث عن قدرة القوات الجوية الإسرائيلية على القيام بعمل سريع ضد العرب في حالة تجدد القتال كانت مزاعم غير دقيقة".

من جهة أخرى تساءل الكاتب جان كلود جيبوه في كتابه الأيام المؤلفة في إسرائيل: "هل كان يتصور أنور السادات وهو يطلق في الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر دباباته وجنوده لعبور قناة السويس انه أطلق قوة عاتية رهيبة من شأنها أن تغير هذا العالم؟".


ثم أضاف "إن كل شيء من أوربا إلى أمريكا ومن أسيا إلى أفريقيا لم يبق على حالته التي كان عليها منذ حرب يوم عيد الغفران، إلا أن هذا الانقلاب المروع فيما يتعلق بإسرائيل قد اتخذ شكل الزلزال المدمر ذلك أن الحرب التي عصفت بها كانت قاسية عليها في ميادين القتال ثم كانت اشد من ذلك دمارا على الناس هناك فقد شهدوا مصرع حلم كبير تهاوي ورأوا بعد ذلك صورة معينة من إسرائيل وهي تزول إلى الأبد.


وفي فرنسا كتبت صحيفة لوفيجارو الفرنسية في يوم 21/10/1973 تقول، "إن مصر وخلفها سبعة ألاف عام من الحضارة تشتبك في حرب طويلة المدى مع إسرائيل التي تحارب اليوم لكي تعيش غدا، ثم لا تفكر أبدا فيما قد تصبح عليه حالتها في المستقبل البعيد نسبيا".


كما كتبت صحيفة المجاهد الجزائرية في يوم 23/10/1973 تقول: "إن الأمة العربية كلها تحس اليوم بفخر عظيم وشكر عميق لجيوش مصر وسوريا التي حققت للعرب أول انتصار لا رجوع فيه، ومهما تكن النتائج النهائية للمعركة فسوف تبقى حقيقة أنها أنهت مهانة 1967، وجددت الكرامة العربية".


وأخيرا نشرت صحيفة ديلى تلجراف بالقاهرة مقالا على لسان هارولد سييف مراسلها في يوم 29/10/1973 كتبت فيه: "لقد غيرت الساعات الست الأولى من يوم 6 أكتوبر، عندما عبر الجيش المصري قناة السويس واقتحم خط بارليف، غيرت مجرى التاريخ بالنسبة لمصر، وبالنسبة للشرق الأوسط".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة