حكاية "عوني عاذر" بطل معركة تدمير "ايلات"

محمد محمود فايد

الجمعة، 06 أكتوبر 2017 - 03:37 م

ولد في الأول من أكتوبر عام 1938بالقاهرة بحي مصر الجديدة حيث كان الأخ الأكبر لخمس بنات.. والده اللواء جرجس فرج وكيل سلاح الحدود.. نشأ عوني عاذر نشأة متميزة تعلم الفرنسية وكان يهوى القراءة، انضم في السابعة من عمره إلى فريق الكشافة البحرية، كانت رغبته الأولى وأمنيته منذ الصغر التحاقه بالقوات البحرية.


في الحادي عشر من يوليو 1967 بعد نكسة يونيو صدرت الأوامر بخروج لنش طوربيد..الأول بقيادة ممدوح شمس والثاني بقيادة عوني عاذر في مهمة استطلاعية أمام شواطئ بورسعيد وأثناء المهمة اكتشفا وجود وحدات بحرية إسرائيلية وبالفعل ظهرت لهما مدمرة و 3 لنشات طوربيد إسرائيلية، فاشتبك معهما طاقمي اللنش وانفجر الطوربيد الأول فما كان من عوني عند رؤيته الانفجار إلا أن أمر طاقم لنشه بالنزول للنجاة بأنفسهم و انطلق باللنش بمفرده هو وعامل الأنابيب بعد ذلك استشد العامل تحت وابل من النيران المنطلقة من المدمرة فما كان منه إلا أن قرر الاصطدام بالمدمرة ليحدث بها اكبر خسائر في الأرواح وظلت المدمرة متعطلة إلى أن تم سحبها لميناء إسرائيل ليتم إصلاحها إلى أن تم تدمير المدمرة ايلات في 21 أكتوبر عام 1967 والذي سمى فيما بعد بعيد القوات البحرية.


وقد وصف العقيد إسحاق شوشان ( قائد المدمرة )عن المعركة انه فوجئ بالزورق المصري يغير اتجاهه نحو الساحل فزادت المدمرة من سرعتها لمطاردته فأحس قائد المدمرة ان اللنش يستدرج المدمرة إلى منطقة ضحلة ولكنه فوجئ بعد ذلك بالزورق المصري يستدير ويغير اتجاهه نحو الشمال وينطلق جنوب المدمرة رأسا فاصدر القائد الاسرائيلى أوامره باستخدام كل نيران المدمرة من اجل تدمير اللنش واستمر في إطلاق النيران على اللنش حتى اصطدام بالمدمرة.


وهكذا استشهد البطل وهو لم يتجاوز عمره التاسعة والعشرين و بعض رفاقه بعد أن نالوا من أعدائهم، ورقى البطل إلى رتبة الرائد وحصل على وسام نجمة الشرف.. وتقول شقيقة الشهيد السيدة عايدة عاذر أن ذكريات الأيام الأخيرة لا تغادر مخيلتها وكأنه شريط تم إعادته فقبل أن ينال الشهادة بيومين حضر ذهبوا إلى منزل الأسرة الكبير بمصر الجديدة وعند مرورهم بقابر مدينة نصر بادر بالقول أن مشهد المقابر ليلا يشعره بالحزن الشديد ثم أضاف بصوت مرح من يسبق منا الآخر إلى العالم الآخر يخبرنا ماذا يحدث فقد كانت حفل خطبته يوم الخميس  ولكن لم يمهله القدر فكان يوم الاحتفال بخطبته هو يوم استشهاده.


جسد الفنان محمد رياض دور البطل عوني عاذر في فيلم يوم الكرامة و تقول والدة البطل الشهيد عوني عاذر أن هناك بالطبع شيء مهم يجمعهما وهو الروح فقد كان عوني يتميز بالحنان و العطف علينا وكان مرحا اجتماعيا محبا للحياة وعن أصعب المشاهد التي قدمت بالفيلم يقول محمد رياض أن مشهد الاستشهاد كان أداؤه بالغ الصعوبة لان البطل عوني كان بمفرده فلم يكن احد معه على ظهر  اللنش لحظة اصطدامه بالمدمرة ايلات فقد أصر على إنزال كل ما كانوا معه على ظهر اللنش حفاظا على أرواحهم وليديهم بروحه.


وبهذا فقد استطاع عوني عاذر رغم سنوات عمره القصيرة أن يحفر اسمه بأحرف من نور في سجل البطولات العسكرية أشاد بشجاعته النادرة العدو قبل الصديق فلم يكن ضابط عادى كان رجل المهام الصعبة وقد اشترك في عدة عمليات أخرى كعملية إغلاق خليج العقبة في وجه العدو في 23 مايو 1967 لمنع مرور أي سفن إسرائيلية به وكذلك منع أي مواد إستراتيجية من الوصول إلى إسرائيل على أي سفن أخرى مهما تكن جنسيتها إلى ميناء ايلات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة