حبيب الصدر
حبيب الصدر


سفير العراق: بغداد ترفض الصدام المسلح لحل مسألة كردستان

أ ش أ

الأحد، 08 أكتوبر 2017 - 04:33 م

أكد السفير حبيب الصدر سفير العراق في القاهرة ومندوبه الدائم لدى جامعة الدول العربية أن الحكومة الاتحادية العراقية في بغداد ترفض الصدام المسلح وتسعى لحل مسألة إقليم كردستان العراق سلمياً، غير أن هنالك إجراءات دستورية وقانونية بحق من شارك وحرّض على الإستفتاء من أصحاب الدرجات الخاصة (المسؤولين رفيعي المستوى ).

وقال السفير العراقي- في تصريح صحفي الْيَوْمَ- أن الحكومة العراقية اتخذت إجراءات خاصة بالإعلاميين الوافدين من والى الإقليم ، بمنحهم تأشيرات دخول خاصة في مطار بغداد وبقية الأشخاص العالقين في الإقليم لتسهيل دخولهم إلى العاصمة بغداد ومغادرتهم إن أرادوا ذلك.

وأضاف إن للمواطنين الأكراد الحرية الكاملة بالتنقل من وإلى الإقليم براً والسفر بالطيران الداخلي لم يتوقف الى باقي المدن العراقية وبالعكس وحركة البضائع الداخلية لا تزال مستمرة . 

وأردف قائلا إن للحكومة العراقية الإتحادية الحق الكامل بالسيطرة على مطارات إقليم كردستان العراق، وإخضاع كافة المنافذ الحدودية للسلطات الإتحادية وإغلاق كافة المنافذ غير الرسمية.

وقال إن الحكومة العراقية كانت تأمل حتى اللحظة الأخيرة في تراجع حكومة الإقليم عن (خطوتها المنفردة) الخاطئة واتبعت كافة السبل والوسائل من أجل إقناع الإقليم لكن دون جدوى. 

وأكد أن المجتمع الدولي أقر بعدم شرعية الإستفتاء ورفضه لنتائجه، وتأييده لوحدة العراق، مشيرا في هذا الصدد إلى قرارات الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ودول عدم الإنحياز ، وبيان مجلس الأمن، وكذلك المواقف والبيانات التي صدرت عن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين وغيرها من الدول، فضلاً عن جميع دول الجوار.

وأشار إلى أنه كما هو معروف أن الحقول النفطية في شمال العراق من ضمنها الحقول في كردستان هي جزء من ثروة العراق ، ويخضع تصدير النفط والتجارة الخارجية والاستثمارات والتعاملات المصرفية والبنكية والتمثيل الدبلوماسي والقنصلي لسلطات الحكومة الإتحادية ، ولها الحق الكامل باستغلالها وإدراج وارداتها ضمن ميزانية الدولة.

وأكد أن محافظة كركوك هي جزء لا يتجزأ من أرض العراق ، وليس لإقليم كردستان الحق بضمّها بالقوة وفرض سياسة الأمر الواقع.

وقال: أن هناك إنقساماً واضحاً وحاداً بين القوى الكردية إزاء خطوة الإستفتاء ، وكان ذلك واضحاً من خلال البيانات التي أصدرتها تلك القوى والحراك السياسي والشعبي خشية هيمنة حزب واحد على السلطة في كردستان العراق.

وأضاف قائلا : ويمكن الرجوع إلى تقارير وكالات الصحافة العالمية بهذا الصدد وقراءة التاريخ لمعرفة المزيد. 

وشدد على أن المواطنين الأكراد هم جزء من الشعب العراقي والإجراءات الحكومية موجهة بالأساس لردع حكومة إقليم كردستان لثنيها عن تفتيت وحدة العراق والحفاظ على سلامته الإقليمية، مشيرا إلى أن هذا ما تضمنه بيان المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي بهذا الصدد.

وحذر من أن هذا الإستفتاء يقوّض الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب وخاصة المعركة ضد تنظيم داعش ولذا فأنه يُعد خطراً على الأمن الإقليمي لدول المنطقة، كما أكد أن الاستفتاء كان مخالفة صارخة للدستور العراقي الذي يمثل العقد الاجتماعي بين كافة مكونات البلد والذي صوَّت عليه المواطنون الكرد بمحض إرادتهم بشكل فاق كل المحافظات العراقية ( أربيل 99.36%، دهوك 99.13%، سليمانية 98.96%). 

ولفت في هذا الشأن إلى أن الأكراد هم مشاركون حقيقيون في الحكومة الإتحادية العراقية ويشغلون مناصباً رفيعة في الدول ولعلَّ أبرزها منصب رئيس الجمهورية، وفي البرلمان الإتحادي وفي التشكيلة الوزارية كوزراء ووكلاء ودرجات خاصة بنسبة توازي نسبتهم السكانية، لذا فأن إدعاءات التهميش باطلة .

ونبه السفير العراقي إلى أن تأسيس الدولة على أساس قومي أصبح أمراً من الماضي ولا ينسجم مع المنظومة الدولية الحديثة، لأنها ستكون دولاً ذات نفسٍ عنصري .
وقال إن الجهد الدبلوماسي الحثيث والمتواصل لوزير الخارجية العراقي الدكتور إبراهيم الجعفري ومنذ تسلمه حقيبة وزارة الخارجية منذ ثلاث سنوات ومن خلال مد الجسور مع كافة الأطراف وحشد الدعم للعراق بدبلوماسية هادئة ومكثفة ، استطاع أن يلقي التفاعل الفوري والإيجابي في مواجهة الإرهاب والرفض المسبق من قبل المجتمع والمنظومة الدولية لإستفتاء الانفصال .
وأكد رفض الحكومة الإتحادية العراقية التحشيد العسكري في مدينة كركوك ، مشيرا إلى أنها تدعو إلى إدارة المناطق المتنازع عليها إدارة مشتركة بقيادة المركز.

وقال إن مهمة الحكومة العراقية الفيدرالية تُكمن في الأساس في الحفاظ على وحدة وسلامة العراق في الداخل وحمايته من أي تهديد أو عدوان خارجي وإن إجراءات حكومة إقليم كردستان العراق من شأنها تهديد السلامة الإقليمية للدول الجوار والتي بدورها ستضطر مرغمة على التدخل في الشئون الداخلية للعراق مما سيجبر حكومة المركز على حماية أراضيها كاملة من أي تدخل خارجي ويدخل البلاد في أتون حرب.

وأوضح إنه لم يحدث على مر التاريخ السياسي للعراق ومنذ تأسيس الدولة الحديثة أن حصلت البلاد على إجماع وتأييد دولي كما حدث عليه اليوم بشأن محاربة الإرهاب نيابة عن العالم وكذلك رفض الإستفتاء الرامي لتقسيم العراق في الوقت الذي لا زال يخوض فيه حرباً شرسة ضد أخطر التنظيمات الإرهابية في العالم، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي صار يتعامل مع العراق المنتصر .



الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة