صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


انتقام شيطانة

محمد فاروق- علاء عبدالعظيم

الثلاثاء، 10 أكتوبر 2017 - 08:05 م

ما أصعب وأمر أن يقع الانسان في قبضة اليأس ويسيطر عليه شيطانه، ويتملك من نفسه يروضها ويرتكب بها أبشع الجرائم فتتحول آدميته إلى نمر شرس لا يعرف الرحمة وغير مبال بالعقاب.

الذنب سوف يثقل كاهلها أمام الخالق، ولو أمطرت دموعها تراب قبر طليقها فما عاد ينفع الندم ولا النعايا.

اتسعت عيناها ذهولا، وتحولت الأنوثة الطاغية إلى وحش كاسر، لم تتذكر لطليقها صنيعا طيبا، والذي اعتقدت بأنه جرح كبرياءها، ودنس قدسيتها بعدما علمت بخبر زواجه من أخرى ففكرت في تدميره.
مر العمر أمامها في لحظات، وبعينين طافحتين شراً، أمسكت بهاتفها المحمول، بعد أن أحكمت خطتها ورسمتها بعقل هائم وقلب متحجر، تطلب من أحد الأشخاص المتيم بحبها وكانت تجمعها قصة حب قبل زواجها، أن يحضر لمقابلتها على الفور.

سال لعاب الحبيب وراودت مخيلته الأيام الخوالى وابتسامتها التي كانت تضيء له الدنيا، وانساق وراءها بعدما أوهمته بأن المستقبل سيكون لهما فيما بعد، وستحقق له حلم عمره بالزواج منها، لكن بعد أن يقدم لها المهر وستقوم بدفع 10 آلاف جنيه له.

علت وجه الحبيب الدهشة عندما أخبرته بأنها تريد الانتقام من طليقها الذي تزوج بأخرى، وتركها ولم تتمكن من الحصول على حقوقها، وعرضت عليه خطتها الشيطانية، وهي أن يقوم بإحضار زجاجة مليئة بماء النار وإلقائها على جسد طليقها، انتقاما منه، سيطرت عليه شهواته وغرائزه الحيوانية ولم يتروى ولو لبرهة، وأسرع بإحضار ماء النار لكنها طلبت منه العثور على مادة تأثيرها أقوى كي تشفي غليلها.

اتفق العشيق مع صديقيه مقابل مبلغ مالي كبير لهما، واستقلوا ثلاثتهم دراجة بخارية، وتوجهوا إلى محل العطور الذي يمتلكه طليقها، وأثناء خروجه قام أحدهم برشه بماء النار، وفروا هاربين، بينما أطلق المجني عليه صرخات مدوية، وسقط على الأرض بعد أن التهمت ماء النار جسده ووجهه، وأصابته بضيق تنفس فأخذ يصارع على إثره الموت، ويلقي حتفه فور وصوله المستشفى متأثرا بجراحه.

على الفور وجه اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة بتشكيل فريق بحث قاده العميد نبيل سليم مدير المباحث الجنائية، والمقدم تامر فراج رئيس مباحث قسم شرطة حدائق القبة بسرعة القبض على المتهمين وعمل تحريات مكثفة للكشف عن المتهمين، حي كشفت التحريات أن وراء الجريمة زوجة المجني عليه لوجود خلافات مالية بينهما، وأمام العقيد حسام عبد العزيز رئيس مباحث قطاع الشمال.

واعترفت المتهمة والحبيب المتيم وصديقيه بصحة الواقعة، وذكرت أنها أقبلت على الانتقام من طليقها لعدم تمكنها من الحصول على حقوقها المالية التي تبلغ 350 ألف جنيه، مما جعلها تشتاط غيظا منه فقررت الانتقام منه بمساعدة المتهمين.

تم تحرير المحضر اللازم وأحيلوا إلى النيابة التي تولت التحقيق.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة