الإرهابي المتحرش

محمد فاروق- علاء عبدالعظيم

الخميس، 12 أكتوبر 2017 - 06:55 م

أي نفس بشرية تقوى على فعل ذلك، سوى نفس أصابتها اللعنة وعاثت في الأرض فسادا، لبس عباءة إبليس وأمسك بعصاه يبطش بها، وزهق أرواحاً مطمئنة.
وكأن قلبه من صخر، لم تراوده نفسه ولو لبرهة، واتخذ القرار بالانتقام ممن أحبها، وشقيقته اللتين تسببتا في دخوله السجن بعدما تحرش بها أثناء تواجدهما بإحدى المناسبات.
السطور التالية تروي مأساة وتنزف سطورها دماً على عروس لم تلحق أن ترتوي من الدنيا في ليلة عرسها حيث لقيت مصرعها متأثرة بجراحها، وانشطر جسدها نصفين من شدة الانفجار، بينما شقيقته التي توفيت أيضاً بالمستشفى بعدما سارعت الموت لعدة ساعات، غير أن ابنة شقيقته الطفلة البريئة التي ترقد الآن بالعناية المركزة في حالة خطر مابين الموت والحياة أيضا.
ذهب عقله وتحجر قلبه عندما تردد على مسامعه بأن الفتاة ابنة زوج شقيقته سيتم عقد قرانها على شخص آخر، سيطر عليه شيطانه، واشتاط غيظاً، وأخذ في مضايقتها والتحرش بها مما أثار فضيلتها، لم يكتف بذلك ولم يمتثل لكلمات شقيقته التي وبخته وقامت بطرده من المنزل أكثر من مرة، وأثناء ذهابها وابنة الزوج إلى إحدى المناسبات فوجئا به يقترب منها ويتحرش بها على مرأى ومسمع من المدعوين.
ثارت الفتاة وعلت وجهها حمرة الخجل وانهمرت في بكاء شديد، وما كان منها وزوجة أبيها إلا أن توجهتا إلى قسم الشرطة وحررا محضراً ضده بالتحرش، وألقي القبض عليه، وأخلي سبيله على ذمة التحقيقات، انتابته حالة من الجنون، واللوثة، ولم ير غير الانتقام منهما، ورسم خطته بعقل هائم وقلب متحجر، حيث قام بصنع قنبلة مولوتوف ووضعها بجانبه مترقبا نزول الفتاة وشقيقته لذهابهما لحضور عقد قران أحد أقارب زوج الفتاة، وما إن استقلتا السيارة ومعهما الطفلة الصغيرة ابنة شقيقته، اقترب بخفة وأشعل النار في زجاجة المولوتوف وألقى بها على الفتاة التي لم تلحق أن تنطلق الصرخات من بين ثنايا فمها، وأحدثت انفجار شديد ومدوي بالسيارة، روع الآمنين وأرهبهم، وتحولت الزغاريد إلى صرخات رعب من هول المشهد.
انقض عليه المارة والأهالي، بعد أن أصابتهم حالة من الذعر والهلع، وتمكنوا من التحفظ عليه.
على الفور انتقل المقدم محمد دويدار رئيس مباحث قسم شرطة السلام والقوة المرافقة له، وتمكنوا من القبض عليه وعمل كردون أمني حول مكان الواقعة والسيارة.
وبعمل التحريات تبين أن المتهم يعمل كهربائي سيارات، كان قد تقدم لخطبة ابنة زوج شقيقته، وكانت دائما ما تنهره وترفضه، وعندما تقدما بتحرير محضر ضده واتهامه بالتحرش، قرر بعد خروجه من السجن الانتقام منهما.
تم تحرير المحضر اللازم وأحيل إلى النيابة التي قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن جثة الفتاة، وشقيقته بعد العرض على الطب الشرعي، بينما ترقد الطفلة البريئة بين يدي الخالق في حالة خطرة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة