25 سنة خيانة

علاء عبدالعظيم

الإثنين، 16 أكتوبر 2017 - 06:33 م

 
وقفت الزوجة داخل محكمة الأسرة متشحة بـ»الإيشارب الأسود«، تخفي نصف وجهها الذي تعلو ملامحه مسحة حزن ومرارة، ترقب بعينين زائغتين بعض الأزواج والزوجات وكلمات العتاب واللوم، والسباب.
يمر العمر أمامها في لحظات، وتعلو وجهها حمرة الخجل، تتصارع التساؤلات بداخلها وتصل بها إلى أكثر مضاضة وضيق، وتبدو كالمغلوب على أمرها، تراود مخيلتها صورة بناتها الثلاثة الجامعيات التي تحملت من أجلهن الشقاء والإحساس بالظلم، وكبرياؤها الذي جرح، وتصرفات زوجها الذي تعدى الـ50 عامًا، ولا يبالي بها ولا ببناته، طيلة 25 عاماً قضتها معه.
بمرارة، اكتشفت الزوجة أنه زير نساء، بعد أول شهر من زفافها، كانت تداري فضائحه، وتسامحه على أمل ألا يعود مرة أخرى للرذيلة، لكن دون جدوى، مكثت خلال هذه الأعوام تراقبه، وضبطته أكثر من مرة مع سيدات كثيرات وفي أماكن مختلفة، وكلما كانت تتخذ القرار يعصف بعقلها سمعة بناتها والفضائح التي ستواجههن، خاصة وأنهن أصبحن عرائس وطالبات بالجامعة.
وفي آخر لقاء للزوج مع إحدى السيدات، عندما وقعت عيناها عليهما في وضع مخل، لم تتمالك نفسها، وأطلقت صرخات مكتومة، تصحبها دموع يأس، وقررت أن تسدل الستار على هذه الحياة التي عاشتها تلاطم أمواج الخيانة طوال 25 عاماً.
اتخذت القرار وتوجهت إلى محكمة الأسرة، وأمام مكتب تسوية المنازعات الأسرية روت مأساتها تطلب الخلع من الزوج الدنجوان بعدما فقدت الأمل فيه، وكأنها أدت رسالتها تجاه بناتها الثلاثة وتنتظر حكم القضاء.


الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة