السائحون يشيدون بالفكر الجديد
السائحون يشيدون بالفكر الجديد


« الأخبار» داخل المشروع القومي لتطوير المنطقة

الأهرامات.. تستعيد بريقها

شريف الزهيري- إسلام الراجحي

الإثنين، 16 أكتوبر 2017 - 10:36 م

عانت منطقة الأهرامات على مدى سنوات طويلة، الكثير من أوجه العشوائية وغياب التنظيم والتطوير، رغم أنها العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع القديمة.. موطن التاريخ.. ورمز الحضارة المصرية الخالدة.

»الأخبار« قامت بجولة استمرت عدة ساعات داخل منطقة الأهرامات ورصدت أعمال التطوير التي تتم على قدم وساق.
الانتهاء من 90% من المشروع بتكلفة 400 مليون جنيه والافتتاح العام المقبل
مدير منطقة الأهرامات: بوابات إلكترونية للتأمين ومواقف للأتوبيسات تسع 20 ألف زائر يوميا
السائحون : نتمنى إنشاء قاعات عرض للتعريف بتاريخ الأهرامات


جاء مشروع التطوير الذي يسابق الزمن، استعدادا لافتتاحه العام المقبل ليكون خطوة مهمة في مشوار استعادة بريق وتألق منطقة الأهرامات التاريخية..
 وقد كان المشروع حلما لكل القائمين على الآثار فى مصر منذ عام 2008 ولكنه توقف بعد ثورة يناير تماما، حتى استعادت الدولة عافيتها وبدأت فى المضى قدما لعودة السياحة بقوة، فقررت أن تنفذ مشروع تطوير هضبة الأهرامات لتدعو العالم أجمع إلى زيارة أهرامات مصر، من خلال تحويل تطوير منطقة الأهرامات إلى مشروع قومي تتبناه الدولة وتوليه اهتماما كبيرا، وبعد شهور معدودة على زيارة «الأخبار» الأولى عند إطلاق المشروع جاءت الزيارة الجديدة لترصد اختلاف المشهد تماما، وأن الحلم أوشك على الاكتمال، بعد أن تم الانتهاء من تنفيذ 90% من هذا المشروع بتكلفة 400 مليون جنيه ومن المقرر افتتاحه فى الربع الأول من عام 2018.

الأهرامات صارت أشبه بخلية النحل، عمال يتحركون فى الموقع بكل همة ونشاط من أجل إنجاز هذا المشروع التاريخى الذى سيكون له دور عظيم فى إنعاش السياحة واستعادة عافيتها.. بدأت جولتنا فى منطقة هضبة الأهرامات من أمام البوابة البديلة المخصصة لدخول السياح من طريق الفيوم حيث تم الانتهاء من البوابة لتكون جاهزة للتشغيل وهو ما سوف يحقق سيولة مرورية بسحب خط سير الأتوبيسات السياحية والوفود الزائرة من طريق الهرم إلى طريق الفيوم بدلا من الزحام المستمر بشارع الهرم..
كما تم وضع اللمسات النهائية فى منطقة مواقف السيارات والأتوبيسات السياحية، الذى يتسع لاستقبال 20 ألف زائر يوميا، حيث تم تقسيمه لأجزاء خاصة بأتوبيسات السائحين وجزء خاص بأتوبيسات رحلات الطلبة «المسماة» برحلات اليوم الواحد، وجزء خاص بالزائرين والعمال.
بعد ذلك انتقلنا إلى منطقة «البانوراما» والتى تضم أكثر من 60 بازاراً سياحياً لإنهاء ظاهرة البيع العشوائى للسائحين، وإجبارهم على الشراء، كما سيوفر فرص عمل للشباب وسيطرح ذلك فى مناقصة عامة.
وانتهت أعمال الانشاءات والتشطيبات لمسار الطفطف ومبنى التعليم والتدريب الذى يشمل غرفاً وقاعات للتدريب ونشر الوعى السياحى والدعاية لدى الهجانة والطلبة والباعة الجائلين.
كما تم تحديد منطقة التريض التى سيتم نقل الهجانة والخيالة إليها، وسيتم تعميم زى موحد لهم بالإضافة إلى وجود بطاقة تعريف لكل منهم، لكى تتم محاسبة المخطئ على الفور لتنتهى ظاهرة مطاردة السياح واستغلالهم كما ستكون منطقة التريض مراقبة بالكاميرات.

خطة التطوير
بعد انتهاء جولتنا التقينا د. أشرف محيى الدين مدير منطقة الأهرامات والذى أكد أن افتتاح مشروع تطوير منطقة الأهرامات سيكون فى الربع الأول من 2018.. وأضاف تم الانتهاء من 90 % من مشروع تطوير منطقة الأهرامات بتكلفة 400 مليون جنيه، وأضاف أن مشروع تطوير منطقة الأهرامات طفرة حضارية بكل المقاييس ويهدف مشروع التطوير إلى تقديم خدمات مميزة للسائحين والمصريين وتحقيق أرباح تصل إلى 500%.

وأضاف أن الفكرة بدأت منذ عام 2008 بوضع خطة لتطوير منطقة الأهرامات كان أولها نقل مدخل الأهرامات من المدخل الشرقى إلى مدخل طريق الفيوم من الجهة الغربية لتخفيف الزحام والتكدس المرورى وإتاحة الفرصة لاستقبال أعداد كبيرة من السائحين والتى ستصل بعد التطوير إلى 20 ألف زائر يوميا وفقا للدراسات التى وضعناها فى خطة تطوير الأهرامات وأضاف أن مشروع التطوير يتضمن إقامة بارك كبير لاستيعاب الأتوبيسات السياحية وأتوبيسات المدارس والملاكى وبمجرد ركن الاتوبيسات سيقوم الزائرون بالدخول إلى بوابات إلكترونية بها أجهزة حديثة للكشف عن أى مخالفات أو معادن أو متفجرات، وتصل بعد ذلك إلى قاعة الزوار التى تستوعب أعداداً كبيرة لتعريف الزائر بتاريخ الأهرامات من خلال مرشدين سياحيين وقاعات سينما تعرض أفلاماً ثلاثية الأبعاد «3D» عن منطقة الأهرامات، وبعد ذلك سيأخذك الطفطف إلى المنطقة الاثرية للتعرف على الحضارة المصرية وبعد الانتهاء سينتقل السائح إلى منطقة التريض لركوب الجمال والتمتع بالأجواء والمناظر الخلابة.

دورات تدريبية

واضاف مدير منطقة الأهرامات أن التطوير سيشمل أيضا العنصر البشرى فيوجد فى منطقة الأهرامات أكثر من 1500 خيال وبائع يعرضون بضائعهم داخل منطقة الأهرامات من خلال دورات تدريبية ستقوم بها محافظة الجيزة بالتعاون مع وزارة الآثار، هذه الدورات لمدة شهر يأخذ فيه المتدرب دورة فى كيفية التعامل مع السائح وتحديد سعر موحد لأسعار الخيول والجمال والكارتات. وأضاف أيضا سيتم إلزامهم بزى موحد مع وضع بطاقة تعريف على جاكت كل من يعمل داخل منطقة الأهرامات.
وأشار إلى أنه سوف يقام أكثر من 60 بازاراً على أعلى مستوى أمام قاعة الدخول يعرض فيها كل ما يهم الزائرين الأجانب بالإضافة إلى إقامة كافيهات مناسبة تتماشى مع الحضارة الفرعونية.

رأي السياح
بعد ذلك انتقلنا إلى منطقة «البازارات» لنقل وجهة نظر السائحين فى مشروع التطوير وما يتمنون أن يروه أثناء زيارتهم القادمة لمصر، وتقول «كاركيل» _إسبانية الجنسية_ إنها سعيدة للغاية بزيارتها لمنطقة الأهرامات وتتمنى أن تجد «مطعماً» أو «كافيه» فى منطقة الأهرامات حتى تكتمل الرحلة، وتستطيع قضاء اليوم بالكامل فى المنطقة.

ويضيف «أوجو» ـ إسبانى الجنسية ـ أن الموقع هنا خرافى نظرا لما يتواجد به من آثار فرعونية ومؤمن بشكل جيد ولكن عندما مر من الطريق المؤدى إلى منطقة الأهرامات شاهد قمامة بكميات كبيرة ويتمنى أن يتم تنظيف ورفع القمامة بشكل يومى أو تغيير مدخل منطقة الأهرامات، وأكد أن الأهرامات تحتاج إلى دورات مياه تليق بالسائحين، بالإضافة إلى إبعاد الخيالة والهجانة عن السائحين لأنهم يتعرضون إلى مطاردات يومية من أجل جذبهم للشراء أو ركوب الخيل والجمال فى منطقة الأهرامات.
ويطالب «كاملن» ـ روسى الجنسية ـ المسئولين المصريين عن التطوير فى منطقة الأهرامات بأن يتم التسويق لمنطقة الأهرامات عالميا، وعقد سلسلة من المؤتمرات العالمية على الأهرامات حتى يرى العالم الأهرامات وعرض أفلام وثائقية حتى يكون لدينا المعلومات الكافية عن الفراعنة الذين شيدوا الأهرامات وأبرز الملوك وحياتهم وأدواتهم والفترات الزمنية التى عاشوا فيها.

مطالب المرشدين
بعد ذلك التقينا عددا من المرشدين السياحيين لنستمع إلى رؤيتهم بشأن تطوير منطقة الأهرامات.. فيقول حارث السيد مرشد سياحى من خلال تجاربه الكثيرة فى التعامل مع السائحين بمختلف جنسياتهم والاستماع إلى ملاحظاتهم بعد انتهاء زيارتهم لمصر فلابد من إقامة طرق ممهدة بعيدة عن مناطق الأثر، بالإضافة إلى توفير وسائل نقل آمنة ومتطورة لبعض السائحين لأن هناك بعض السائحين يقومون بالنزول فى بعض الفنادق القريبة من منطقة الأهرامات ويقومون بالذهاب إلى منطقة الأهرامات سيرا على الأقدام كنوع من ممارسة الرياضة الصباحية التى هى عادة روتينية لديهم ولذلك لابد من توفير وسيلة نقل آمنة مثل الطفطف.

وأضاف حارث لابد من إقامة كافتيريات تحتوى على دورات مياه خاصة فمنطقة الأهرامات لا يوجد بها إلا «حمام كرفان» فى منطقة الهرم الأول إلى جانب استراحة الملك فاروق و»حمام « آخر عند أبو الهول فى مخرج المنطقة وبعيد عن منطقة الزيارة وبالتالى لابد من توفير دورات مياه قريبة من مناطق الزيارة الأثرية.

مواجهة الاستغلال
وأشار إلى ضرورة أن يراعى فى خطة التطوير تحديد مكان ثابت للخيول والجمال والتشديد على سلوكهم من قبل شرطة السياحة وخاصة أنهم يتشابكون بالأيدى ويعتدون لفظيا على المرشدين الذين يرفضون استغلال السائح الذى يرافقه فى الجولة ففى بعض الأحيان يكون السائح فريسة سهلة للخيالة ويدفع 700 جنيه فى الساعة الواحدة ويكون غاضبا من هذه الأسعار ويشعر بالاستغلال.
وأشار عبد الله خطاب ـ مرشد سياحى ـ إلى ضرورة الاهتمام بنظافة ترعة المريوطية التى تقع على مدخل البوابة الأولى لأنها صورة سلبية تسىء لمصر أو إيجاد مدخل بديل للسياح لتخفيف التكدس والازدحام المرورى.

رابطة الدواب ترد
وباعتبارهم أحد أهم عناصر مشروع التطوير، فقد كان من الضرورى أن نستمع لرأى الخيالة والهجانة، فهم المتهمون بأنهم مصدر إزعاج للسائحين وتشويه المنطقة.. ويؤكد رمضان فتحى رئيس رابطة الدواب بمنطقة الأهرامات أن فكرة نقل الخيول والجمال و»الكارتات» إلى منطقة التريض سيؤثر بالسلب على مصالح العاملين بالمنطقة الأثرية، لان هذه المنطقة بعيدة جدا عن المنطقة الأثرية وتجمع أصحاب الخيول والجمال داخل هذه المنطقة سيجعل هذه المنطقة حلبة مصارعة لخطف الزبائن.

وأضاف أن وجود أصحاب الدواب داخل المنطقة الأثرية لا يشكل خطرا ولا زحاما على المنطقة بل يساعد على تنشيط السياحة، فالسائح يريد أن يركب الجمل والحصان ويأخذ جولة حول منطقة الأهرامات ويلتقط الصور التذكارية.

محافظ الجيزة
ومن جانبه أكد اللواء كمال الدالى محافظ الجيزة أن مشروع التطوير يلقى اهتماما كبيرا من القيادة السياسية، من أجل إعادة السياحة وجذب السائحين إلى مصر بالإضافة إلى أن هدف مشروع التطوير هو مواكبة التطور العالمى وأكد أن المشروع سيكون بمثابة طفرة وإنجاز سينعكس على السياحة فى مصر بأكلمها وليس  فى منطقة الأهرامات فقط.











الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة