جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر


وزير الأوقاف اليمني: من المؤسف أن تصبح الفتوى لكل جائع وشارد

إسراء كارم- محمد الهواري

الأربعاء، 18 أكتوبر 2017 - 05:44 م

قال الدكتور أحمد عطية، وزير الأوقاف والإرشاد اليمني إن الفتوى مرسوم ديني في شريعة الإسلام، يقوم بإصدارها علماء الفقه والشريعة حسب الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية. 

وأضاف: "أن للفتوى هيبتها القدسية ومكانتها العظيمة، فقد لزم ألا يتصدر للاشتغال بها إلا من كان أهلا لها صفة وخلقا وعلما ودراية، والمتصدرون للفتوى قليل على الجملة، وهم نوادر العلماء الأبرار وأعداد من المجتهدين الأخيار، قد شربوا من مناهل المعرفة معظم ما صنف وكتب فى الغابر والحاضر، واستوعبت عقولهم تجارب الأمس واليوم، واستشرفوا بتقدير حكمتهم مسائل الغد والمستقبل".

وتابع: "وللمفتي صفات وشروط ينبغي ألا تتناقص أو تغيب فهي كما أصل لها علماؤنا فى القديم والحديث من كون المفتي مسلما مؤمنا تقيا ورعا فلا بد أن يتصف بالعدل، وأن يكون ثقة أمينا متنزها عن أسباب الفسق وخوارم المروءة، فقيه النفس سليم الذهن رصين الفكر صحيح التصرف والاستنباط، قوي الضبط ومستيقظ الشعور.

ولفت إلى أنه من المؤسف له أن تصبح الفتوى مباحة لكل جائع وشارد، ولكل عصابة مارقة امتهنت الفتوى لتقتات بها على دماء الأبرياء فتشرع للجرائم وتؤصل للعنف وتقنن للإرهاب وتنظر للتطرف، فويل لهؤلاء وهم -باسم الله- يسفكون الدماء وينتهكون الحرمات ويعتدون على الحقوق والممتلكات، ويروعون الآمنين ويثيرون الفتن ويشعلون الحروب.

وشدد على أن ضبط الفتوى وتنظيمها أصبح واجب الوقت ومهمة العقلاء والربانيين من علماء ودعاة وقادة مخلصين، فالفتوى ليست سوطا مسلطا على الرقاب والأعناق، وهي كذلك ليست صكوك عفو وغفران للمتلاعبين والعابثين بالمبادئ والقيم، لهذا كان من أوجب الواجبات إعادة الاعتبار للفتوى ابتداء باقتصارها على أهلها الشرعيين، ثم تطوير وظائفها من خلال اعتماد الهيئات والمؤسسات الخاصة بها، وإعداد الدراسات والبحوث المطورة لها، وعقد المؤتمرات والملتقيات والندوات المنظمة لشئونها على المستوى القطري والإقليمي والدولي.

وأضاف أنه من رد الاعتبار للفتوى أن تخصص لها منابر وقنوات ومواقع معتبرة تليق بوظيفتها وتناسب مقامها، ويتفرغ لنقلها والتوسط بينها وبين جمهورها إعلاميون محترفون يتميزون بحسن الخلق وسحر البيان، وعلى العلماء ورجال الثقافة والإعلام وأصحاب الكلمة والتأثير أن يصنعوا هيبة الفتوى فى القلوب والضمائر، وأن لا يسمحوا لغير أهلها بالاشتغال بها صيانة لجوهرها وحرصا على قداستها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة