المهرجان القومي للسينما المصرية الـ21
المهرجان القومي للسينما المصرية الـ21


مازال الطريق أمام الثقافة طويلا .....

منال بركات

الخميس، 19 أكتوبر 2017 - 02:50 م


رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، ورحلة الثقافة وتنوير العقول وتغيير القوالب الثابتة والمفاهيم الغير صحيحة تحتاج إلى آلاف الخطوات لنقطعها، بعد أن حدثت الردة في العقول، والزحف الوهابي والبدوى للمفاهيم.  

وكان الدكتور ثروت عكاشة رائد الثقافة المصرية ووزير الثقافة والإرشاد القومي 1958 - 1962. قد سبق عصره عندما وافق علي سفر أول بعثة مصرية مكونة من أربع فتيات إلى روسيا لدراسة البالية بفرقة البولشوي.

واليوم وبعد أكثر من نصف قرن على سفر فراشات مصر إلى روسيا، تحاول وزارة الثقافة متمثلة في صندوق التنمية الثقافية، كسر التوابيت والقوالب الجامدة، وخروج فعاليات المهرجان القومي للسينما المصرية في دورته الـ 21، من "حيز" مدينة القاهرة، إلى محافظات أخرى منها الإسكندرية والدقهلية وسوهاج والمنيا والعريش وأخيرا الأقصر عاصمة الثقافة العربية 2017" .

وجرت العادة أن تقع جميع الفعاليات الثقافية والفنية في مدينة القاهرة، وأحيانا في الإسكندرية، وبعد ثورة يناير 2011 وقعت الطفرة الفنية عندما ظهر في الأفق عدد من المهرجانات السينمائية التى خرجت من القاهرة إلى محافظات الأقصر وأسوان وشرم الشيخ وأخيرا الجونة، وهى محاولات للتوسع الثقافي وتنوير العقول جديرة بالاهتمام والدعم من جانب الدولة لأنه الدور الرئيسي لوزارة الثقافة.

وساقتني الأقدار لأكون ضمن قافلة النقاد اللذين انطلقوا مع المهرجان في المحافظات، وبالتحديد في الأقصر عاصمة الثقافة العربية لهذا العام، لندير الحوار مع الجمهور عن الأعمال المشاركة في الدورة الـ21 للمهرجان. ومن ضمن الأفلام التي تم عرضها في اليوم الأول وأثار جدلا واسعا، فيلم روائى قصير بعنوان "الموءودة" للمخرج محمد حسن وهو العمل الثاني لصانعه استطاع بإحساسه العميق وهو "رجل" أن يعكس معاناة المرأة الشرقية من مضايقات تعانى منها مع الأسرة وفي العمل وفى الشارع، ونظرة المرأة للمرأة، ونظرة الرجل للمرأة، كل تلك المشاعر الرهيبة قدمها المخرج الشاب في أربعة دقائق مكثفة، توضح مدى استيعابه للأبعاد النفسية للرجل والمرأة على حد سواء. 
 
واسترعى انتباهي عقب الفيلم رفض الحضور من الرجال على المضمون الذى قدمه المخرج، وإعجاب السيدات المشاركات في الندوة بالفيلم وتفاعلهم فى حلقه النقاش، وأخيرا...صاحت إحدى السيدات بقولها لن يشعر الرجل أبدا بمعاناة المرأة لأنه رجل.  

وبتلك الجملة البسيطة، لخصت السيدة الصعيدية الحكيمة آلام المرأة المصرية بصفة خاصة والمرأة الشرقية بصفة عامة.

واختتمت ندوات اليوم الأول من فعاليات المهرجان القومي للسينما المصرية، وأنا على يقين أن أمام وزارة الثقافة مشوار طويل لتغيير الموروثات التى تحجرت في العقول. فأمامنا عشرات وعشرات مثل هذه التظاهرات الفنية لنغير تلك الأفكار العقيمة.







الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة