قائد القوات البحرية
قائد القوات البحرية


في حواره لـ «بوابة أخبار اليوم»

قائد القوات البحرية: نمتلك الآن أحدث أسلحة الردع في العالم لمجابهة كافة التحديات

محمد محمود فايد

الجمعة، 20 أكتوبر 2017 - 05:35 م

القوات البحرية سجل حافل من البطولات والانجازات التي سطرها رجالها على مر التاريخ واليوم تحتفل بالعيد الخمسين الذي يوافق تدمير المدمرة ايلات أكبر وأحدث القطع البحرية للعدو الإسرائيلي، والتي حاولت الاقتراب من الموانئ المصرية بعد نكسة 67 لتمارس الاستفزاز على قواتنا المسلحة ولكن سرعان ما خرج وحوش القوات البحرية ملوك البحر الأحمر ليقضوا عليها بثلاث طوربيدات محملة على لنشات صواريخ صغيرة حتى تهوي ايلات إلى أعماق البحر وتهوي معها قوة إسرائيل البحرية. 


وبمناسبة هذا اليوم الخالد في تاريخ الوطن أجرت «بوابة أخبار اليوم» حوارا مع الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية .. ليجيب على العديد من الأسئلة .. 


دائمًا ما ارتبط اسم القوات المسلحة وقواتها البحرية بسجل زاخر من البطولة والتضحية في سبيل مصر وشعبها العظيم ما هي أسباب اختيار هذا اليوم عيدًا للقوات البحرية ؟ 

في يوم 21 أكتوبر عام 1967 صدرت الأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة إلى قيادة القوات البحرية بتنفيذ هجمة على أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية في هذا الوقت وهى المدمرة (إيلات) التي اخترقت المياه الإقليمية المصرية كنوع من إظهار فرض السيطرة الإسرائيلية على مسرح العمليات البحري وعلى الفور صدرت الأوامر بمغادرة عدد (2) لنش صواريخ للتعامل مع المدمرة (إيلات) ونجحت في إغراقها باستخدام الصواريخ البحرية سطح / سطح ولأول مرة في تاريخ بحريات العالم تنجح وحدة بحرية صغيرة الحجم في تدمير وحدات بحرية كبيرة الحجم مثل المدمرات / الفرقاطات مما أدى إلى تغيير في الفكر الإستراتيجي العالمي وبناءً على هذا الحدث التاريخي فقد تم اختيار يوم 21 أكتوبر ليكون عيدًا للقوات البحرية المصرية لسببين رئيسين همـا:


السبب الأول: لأنها نفذت بعد حرب 1967 بنحو 3 أشهر وكانت من أعنف الأزمات التي عصفت بمصر بل والعالم العربي خلال تاريخنا الحديث وكانت هذه الفترة مليئة بالأحزان واليأس وكان لابد من القيام بعمل بطولي يرفع الروح المعنوية للقوات المسلحة ويعيد الثقة للشعب في قواته المسلحة.


السبب الثاني: إن إغراق المدمرة إيلات تعتبر من أهم التطورات في مجال الحرب البحرية الحديثة التي حدثت خلال النصف الأخير من القرن العشرين فقد كانت هذه العملية هي الأولى من نوعها في التاريخ لاستخدام الصواريخ سطح / سطح في الحرب البحرية ونتج عن نجاح استخدام هذه الصواريخ تغييرًا شاملًا لمفاهيم التكتيك البحري في العالم بأثره.


أهم مظاهر الاحتفال بعيد القوات البحرية هذا العام؟

أهم مظاهر احتفال القوات البحرية هذا العام، يتجسد في انضمام وحدات حديثة إلى القوات البحرية متمثلة في حاملة المروحيات أنور السادات طراز ميسترال والغواصتان (41 ،42) طراز 209 والقرويطة الفاتح طراز جوويند.

تم تصنيف القوات البحرية السادسة عالميا كيف استطاعت القوات البحرية أن تصل لهذا الترتيب؟ وكيف يمكن الاستفادة من هذا الترتيب في ظل التداعيات التي تواجه مصر على الساحة الدولية والإقليمية بالمنطقة؟

أود في البداية أن أؤكد على أن ما ينشر في وسائل الإعلام بشأن ترتيب البحرية المصرية عالميًا سواء كان صحيحًا أو جانبه الصواب لا يشكل أهمية للقوات البحرية المصرية لأن ما يهمنا هو ما نملكه من إمكانيات وقدرات قتالية تمكن القوات البحرية من تحقيق جميع المهام المكلفة بها وقد استطاعت القوات البحرية المصرية الوصول لهذه المكانة عالميًا من خلال إستراتيجية واضحة ومحددة لتطوير القوات البحرية من خلال ثلاث محاور أساسية.

المحــور الأول: الاهتمام بالتأهيل العلمي للفرد المقاتل من خلال تطوير المنظومة التعليمية بالقوات البحرية.

المحور الثاني: المحافظة على الكفاءة الفنية والقتالية للوحدات البحرية الموجودة بالخدمة واستمرار تطويرها بأجهزة ومعدات ومنظومات تسليح حديثة.

المحور الثالث : تدبير وحدات بحرية حديثة مثل حاملتي المروحيات ( جمال عبد الناصر - أنور السادات ) طراز ميسترال والفرقاطة الحديثة تحيا مصر طراز (فريم) ولنش الصواريخ( أحمد فاضل ) طراز (مولينيا) ولنشات الصواريخ طراز سليمان عزت وأخيرًا الغواصتين (41 ،42) طراز 209/1400 وفرقاطة الفاتح طراز جوويند والقرويطة شباب مصر طراز بوهانج بالإضافة إلى دخول القوات البحرية مرحلة التصنيع المحلى / المشترك بالإمكانيات الذاتية وبالتعاون مع بعض الدول الصديقة بما يمثل نقلة نوعية للقوات البحرية المصرية.



تلعب القوات البحرية دورًا بارزا في تأمين حدود مصر الساحلية وحماية نريد إلقاء الضوء على دورها؟


القوات البحرية كأحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة تنفذ العديد من المهام لتأمين الجبهة الداخلية وحماية ركائز الأمن القومي على المستويين الداخلي والخارجي وتنوعت المهام التي نفذتها القوات البحرية من تأمين كافة موانئ جمهورية مصر العربية بصفة دائمة وعلى مدار (24) ساعة، والمحافظة على انتظام حركة الملاحة البحرية وتأمين المياه الإقليمية والاقتصادية، ومنع أي اختراقات لسواحلنا ومنع عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات ومكافحة عمليات الهجرة غير الشرعية، وكذا تأمين خطوط مواصلاتنا بالإضافة إلى تأمين حركة الملاحة للسفن التجارية بالمجرى الملاحي لقناة السويس في الاتجاهين الشمالي والجنوبي، وتأمين المنشآت الحيوية على الساحل وبالبحر من منصات وحقول البترول والغاز الطبيعي، وكذا القيام بأعمال المعاونة والإنقاذ في حالات الكوارث والأزمات.


وما دور القوات البحرية في العملية الشاملة "حق الشهيد"؟

تقوم القوات البحرية حاليا كأحد الفرع الرئيسية للقوات المسلحة بدور كبير في عملية حق الشهيد هذا الدور يتلخص في الآتي:

عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية من جهة البحر، كذلك منع أي دعم يصل لهم من جهة البحر، والاستمرار في تأمين خط الحدود الدولية مع الاتجاه الشمالي الشرقي وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة ومعارضة أي عائمات أو سفينة مشتبه فيها.

كما قامت عناصر الصاعقة البحرية باستخدام العائمات الخفيفة المسلحة بمداهمة جميع الأوكار والمنشآت المشتبه فيها على الساحل وتفتيشها بطول خط الساحل الشمالي لسيناء وبالطبع جميع هذه الأعمال تتم بتنسيق كامل مع كافة الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية العاملة بهذه المنطقة بما يحقق تنفيذ هدف القيادة العامة للقوات المسلحة من العملية حق الشهيد للحفاظ على أمن وسلامة مصرنا الحبيبة.


ما هو الدور الذي تشارك فيه القوات البحرية مع قوات التحالف العربي الداعم للشعب اليمنى الشقيق في عملية "إعادة الأمل"؟


حرصًا من القيادة السياسية للدولة على الحفاظ على استقرار الشعب اليمنى الشقيق وتثبيت الشرعية الدستورية للدولة اليمنية بعد الانقلاب على الحكم الشرعي للبلاد بمعرفة الحوثيين وبناءً على طلب الرئيس اليمنى (عبد ربه منصور هادى) بالتدخل العربى في اليمن انضمت وحدات القوات البحرية مع قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن في العملية (إعادة الأمل) منذ شهر مارس 2015 وحتى تاريخه لتحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمنى الشقيق وذلك بعدد من الوحدات البحرية بمهمة فرض الحصار البحري على الموانئ اليمنية الواقعة تحت سيطرة قوات الحوثيين لمنع تهريب الأسلحة والمعدات العسكرية للأراضي اليمنية وكذا تأمين حركة الملاحة البحرية جنوب البحر الأحمر وخليج عدن وحتى باب المندب.


كيف يتم إعداد وتأهيل مقاتلي القوات البحرية للتعامل مع المنظومات الجديدة التي دخلت الخدمة حديثا؟

تسعى القيادة العامة للقوات المسلحة إلى الارتقاء بالفرد المقاتل باعتباره الركيزة الأساسية في منظومة الاستعداد القتالي للقوات المسلحة، ومن هذا المنطلق يتم تأهيل الضباط والصف والجنود بالقوات البحرية (فنيًا - تخصصيًا - لغويًا - تدريبيًا) وتسعى القوات البحرية بالاستمرار في تأهيل وإعداد الكوادر المختلفة من ضباط وضابط الصف في جميع التخصصات والمستويات لأداء مهامهم بكفاءة عالية كونهم العمود الفقري للقوات البحرية وليكونوا قادرين على استيعاب التطور العالمي في مجال التسليح وخاصة بعد انضمام عدد كبير من أحدث الوحدات العالمية وذلك بالتوسع في استخدام احدث أنظمة المحاكيات على مستوى العالم لثقل مهاراتهم وتأهيلهم للتعامل مع مختلف الأجهزة والمنظومات الحديثة نظريًا وعمليًا بالإضافة للخبرات المكتسبة من خلال الاشتراك في التدريبات المشتركة مع الدول الصديقة وتم افتتاح احدث أنظمة المحاكيات التدريبية على مستوى العالم وذلك لتدريب أطقم الغواصات وسفن السطح المنضمة حديثًا للقوات البحرية.


قامت القوات البحرية بإجراء تطوير شامل بقطاعي رأس التين وأبى قير، حدثنا عن هذا التطور؟

انضمت للقوات البحرية خلال الفترة السابقة العديد من الوحدات البحرية مثل حاملتي المروحيات طراز ميسترال والفرقاطة الحديثة طراز (فريم) ولنش الصواريخ طراز (مولينيا) واللنشات الصواريخ طراز سليمان عزت وأخيرا الغواصتين طراز 209/1400 والفرقاطة طراز جوويند والقرويطة طراز بوهانج كما تم إعادة تنظيم القوات البحرية في أسطولين هما الأسطول الشمالي والأسطول الجنوبى مما استلزم إعادة تحديث وتطوير البنيه التحتية من ( منشآت - أرصفة - ورش ) لتتواكب مع هذا التطوير، كما كان لزامًا علينا الاهتمام بإعادة تنظيم التمركزات للألوية والتشكيلات البحرية طبقًا للتنظيم الجديد وهو ما أوجب علينا زيادة عدد المنشآت والأرصفة البحرية داخل قطاعي رأس التين وأبى قير. 


قامت القوات البحرية بضم قطع جديدة للأسطول البحري المصري مثل سجم الفاتح من طراز جوويند الفرنسية وسجم شباب مصر من طراز بوهانج الكورية الجنوبية.. كيف يمكن أن تضيف هذه القطع البحرية للقوات البحرية؟


تأمين الأهداف الاقتصادية والحيوية للدولة بالبحر هي أحد المهام الرئيسية للقوات البحرية المصرية وفى ظل تنامي اكتشافات البترول/ الغاز داخل المياه الاقتصادية الخالصة لجمهورية مصر العربية ولمسافات تصل إلى 100 ميل بحري من الساحل المصري بما يتطلب وجود وحدات لها القدرة على الإبحار لمسافات بعيدة وتحمل حالات البحر المختلفة لتأمين هذه الاكتشافات فقد كان لانضمام هذا الوحدات الجديدة ذات الإمكانيات العالية أكبر الأثر في زيادة القدرات القتالية للقوات البحرية التي تمكنها من تأمين كافة الأهداف الحيوية والاقتصادية.


تسلمت القوات البحرية ثاني غواصة مصرية حديثة من طراز (209/1400) ضمن مجموعة من الغواصات التي تدخل في خدمة القوات البحرية المصرية.. ما أهمية هذه الغواصات بالنسبة للبحرية المصرية ؟


تعتبر الغواصات من طراز (209/1400) من أحدث الغواصات التقليدية على مستوى العالم وقد حرصت القوات المسلحة على تطوير قدراتها العسكرية في كافة الأفرع والتخصصات وإدخال أحدث النظم القتالية والفنية لتكون قادرة على تنفيذ كافة المهام الإستراتيجية داخل/خارج الجمهورية، ولعل انضمام الغواصات طراز (209/1400) للقوات البحرية يشكل نقله نوعية ساهمت في رفع القدرات القتالية للقوات البحرية بما يمكنها من مجابهة كافة التهديدات التي تؤثر على الأمن القومي المصري وتكون بمثابة رسالة ردع لمن تسول له نفسه التفكير في المساس بمصالحنا الاقتصادية أو تهديد أمننا القومي على كافة مسارح العمليات.


ما هي أوجه الاستفادة من تنويع مصادر السلاح داخل القوات البحرية؟


القيادة العامة للقوات المسلحة حرصت على أن تشمل إستراتيجية تطوير التسليح لكافة أفرع القوات المسلحة على تنوع مصادر السلاح من كافة الدول بما يتيح لمصر الحصول على وحدات ذات إمكانيات وقدرات قتالية عالية لها القدرة على تنفيذ كافة المهام العملياتية للحفاظ على أمن واستقرار وحماية الأمن القومى المصري.

كما أن عملية الإحلال والتجديد للوحدات البحرية، تخضع لعدة معايير منها التهديدات الحالية والمستقبلية، التوازن العسكري مع دول الجوار، التطور العلمي والتكنولوجي في مجال التسليح، والقدرات الاقتصادية للدولة لتوفير التمويل المادي اللازم لعملية التطوير، ويتم الإحلال والتجديد على فترات زمنية وطبقًا للإستراتيجية العامة للقوات المسلحة في تطوير وتحديث الأفرع الرئيسية.


شهدت القوات البحرية افتتاحات عملاقة بنطاق البحرين المتوسط والأحمر عن طريق تدشين الأسطولين الشمالي والجنوبي، ما أهمية تدشين الأسطولين بالنسبة لمصر على المستوى الاستراتيجي؟


في ظل التطوير والتحديث التي تقوم بة القوات المسلحة عامة والقوات البحرية خاصة لإعادة تنظيم القوات للتواكب مع التطور التكنولوجي العالمى ولتكون قادرة على مجابهة كافة العدائيات والتهديدات ( نمطية - غير نمطية ) والتي أصبحت تهدد منطقة الشرق الأوسط عامة وجمهورية مصر العربية خاصة تم إعادة تنظيم القوات البحرية وتقسيمها إلى أسطولين لزيادة فاعليه القيادة والسيطرة مما يتيح للقيادات على كافة المستويات التقدير الفوري للموقف وسرعة اتخاذ القرار مع إمكانية تحقيق المرونة اللازمة لتنفيذ المتطلبات العملياتية بسرعة دفع التشكيل المناسب لطبيعة المسرح وطبقًا لنوع العدائيات لتحقيق المهمة بأقل خسائر ممكنة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة