السويس تودع الشهيد النقيب أحمد شوشة
السويس تودع الشهيد النقيب أحمد شوشة


الآلاف بالسويس يودعون الشهيد النقيب أحمد شوشة

حسام صالح

السبت، 21 أكتوبر 2017 - 08:05 م

اتشحت السويس بالحزن، على الشهيد النقيب أحمد حافظ شوشة ضابط العمليات الخاصة، الذي استشهد خلال مداهمة الشرطة لمنطقة جبلية متاخمة لطريق الواحات اتخذها الإرهابيين وكرا لهم.

كان الآلاف في السويس قضوا أكثر من ساعتين أمام مسجد سيدي عبدالله الغريب في السويس، في انتظار وصول جثمان الشهيد النقيب شوشة.

بعد غروب الشمس، دخل الجثمان السويس، قبل أن يرفع المؤذن، إقامة الصلاة كان الجثمان يعبر باب المسجد الرئيسي، تتزاحم من حوله الأعناق لتحمله الى الداخل، بينما جلس بعض أصدقاءه الذين رافقوه من مستشفى الشرطة بالقاهرة وهم يتذكرون كيف كانت ساعاته الأخيرة. 

خارج المسجد، كانت مراسم الجنازة العسكرية جاهزة، ورغم ضيق المساحة بين بابي المسجد والحرم، إلا انها اتسعت للمئات الذين تهافتوا لحمل الجثمان الطاهرة، ورفعه إلى سيارة الإطفاء لبدء المراسم. 

كانت عشرات السيدات من أقارب الشهيد وجيرانه، قد تجمعن على يمين باب حرم المسجد، وبينما يتزاحم أبناء السويس للمشاركة في رفع الجثمان على سيارة الدفاع المدني المخصصة للجنازة العسكرية، وإذ بسيدة تصيح بكلمات يفقد من حضر المشهد أعصابه معها.

"شبابنا بتروح يارب.. خد بأيدنا يارب".. كلمات أطلقتها سيدة من وسط تجمع السيدات، وقد قطع البكاء أنفاسها ونال منها نصيبا، فخرجت عن صمتها وبدأت تستغيث وتشكو إلى ما يفعله الإرهاب في شباب مصر.

انطلقت الجنازة يتقدمها اللواء أحمد حامد محافظ السويس، واللواء زكي سلاح مساعد وزير الداخلية لمنطقة القناة، ومحمد جاد مدير الامن، واللواء أ.ح رأفت رفيق رئيس أركان الجيش الثالث الميداني، ووالد الشهيد.

ووصلت الجنازة بعد ذلك إلى شارع الخضر، حيث كانت فرقة الموسيقى العسكرية استعدت للجنازة، ثم بدأت العزف لتسير الجنازة بين صفين من الضباط والجنود، ومن خلفهم وخلف نعش الشهيد آلاف المشيعين.

كان الشهيد الملازم أحمد، والولد الوحيد لأسرة تضم والده وشقيقتين، ليلحق بوالدته التي توفيت قبل عام ونصف في حادث سيارة كان أحمد يقودها وهم في طريق العودة من القاهرة للسويس.

وأظهر الرجال المشاركون في التشييع تماسكا، لكنهم لم يستطيعوا إخفاء لمعة في عيونهم من أثر تلك دموع جاهدوا لحبسها، بينما أفرطت السيدات في البكاء وهن يخبرن بعضهن ان أحمد كان الولد الوحيد لأبيه وثاني من يفارق الأسرة الصغيرة بعد أمه.

وتخرج الملازم أول أحمد شوشة، من كلية الشرطة العام الماضي، وانضم إلى قطاع العمليات الخاصة، بعد أن أثبت كفاءته في التدريب وتنفيذ العمليات التي شارك فيها مع زملائه والتي كان آخرها "عملية الواحات".

كانت السيدات قد اتخذن يمين الجنازة مسارا لهن، وسط هتافات: "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله"، ثم صاحت سيدة: "ابنك فداكي يا سويس في عيدك انهاردة يا سويس.. بلد الأبطال"، لتذكر المشيعين بما قدمه أبناء عائلة شوشة وباقي العائلات، في المقاومة الشعبية، وكأن القدر يأبى أن يمر شهر أكتوبر دون أن يسجل أسماء جديدة في سجل الأبطال والشهداء.

يسار الجنازة، كان صفا من الضباط يسيرون في خطوة عسكرية، منهم من استطاع أن يلجم حزنه بداخله، وبعضهم بدت لمعه في عينيه، إلا أن واحدا كان بارزًا من بينهم وقد شقت دموعه خطين بالطول في وجهه، إلا أنه حاول حبس حزنه، لكن دموعه غلبته

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة