الكاتب الصحفي خالد ميري رئيس تحرير جريدة الأخبار
الكاتب الصحفي خالد ميري رئيس تحرير جريدة الأخبار


نبض السطور

خـالد مـيري يكتب من باريس: مصر وفرنسا.. عهد جديد

خالد ميري

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017 - 01:50 ص

دخلت العلاقات المصرية - الفرنسية عهداً جديداً أمس مع بداية زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لباريس. انطلاقة قوية جديدة لعلاقات متميزة تجمع البلدين فى كل المجالات.
بعد ٣ مكالمات هاتفية، تأتى القمة الأولى التى تجمع الرئيسين اليوم بباريس لتعطى إشارة مهمة لدفعة قوية لعلاقات متميزة على كل المسارات. وتعد هذه الزيارة هى الأولى للسيسى إلى باريس - منذ وصول إيمانويل ماكرون إلى الحكم - وبدأت أمس بلقاء وعشاء عمل مع وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلى ولقاء مع شركة فرنسية وأجرى الرئيس السيسى حواراً تليفزيونيا مع القناة الأشهر بباريس »فرنسا ٢٤«.
كل الحقائق والمواقف تؤكد تطابق وجهات النظر المصرية - الفرنسية حول كل الملفات ذات الاهتمام المشترك، بما يؤكد توافر أجواء مثالية تنعقد فيها قمة السيسى - ماكرون. ففرنسا التى كان موقفها الرسمى يبتعد عن الموقف المصرى من الأزمة السورية، بدأت قبل شهور تتبنى مواقف أكثر اقترابا من مصر، ويمكننا الآن الحديث عن موقف مطابق تقريبا لموقف مصر بضرورة وجود حل سياسى للأزمة، وأن الشعب السورى هو الذى يحدد من يحكمه، مع الحفاظ على الدولة الوطنية. وفرنسا فى الأزمة الليبية تلتزم بموقف مصر بضرورة حل الأزمة سياسياً والحفاظ على الدولة الوطنية والجيش الوطنى بما يضمن وقف المد الإرهابى وإغلاق أبواب الهجرة غير الشرعية.. كما أن تطابق وجهات النظر فى مواجهة الإرهاب ومن يموله أو يدربه أو يمده بالسلاح يبدو أمراً جلياً لا خلاف عليه، وهو أحد الملفات المهمة فى مباحثات القمة الثنائية كما تتناول مباحثات القمة سبل حل القضية الفلسطينية واستئناف عملية السلام.
العلاقات العسكرية المصرية - الفرنسية تشهد مرحلة زخم غير مسبوق، بعد حصول مصر على حاملتى الطائرات الميسترال من فرنسا، ووصول الفرقاطة جوويند إلى الإسكندرية وبدء تصنيع ٣ فرقاطات جديدة فى الإسكندرية بالتعاون مع فرنسا، وبعد بدء وصول طائرات الرافال والتى ستتسلم مصر ٢٤ منها وفقا للصفقة، وأيضاً بعد أن تسلمت مصر الفرقاطة البحرية - فريم - فى وقت يشارك فيه البلدان الصديقان فى ٤ تدريبات عسكرية مشتركة على مدار العام، كما تستمر الزيارات المتبادلة للوفود.
وفى مجالات التعاون المختلفة تشهد الزيارة توقيع ١٧ اتفاقية مشتركة اقتصادية وثقافية وتعليمية، لمنح العلاقات المتميزة دفعة قوية إلى الأمام. ولعل إنشاء الأكاديمية الوطنية للشباب فى مصر على غرار المدرسة الفرنسية للإدارة فى فرنسا والتى يتخرج فيها القادة وآخرهم ماكرون، يؤكد الإيمان بوجود مساحات مشتركة واسعة تجمع البلدين.. والزيارة تشهد توقيع اتفاقية مهمة للتعاون بين الأكاديمية والمدرسة، كما أن هناك ٣ مشروعات تعاون أخرى يتم بحثها للتوقيع عليها فور الانتهاء من الدراسات.
زيارة الرئيس ستشهد كذلك لقاءات مهمة مع كل قادة فرنسا، من رؤساء الوزراء والجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ إلى وزراء الخارجية والداخلية والاقتصاد.. ليتم تعزيز العلاقات الثنائية وترسيخها فى كل مجالات التعاون.
لا جدال على حقيقة أن هناك علاقات صداقة تاريخية تجمع البلدين والشعبين، وهناك ولع فرنسى بمصر التاريخ والحضارة والجغرافيا، وأيضا بالواقع الجديد لدولة قوية تسير قدما إلى الأمام، دولة تواجه الاٍرهاب بكل قوة وحزم فى الوقت الذى تسير فيه بنجاح على طريق الإصلاح الاقتصادى والبناء والتنمية، والمؤكد أن هناك تطابقا فى وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
طريق بناء مصر الحديثة بدأ ومستمر، والانطلاقة الجديدة للعلاقات المصرية - الفرنسية القوية خطوة جديدة مهمة على هذا الطريق.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة