صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


اغتصاب شرعي !

علاء عبدالعظيم

الثلاثاء، 31 أكتوبر 2017 - 05:18 م



لم يتذكر لها صنيعًا طيبًا أو معروفًا، بعد أن أهان جلالها ودنس قدسيتها، وجرح كبريائها تحت مسمى الحلال.
رغم فارق السن الكبير بينهما تزوجته فهي في ريعان الشباب، ولم تلحق أن ترتوي من الحياةـ وأصرت عائلتها على الزواج في هذه السن المبكرة بحسب عادات وتقاليد القرية، ولثرائه وجاهزيته، وبالفعل جاءت ليلة الدخلة وأتت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث فوجئت بعائلة الزوج مجتمعين خارج غرفة النوم في انتظار صك العذرية، وطلب الزوج بأن تكون "الدخلة بلدي"، أقشعر جسدها من شدة الخوف لكنها امتثلت لأوامر الزوج وبدت كعصفور صغير لا حول له ولا قوة.
استقبلته عائلته بالزغاريد وكأنه الفاتح، ولم يبالوا بما تشعر به الزوجة الصغيرة من ألم وغصة، وتحولت ليلة زفافها إلى دموع، وألم.
مرت السنون كانت فيها الزوجة المطيعة وشعورها بأنها خادمة تلبي جميع طلباته وعائلته أثناء النهار، متمنية عدم قدوم الليل، حيث كان ينتابها إحساس بأنها فتاة ليل وليس زوجة، لا تستطيع أن تتحدث أو تعبر عما يجيش بصدرها من حسرة وغصة، عندما كان يطلب منها ممارسة حقه الشرعي دون مراعاة لحالتها الصحية أو النفسية، وتصرفه معها بوحشية وشراسة.
وجاء اليوم المعلوم بعدما شعرت بحالة من الإعياء الشديد حيث أخبرها الطبيب بأنها مصابة بالمرض اللعين ويتوجب عليها استئصال رحمها حتى لا ينتشر المرض بجسدها النحيل، وحرمت من حلم الأمومة، تبدلت معاملته لها، طلبت منه الطلاق والانفصال بعدما علمت بأنه يستعد للزواج من أخرى، واشترط عليها بأن تتنازل عن جميع حقوقها الشرعية مقابل الطلاق.
لم تجد أمامها غير التوجه إلى محكمة الأسرة ورفع دعوى طلاق وللحصول على حقوقها كاملة بعد أن دمر حياتها وبلسان حال تقول: خدني لحم ورماني عظم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة