عمرها 1044 عامًا.. لماذا يطلق المصريون على القاهرة «اسم مصر»؟

محمد رمضان

الأربعاء، 01 نوفمبر 2017 - 07:17 م

من بين عواصم العالم، لا تعرف القاهرة مستقرًا لاسمها فمن »أون« الفرعونية إلى «ممفيس» اليونانية، ثم «هليوبوليس» الإغريقية، وبعدها «الفسطاط» الإسلامية، فـ«العسكر» العباسية، وأخيرًا «القاهرة» الفاطمية، ظلت العاصمة المصرية تبحث عن اسم مسجل بشهادة ميلاد موثقة.

صحيح أن اسم «القاهرة» يضرب بجذوره إلى 1044 عامًا للوراء إلا أن المصريين أنفسهم لم يتمسكوا بهذا الاسم إلا في شهادات الميلاد والوفاة أو بطاقات الرقم القومي؛ لكن ما دون ذلك يظل اسم العاصمة القاهرة هو «مصر»، ومواقف سيارات الأقاليم تحمل الاسم نفسه «مصر – الإسكندرية»، ومحطة القطارات الأم بالجمهورية تحمل اسم «محطة مصر» رغم موقعها في قلب القاهرة؛ بل إن اثنين من أهم أحياء القاهرة نفسها يحملان اسم «مصر القديمة» و«مصر الجديدة».

إذًا فما سر اعتياد المصريون إطلاق اسم «مصر» على محافظة القاهرة العاصمة؟.. هذا السر ربما تكون إجابته بين سطور كتاب «الفتح العربي لمصر»، والذي يربطه باقتراب عمرو بن العاص من مدينة «ممفيس»، ثم يبدأ مترجم الكتاب رحلة البحث عن لغز تسميتها باسم «مدينة مصر»، مستعينًا بكتاب ابن الفقيه (القرن العاشر)، والذي سمع من أحد الشيوخ المعمرين عن قصر عظيم من كتلة واحدة من الصخر، وقد علق على ذلك تعليقًا غريبًا، إذ قال: «وممفيس مدينة فرعون لها سبعون بابًا وأسوارها من الحددي والنحاس».

فيما قال اليعقوبي وهو قبل ابن الفقيه بقليل: «إن مدينة ممفيس متهدمة، وقد كانت المدينة التي حول قصر الشمع محلة مصرية قديمة، وقد وجدت بها آثار فرعونية، وكان عند الباب الجنوبي للحصن تمثال مصري معروف، ووجدت حجارة في أسوار الحصن عليها نقوش هيروغليفية، وكان اسم المدينة «مصر»؛ ولكن الظاهر أن «مصر» و«منف» كانا يستعملان مترادفين في بعض الأحوال.

وهنا فسر عبد اللطيف البغدادي (1231م) سر تسمية موقع العاصمة بـ«مصر»، قائلا: «وتوجد الآثار التي بمصر القديمة وهذه المدينة بجوار الجيزة التي وراء الفسطاط وكانت مسكن الفراعنة ومقر ملوكهم، ولفظ له مصر له معنى في إطلاقه فمثلا (المصران) استعملها ابن خلكان ويقصد الكوفة والبصرة بمعنى (المدينتين)، ولكنه في مصر كان عادة يطلق على المدينة التي بالجانب الشرقي للنيل في جوار حصن بابليون أي القاهرة حاليًا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة