عادل إمام
عادل إمام


فيديو| رسوب سينمائي في مواجهة «طيور الظلام»

رانيا الزاهد- نانيس إيمن

الجمعة، 03 نوفمبر 2017 - 05:04 م

تشهد مصر الآن موجة من الإرهاب تكاد تكون الأعنف فى تاريخها، فخلال فترة التسعينيات، وقعت أعمال إرهابية استهدفت السياحة ورموز التنوير وخلفت مئات القتلى والمصابين، أما الآن فيستهدف الارهاب حائط الصد الاقوى وهو اجهزة الجيش والشرطة بشكل غير مسبوق.



 فى التسعينيات، استطاعت السينما المصرية مناقشة هذه القضية الشائكة بحرفية عن طريق مجموعة كبيرة من أفضل المخرجين والمؤلفين، الذين استطاعوا عرض القضية ومناقشتها وتوضيح ابعادها بشكل محترف أثر فى الجمهور بشكل مباشر مثل أفلام «الإرهاب» لنادية الجندى، و«البرئ» لاحمد زكى و«الإرهابي» و«الإرهاب والكباب» لعادل امام.



 وفى الالفية الثانية عادت السينما من جديد لمناقشة قضايا الإرهاب وظهور «طيور الظلام» على الساحة مرة أخرى من خلال فيلم «الآخر» للمخرج الكبير يوسف شاهين، و«دم الغزال» لوحيد حامد و«حين ميسرة» لخالد يوسف.



أما الأن فقد تم عرض «الخلية» لأحمد عز، ليكون أخر الاعمال السينمائية التى ناقشت زاوية من زوايا هذه القضية حيث جسد فيه شخصية ضابط بالعمليات الخاصة يسعى للإنتقام لصديقه الذى أستشهد خلال إحدى العمليات من قبل الجماعات الإرهابية.



 بالإضافة لفيلم «جواب اعتقال» حيث ظهر محمد رمضان بشخصية الإرهابى «عمر» قائد التنظيم العسكرى لإحدى الجماعات الإرهابية، ورصدت أحداث الفيلم الأفكار التى تتبعها التنظيمات الإرهابية فى تجنيد متابعيها. ولكن، هل ما يتم إنتاجه من أعمال سينمائية يواجه ويطرح ويناقش ابعاد ومخاطر هذه المشكلة بالشكل اللائق؟! .



 ترى المخرجة كاملة أبو ذكرى أنه على الرغم من أن ما تشهده مصر الآن من هجمات شرسة من قوى الظلام غير مسبوقة، إلا أن السينما لم تقدم أى عمل يواجه الإرهاب وقالت: «السينما إلى الان لم تواجه الارهاب وما تقدمه السينما المصرية الآن يساعد على الارهاب ولا يواجهه بالفكر والمنطق بل يدعمه ويروج له بشكل غريب، فلا يمكن مقارنة ما يتم إنتاجه باعمال مثل البرئ وزوجة رجل مهم.. أين داود عبد السيد ومحمد خان وعاطف الطيب».

وقال المخرج محمد فاضل: «فى التسعينيات اهتمت السينما المصرية بمواجهة الفكر الدينى المتطرف ولعبت دورًا كبيرًا فى تنوير المجتمع، ونجحت بشكل كبير فى تحقيق الهدف المطلوب منها وهو مواجهة الإرهاب، ولكن ذلك لم يكن فى إطار عام بل كان بدعم مالى قوى من الدولة، فيجب إعادة دعم الصناعة السينمائية بشكل قوى وسريع، بحيث تقدم أعمالا تواجه التطرف الفكرى السائد بين الشباب حالياً، وعدم النظر إلى السينما على أنها عامل من عوامل التسلية فقط.

المؤلف عبد الرحيم كمال يرى أن السينما سلاح قوى جدًا لمحاربة كل أشكال التطرف وقال: «الشعب لم يعد يقرأ وأصبحت عينه على الشاشة طول الوقت، ولذلك يجب إنتاج أفلام سينمائية تتصدى لظاهرة الإرهاب، لأن السينما والفنون عمومًا قادرة على أحداث الـتأثير وتغيير الأفكار المغلوطة وإثارة الوعي. 

وأخيرًا، يرى الناقد طارق الشناوى أنه بالفعل كانت هناك محاولات ناجحة من وحيد حامد وشريف عرفة وعادل امام فى التسعينيات لمواجهة هذا الخطر بكثير من الاعمال سواء كوميدية أو اجتماعية، وقال: «للأسف الأن نشهد فترة تراجع فكرى وفنى كبيرة عن ما تم تقديمه من عقود، لأن معظم الاعمال التى تم انتاجها هذه الفترة ناقشت القضية بشكل سطحى وساذج مثل فيلم جواب اعتقال، لم تصل رسالته للجمهور».

وأضاف: «كثرة الأعمال السينمائية التى تهتم بهذه القضية ليست مهمة، ولكن الأهم أن تكون أفلاما صادقة حتى لو كانت قليلة، لأن تأثيرها سيكون أفضل بكثير من انتاج افلام تجارية تناقش قضية خطيرة بسطحية «قلتها أحسن» لأن شكل الارهاب الأن تغير ويجب مناقشته بالافكار التى تحارب الاسباب والعوامل التى تخلق هذه العناصر الارهابية وما الذى وفر لهم بيئة خصبة لينموا فيها بهذا الشكل».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة