صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


المتحررة.. باعت عذريتها

علاء عبدالعظيم

الإثنين، 06 نوفمبر 2017 - 05:05 م

لو أمطرت دموعها تراب قبر أبيها الذي توفي وفي داخل أحشاءه حسرة وألم وغصة، فما عاد ينفع الندم ولا النعايا.

فتحت لها الدنيا ذراعيها، ونشأت وسط أسرة ثرية بمصر الجديدة لايعنيها من الدنيا سوى إسعاد ابنتها المدللة، تحقق لها كل ما كانت تحلم به، حتى وقعت فريسة لخطيبها الشيطان الذي نسج خيوطه حولها تحت مسمى الحب والعشق، ومع أول سيجارة حشيش كانت البداية.

وفي لحظة ضعف استسلمت له، ووسط الدخان الأزرق والموسيقى الهادئة بأحد المصايف وحملت منه سفاحًا، أسودت الدنيا في وجهها وتطور تعاطيها للحشيش لتقع في بحر الإدمان واعتادت شم الهيروين، إلى أن بدأت تتعاطاه عن طريق الحقن، وانتابتها رغبة جامحة عصفت بها، وثورة من الرغبات للبحث والحصول على مخدر الهيروين، وكيفية التخلص من الجنين الذي بدأ يتحرك داخل أحشاءها، حيث قامت بسرقة ما خف وزنه وغلا ثمنه من منزل الأسرة، الذي تركته لأيام كثيرة، وسقطت في بحر الرذيلة بعدما اكتشفت إحدى صديقاتها بأنها تتردد على شقة مشبوهة بأحد المناطق الراقية بالقاهرة، وممارسة الحب المحرم مع بعض الخليجيين ، وباعت نفسها كي تستمتع بشهوة الحصول على المخدر.

تخلت عنها زميلاتها بعد أن ساءت سمعتها، وسوء سلوكها الذي بات ملء السمع والبصر، وما أن علم الأب أصيب بجلطة في المخ توفي على إثرها متألما بجراحه.

ساءت حالتها، وبدا وجهها شاحب شحوب الموت، حيث الإرهاق راقدا تحت جفنيها، وعيناها الذابلتين يلمع فيهما بريق عجيب، وجسدها الهزيل يوشك أن يذوب ويتلاشى من شدة التعب، وبكلمات تفيض أسى وتقطر حرارة قالت الأم التي امتدت يدها تمسح دموعها والأحزان تعتصرها قائلة: " لقد قمت ببيع كل متعلقات المنزل من أجل الإنفاق على ابنتي، التي ترقد الآن داخل إحدى المستشفيات، والأبصار كلها معلقة ترقب أنفاسها وبدعاء وأمل من السماء أن تعود ابتسامتها الغائبة.




الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة