الكاتب الصحفي عمرو الخياط رئيس تحرير أخبار اليوم
الكاتب الصحفي عمرو الخياط رئيس تحرير أخبار اليوم


نقطة فوق حرف ساخن

عمــرو الخيــاط يكتب من شرم الشيخ: منتدي السلام والإنسانية

عمرو الخياط

الجمعة، 10 نوفمبر 2017 - 09:10 م


شباب العالم جاء لشرم الشيخ ملبَّياً دعوة مصر
الاختلاف فرصة غنية للتعاون وتبادل الثقافات وليس للاقتتال
حقائق تاريخية
■  مصر قاعدة الإنسانية
■  حاربنا الإرهاب دفاعاً عن العالم
■  علي أرضنا لن يكون للإرهاب مكان


علي أرض السلام في شرم الشيخ انطلق منتدي شباب العالم، الذي حج إليه الشباب من كل الدول تلبية لدعوة الدولة المصرية التي أثبتت تجربتها أنه هناك قيم ومعان ما زلنا نستطيع أن نجتمع حولها في عالم باتت تحكمه الصراعات والحروب وأشكال العنصرية والتمييز، لكن في شرم الشيخ استطاعت مصر أن تجمع الحضور حول مفهوم إنسانيتهم المشتركة.

دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي للشباب جاءت من عمق إيمانه بحق هذا الشباب في صياغة مستقبله الذي سيعيشه، ومن عمق رغبته في تقديم البرهان العملي علي إمكانية التعايش المشترك واستخدام الاختلاف وسيلة للتعارف، ومن هذا المنطلق حرص السيسي علي أن يؤكد أنه إذا كانت الإنسانية قاسماً مشتركاً بين كل شعوب العالم فإن المنطق يفرض أن تكون مقاومة كل مايمس سلامة هذه الإنسانية قاسماً مشتركاً جديداً.

المؤتمر بدأت جلساته بعرض تجارب ومآس رواها الشباب المشارك من الدول التي أهلكتها الصراعات والحروب ثم تركتها فريسة سائغة للإرهاب. من العراق ومن سوريا ومن اليمن وليبيا جاء الشباب الجريح من ضحايا الإرهاب الأسود يضمد جراحه علي أرض مصر.

في شرم الشيخ عنوان الإنسانية جاء إلي مصر كل من ليس له عنوان، في شرم الشيخ حسمت مصر القضية 
«إما أن تكون إنساناً أو تكون إرهابياً»‬، وعلي أرض المنتدي وجهت مصر رسائلها المباشرة إلي العالم لتقول مايلي:
■ مصر هي قاعدة الإنسانية العالمية.
■ مصر تحارب الإرهاب دفاعاً عن الإنسانية.
■ مصر هي النموذج العملي الحقيقي لمقاومة الإرهاب دون توازنات. 
■ مصر لا يمكن أن تكون جماعات الإرهاب إحدي وسائل سياستها الخارجية.
■ مصر لايمكن أن يكون الإرهاب إحدي أدواتها للابتزاز الدولي.
■ مصر هي صانعة مبدأ المقاومة المستدامة للإرهاب. 
■ علي أرض مصر لايمكن أن يكون للإرهاب مكان أو فرصة للبقاء.
مصر التي جمعت شباب العالم حول معني الإنسانية جاءت كلمة رئيسها لتؤكد أن الحق في مقاومة الإرهاب هو أسمي حقوق الانسان، ولم تأت كلمة السيسي إلا تعبيراً عن قصة نضال مصرية دفع من أجلها أثماناً فادحة من أرواح ودماء الشهداء المصريين الذين يحاربون الإرهاب دفاعاً عن إنسانية العالم، جاءت كلمته مستمدة مصداقيتها وقوتها من واقع التجربة المصرية التي أبت أن تمنح جماعات الإرهاب فرصة لأن تكون نموذجاً قابلاً للتكرار وتحملت وحدها المسئوليات الفادحة لكشف بشاعة عصابات الإرهاب باسم الدين.
جاءت كلمة الرئيس علي أرضية دولة ٣٠ يونيو عندما وقفت مصر وحدها في مواجهة تحالف تنظيمات الإرهاب المحلية والدولية المدعومة من أنظمة دول وأجهزتها، جاءت كلمة الرئيس علي أرضية مفهوم الدولة الوطنية باعتبارها السبيل الوحيد لمواجهة حقيقية مع الإرهاب.
عبدالفتاح السيسي صاحب الدعوة الرسمية لكل من حضر المنتدي حرص علي أن يكون الشباب هم نجوم المنتدي، وحرص علي أن يكون المنتدي مكاناً للقاء الشباب من مختلف دول العالم لتقديم نموذج عملي لإمكانية التعايش والحوار، ولتقديم دليل حقيقي علي أن الاختلاف هو فرصة غنية وممكنة للتعارف وتبادل الثقافات وليس للصراع والاقتتال.
السيسي حرص علي أن يقدم المنتدي نموذجاً لمجتمع دولي مواز إلا أنه قادر علي التفاهم والتعايش والوقوف علي أرضية الإنسانية المشتركة.
ومن داخل المنتدي وجه الرئيس رسائله إلي قادة العالم والمجتمع الدولي لكي يتعلموا من الشباب ولكي يتركوا المستقبل لهذا الشباب.
قبل نهاية المنتدي حرص الرئيس علي لقاء الصحفيين والإعلاميين الموجودين، اللقاء في حد ذاته رسالة أن الدولة المصرية لم تغب لحظة عن عين واهتمام ووجدان القيادة، ثم استرسل في توجيه الرسائل المكثفة التي تعبر عن الملفات المتشابكة وتجلت فيما يلي :
■ مصر تواجه إرهابا تشارك به عناصر أجنبية.
■ تطوير قدرات الجيش المصري تفرضه الأوضاع الإقليمية. 
■ مصر لا تتدخل في الشأن الداخلي السعودي.
■ ثبات الموقف المصري من مقاطعة قطر ولحين تنفيذ كل المطالب.
■  أمن الخليج جزء لايتجزأ من الأمن القومي المصري. 
■ قضية المياه أمن قومي لايمكن التفريط فيها. 
■ مصر داعية سلام لا حرب.
■ حل القضية الفلسطينية لا يمكن أن يكون علي حساب الأرض المصرية.
■ الرئيس يرفض تعديل الدستور.
■ مصر تدعم حفتر في مواجهة الإرهاب.
■ مصر لم ولن تُلح علي روسيا لعودة السياحة. 
■ مصر ماضية في خطوات تجديد الخطاب الديني. 
■ مصر حريصة علي علاقات خارجية متوازنة. 
■ خطوات الإصلاح الاقتصادي تتم وفق خطة علمية ممنهجة لإصلاح الخلل المتراكم علي مدار سنوات.
■ الرئيس سيقدم كشف حساب قبل الترشح لفترة ثانية.

لكن الرئيس توقف كثيرا عند حادث الواحات وأعلن للمرة الاولي عن المتهم الوحيد الذي تم ضبطه ويحمل 
جنسية غير مصرية، ثم أكد أن اعترافاته ستعلن قريبا، ولعل ما أعلنه الرئيس هو اول دليل عملي لما سبق ان استشرفه من عمليات دفع المقاتلين نحو مصر عبر حدودها الغربية بعد هزيمة التنظيمات الارهابية في سوريا والعراق، كما يعيد إلينا صحة الرواية التي كشف عنها السيد الرئيس منذ سنوات عندما هدد وتوعد قيادي التنظيم الارهابي خيرت الشاطر بالدفع بالمقاتلين من كل صوب وحدب عقابا لمصر علي رفضها الاستكانة لتنظيمه الارهابي.

كما حرص الرئيس خلال وصفه لما جري في الواحات علي ان يكشف عن حالة الفداء التي قدمها الشهداء عندما تلقوا ضربات الإرهاب في صدورهم لقطع الطريق عليه نحو أمن وأمان المصريين.
وجاءت عباراته حاسمة عندما تكلم عن مسئولية مصر عن أمن الخليج، عندما أشار إلي ان الأطراف المحيطة بهذه المنطقة عليها ان تدرك ان امن الخليج لاينفصل عن الامن القومي المصري، مطالبا الأطراف المعنية بعدم التدخل في الشأن الخليجي ليعيد تذكير الاذهان أن أمن الخليج خط احمر. 
لم ينته المنتدي إلا عقب الكلمة الختامية للرئيس التي كانت محددة ودقيقة وارتكزت علي حتمية تمكين الشباب من امتلاك مستقبله، السيسي حرص علي احياء قيم الإنسانية في وجدان الأجيال الشابة، السيسي حرص علي ان تكون مصر ملتقي الثقافات ونموذجا قادرًا علي تقديم السلام وعلي تكامل الحضارات وليس صدامها.



الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة