حلمى بكر
حلمى بكر


في حواره مع «بوابة أخبار اليوم»..

حلمي بكر: المصريون يتعاطون الأغاني كـ«المخدرات»

وجيدة عبداللطيف

الأحد، 12 نوفمبر 2017 - 03:36 م

* مافيش حد يستاهل أنتج له لكنني سأعود بمفاجأة قريبًا
* الفنانون بيخافوا مني بسبب صراحتي
* العالم يبكي على مصر وفنها
* وضعنا الغنائي حاليًا يشبه فترة «ما بعد النكسة»
* علينا حماية «السيسي» من سهام الغدر


بقدر ببساطته المعتادة، إلا أن هذه البساطة تنقلب رأسًا على عقب عند حديثه عن الفن والغناء، وتزداد حدة كلماته كلما تعلق الأمر بالفن المصري، وهذا ما يؤكده حوار الملحن حلمي بكر مع «بوابة أخبار اليوم».

«بكر»، الذي اقترب من الانضمام إلى أصحاب «نادي الثمانين»؛ حيث يبلغ حاليًا 79 عامًا، فتح النار على ما يسميه البعض بـ«الأغنية الشبابية»، مطالبًا بإستراتيجية فنية جديدة لإعادة الفن الأصيل إلى مصر، تفاصيل أخرى في الحوار التالي:


* حلمي بكر غائب عن المشهد منذ فترة.. لماذا؟ 
السؤال المفروض يكون: ليه أكون موجود أصلا؟، وأنتج أعمال لمين وعشان مين؟!.. عشان "حط إيده ياه، ولا البانجو مش بتاعي؟!، ببساطة عندما سُئل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب نفس السؤال، رد قائلاً: أعطني جمهورًا أعطيك فنًا.

ورغم ذلك لم استسلم أنتج أعمال بعض الشيء مع «الشئون المعنوية للقوات المسلحة»، وبعضها يتم إذاعته.

* لكن لماذا يخشاك كثير من الفنانين والمطربين؟
بسبب صراحتي وتقييمي على فهم، وأنا لا أحب الفن المتدني الهابط، كما أننا شعب تميز بفنه في العالم كله، ولن أسمح بهدم تاريخ كامل للوطن، فالفن يعبر عن صفات الوطن للعالم كله.

* ما رأيك في مصطلح أغاني الشباب أو أغنية الجيل؟
بسخريته المعتادة رد: تسمونها أغنية شبابية؛ لكن الحقيقة ما هي إلا «تعاطي أغاني» للشباب مثل المخدرات، وبنفس الإدمان والعقوبة.

* إذن كيف يكون العلاج مما تسميه «تعاطي الأغاني»؟
الحل بسيط.. نكثر من قيمنا وجذورنا ونحافظ على ريادتنا، وللأسف يحدثني فنانين ومعجبين وأصدقاء من أمريكا من جميع أنحاء العالم وأوروبا يبكون على مصر وفنها، ويتساءلون: أين ذهبت مصر بفنها الذي يغزو العالم؟.. أم كلثوم هرم مصر الرابع كانوا يأتون من أنحاء العالم لتقبيل يدها وليس لسماعها فقط، أنا أشبه الوضع الحالي بمرحلة ما بعد النكسة، فكلاهما أدتا إلى «بلاوي فنية نعيشها الآن وطبعا كلامي واضح وضوح الشمس».

* تعني أن هناك فسادًا فنيًا؟
كلمة فساد فني قليلة المعنى على ما يقدم في الوقت الحالي.. «نحن ربينا أعين تسمع لكن لم نرب أذن تسمع»، وبمعنى أوضح: عندما تسمع الأذن ترتقي بالذوق أما العين فلها راية خاصة كلنا نعلمها وأنا لا احترمها.

* حديثك يعني أنك لن تعود مستقبلا؟ 
بالعكس، أنا راجع بمفاجأة جديدة من الأصوات الرائعة، مثل: «كارمن سليمان، وأحمد جراح»، وغيرهما من الشباب في أصوات جميلة تجنن الفترة القادمة، وبالأخص الفنان الشاب شريف إسماعيل، راهنت عليه في صوت الحياة، ولا زالت أراهن عليه حتى الآن.

* وهل بتلك الأصوات الجديدة سنقضي على ما تعتبره «فسادا فنيا»؟ 
أكيد لكن هذا الفن الفاسد قضى على نفسه بنفسه، ولكي يكتمل القضاء عليه لازم نرجع نذيع قيمة الأجيال السابقة، وبالمناسبة اعترض على كلمة الفن القديم أو الأغاني القديمة.

- لو أعطيت لك جدتك قطعة من الماس من زمان، وضاعت منك، طبعًا ستغضبين كثيرًا عليها؛ لأنها تساوي الآن أموال كثيرة؛ لكن لو أعطيتك قطعة من «الذهب القشرة»، وضاعت منك لا يوجد لها قيمة، هتقولي: «في داهية»، وأنا هنا أقول: «الفن القذر في داهية، والفن العريق مثل قطعة من الماس كل ما استمر زادت قيمته. 

* كيف ترى خطة الرئيس عبدالفتاح السيسي للارتقاء بالشباب؟
أحترم تشجيع الرئيس السيسي للشباب، وهذه بداية جميلة ورائعة على خطى مصر للطريق الصحيح، وأتمنى أن نقف جميعًا في ظهر هذا الرجل؛ لنحميه من السهام التي يتلقاها في ظهره.

وبكلمات بسيطة: الرئيس يفعل مع مصر كالذي يرمم حائط أو يبنيه من جديد ثم يدهنه بطلاء جميل، ولا يكتفي بطلاء الجدار لإخفاء ما به من عيوب.

سيبك من الأكل والشرب، ففي مصر لا يموت أحد من الجوع، ولكن نموت إذا مات تاريخنا، والحرب الحقيقية ضد مصر تكمن في إفساد جيل ما بعد جيل، ويجب ألا نستسلم للجهل الذي يطارد أبناء وطننا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة