صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أبي.. وبائعة الفاكهة

علاء عبدالعظيم

الخميس، 16 نوفمبر 2017 - 09:39 م

ضاقت بها سبل الحياة، تلاطم أمواجها، عاشت تبحث عن الحب في قلوب متحجرة وهي في أمس الحاجة إلى قبضة أيديهم كي يساعدوها.

تزوج أباها من بائعة الفاكهة التي نسجت خيوطها حوله، وتحولت حياتها إلى جحيم بعدما انساق الأب وراء زوجته إلى عالم المخدرات، وساءت أحواله ووصلت فضائحه على مستوى الحي، خاصة بعد تشجيعها له بجلب أصدقاء السوء، وقضاء السهرات الحمراء وتناول الخمور والمخدرات بالمنزل، وحفلات الجنس الجماعي.

كانت تخشى النوم أو يغلبها النعاس خوفًا من أن تمتد عليها يد أحد من أصدقاء السوء المساطيل والمخمورين، ومع أول شخص تقدم لها للزواج منها، وافقت دون تفكير وهربًا من مستنقع الفساد، واعتقدت أن الدنيا فتحت ذراعيها لها لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن حيث لم تتركها زوجة الأب وتسببت في طلاقها بعدما حدثت مشاجرة بينها وبين الزوج ولقنوه علقة ساخنة على يد بعض البلطجية قام بتطليقها، ولم تجد أمامها مأوى غير الرجوع إلى منزل الأب الجاحد.

ارتعدت أناملها عندما فوجئت بزوجة الأب تطلب منها مصاحبة الزبائن معللة بأنها أصبحت امرأة ولا يوجد ما تخشى منه، هرولت مسرعة تاركة المنزل وتوجهت إلى شقيق والدتها الذي احتضنها، وسارع في العثور على زوج آخر وبالفعل تم الزواج ومرت 4 سنوات انجبت خلالها طفلين توأم بعدما أفهمته بأن والدها توفي منذ فترة وخالها هو ولي أمرها، لكن ظهر الأب فجأة مرة أخرى وما إن عرف الزوج حقيقته قام بطردها من المنزل، رافضًا الإنفاق على أطفاله، فشلت كل محاولات الزوجة والخال لإرضاء زوجها إلا انه تعنت ورفض حتى تطليقها.

وصلت إلى طريق مسدود، ولم تجد أمامها غير رفع دعوى خلع أمام محكمة الأسرة بإمبابة، وتسعى جاهدة للحصول على معاش اجتماعي للإنفاق على طفليها كي لا تتركهما في هذه الدنيا يعانيا أهوالها التي مرت بها وعلمت فسوتها.





الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة