حوار| رئيس قبرص: جهود السيسي في المصالحة الفلسطينية ومكافحة الإرهاب لا يمكن إنكارها

عمرو الخياط

الجمعة، 17 نوفمبر 2017 - 05:00 م

قبل يومين من انعقاد القمة "المصرية - القبرصية - اليونانية" الخامسة، التي تستضيفها العاصمة نيقوسيا بعد غد الإثنين، والتي يلتقي فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس ورئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، أجرت "أخبار اليوم" حوارًا مع الرئيس القبرصي الذي أكد خلاله لرئيس التحرير الكاتب الصحفي عمرو الخياط، أن مصر هي حصن الاستقرار في منطقة شديدة الاضطراب وتقف في طليعة الدول التي تكافح الإرهاب وترعى جهود السلام.

وخلال الحوار الذي استمر قرابة الساعة، أكد الرئيس القبرصي لرئيس تحرير «أخبار اليوم» أن مصر كانت ومازالت داعمًا قويًا لجهود التوصل لتسوية شاملة للقضية القبرصية، كما كشف عن دور قبرص المحوري في تحقيق التقارب بين القاهرة والاتحاد الأوروبي في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013، وكذلك المكاسب التي تحققت من تطبيق اتفاقية ترسيم الحدود في مجالي الطاقة والغاز، كما أشار إلى مفاوضات بشأن اتفاق حكومي دولي حول خط أنابيب بحري ينقل الغاز الطبيعي من حقل أفروديت إلى مصر.

كيف تنظر الحكومة القبرصية إلى تنامى ظاهرة الإرهاب العابر للحدود وما تمثله من مخاطر على منطقة حوض البحر المتوسط؟

إن التحديات التى يشكّلها الإرهاب العابر للحدود واضحة لنا جميعا، وتعمل قبرص عن كثب مع الشركاء فى مجموعة متنوعة من المحافل، بدءا من الاتحاد الأوروبى والتحالف ضد داعش، والأمم المتحدة لمعالجة هذا الخطر. ولدينا أيضا علاقات ثنائية وثيقة مع البلدان المجاورة فى محاولة للتصدى بفاعلية للإرهاب فى شرق البحر الأبيض المتوسط. 

وعلى وجه الخصوص، نحن نشارك فى الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة تمويل الإرهاب، كما أننا نشارك فى جهود الاتحاد الأوروبى والجهود الإقليمية للتعامل مع المقاتلين الأجانب العائدين من الحرب فى سوريا. نحن نعّى إن تحرك مقاتلى داعش من سوريا إلى مناطق أخرى فى المنطقة يثير القلق، ونحاول، بالتعاون مع شركاء الاتحاد الأوروبى والأصدقاء والحلفاء الإقليميين، تقليصه.

ما هى آفاق التعاون بين مصر وقبرص في مواجهة ظاهرة الإرهاب بشكل عام.. وهل يمكن أن يمثل الإرهاب الدولي تهديدا لحقول الغاز في البحر المتوسط وما هي إمكانية التعاون بين مصر وقبرص لتأمين هذه الحقول؟

لقد تعاونت كل من قبرص ومصر تعاونا وثيقا فى مجموعة من المجالات، ولعقود عديدة، تعود إلى استقلال قبرص عام 1960. ونحن نستكشف باستمرار سبل توسيع هذا التعاون، بما فى ذلك في مجال مكافحة الإرهاب والأمن، حيث يقوم الخبراء المعنيون بمكافحة الإرهاب بالنظر باستمرار في أنواع التهديدات الجديدة وتقييمها. وفي الوقت نفسه، فإن حماية الأصول الاقتصادية الوطنية والهياكل الأساسية الحيوية هي أولوية لكل جهاز أمن وطني في العالم كله، وليس في منطقتنا فحسب.

ونحن لا نزال يقظين ونتخذ جميع التدابير اللازمة لحماية مصالحنا الوطنية وهياكلنا الأساسية الوطنية والاقتصادية الحيوية، وجزء من التدابير التى نتخذها التعاون والتشاور مع الأصدقاء والشركاء، فى الاتحاد الأوروبى والمنطقة.

هناك مشروع للربط الكهربائى بين مصر وقبرص واليونان، يهدف إلى الربط الكهربائى الأوروبى الإفريقى يبدأ بمصر وقبرص واليونان، لتكون مصر بذلك ناقلا مهما للطاقة بالنسبة للقارة الأوروبية.. إلى اين وصل هذا المشروع؟

مشروع ربط «يوروفريكا» هو مبادرة شجعناها، رحبنا بها ودعمناها. وهو مشروع من شأنه أن يسهم فى أمن الطاقة فى بلداننا (قبرص ومصر واليونان).

ومن المحتمل أن يصبح جزءا من سياسة الطاقة الكبرى للاتحاد الأوروبى من خلال توفير ممر بديل وموثوق به للطاقة. ويمكن لهذا الممر أن يسهم فى التأمين الأوروبى لإمدادات الطاقة ويساعد فى تحقيق هدف التكامل بين أسواق الطاقة الداخلية الأوروبية.

ولا بد لى من الإشارة إلى أن الشركات المعنية تعمل حاليا على جمع البيانات والمعلومات من أجل دراسة الجدوى التقنية للمشروع وجدواه المالية؛ علاوة على الدراسات الضرورية للمضي قدما فيه.

كان هناك توافق بين الدول الثلاث "مصر واليونان وقبرص" حول العمل على وقف تدفق اللاجئين غير الشرعيين عبر المتوسط.. كيف يمكن ترجمة هذا التوافق إلى مواقف وإجراءات على الأرض.. وإلى أين وصلت المباحثات حول هذه القضية؟

سؤالك يعطيني الفرصة للتعبير عن تقديرنا لجهود مصر بقيادة الرئيس السيسي للتصدي لتحديات الهجرة، من خلال استيعاب اللاجئين والمهاجرين والعمل على منع تدفقات الهجرة غير الشرعية إلى اوروبا، وتهريب البشر والاتجار بهم.

وهذا أمر معترف به ويقدره الاتحاد الأوروبى أيضا، ورأينا المشترك أنه على أساس مبدأي التضامن وتقاسم الأعباء، فإن الإدارة الفعّالة لأزمة اللاجئين والهجرة ليست مسئولية الدول المجاورة وأوروبا فحسب، بل مسؤولية المجتمع الدولى بأسره. تحقيقا لهذه الغاية، تجرى السلطات المختصة فى البلدان الثلاثة مناقشات بشأن أفضل السبل لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة المعقدة.

تتمتع قبرص بخبرة كبيرة في مجال عمليات استخراج النفط والغاز، وكان هناك حديث حول اتفاقات لتدريب المهندسين القبارصة لنظرائهم المصريين على تقنيات استخراج النفط والغاز الطبيعي إلى أين وصلت هذه الاتفاقات.. وهل هناك مجالات أخرى يمكن لمصر من خلالها الاستفادة من الخبرات القبرصية؟

قبرص تكون سعيدة بمشاركة مصر خبراتها في مجالات التنقيب عن النفط والغاز واستغلالها، ومع ذلك، أود أن أشير إلى أن مصر لديها تاريخ أطول بكثير فى الانخراط فى قطاعات النفط والغاز من قبرص، نحن جديدون فى هذا القطاع، والأنشطة التي تشير إليها تقوم بها شركات النفط والغاز الدولية المرخص لها من قبل حكومتنا، وهدفنا هو الحصول تدريجيا على المعرفة والخبرة التى من شأنها أن تجعلنا أقل اعتمادا على أطراف ثالثة وتسمح لنا فى المستقبل بتصدير تلك المعرفة والخبرة.

مواقف واحدة

إلى أى مدى تتفق القيادة القبرصية مع المواقف المصرية في القضايا الإقليمية؟، وأين هي نقاط التلاقي ونقاط الاختلاف؟ وكيف ترون الحراك المصري على الصعيد الإقليمي مؤخرًا؟

العلاقات الثنائية بين قبرص ومصر متميزة وتاريخية، وحقيقة أن لدينا حوارًا مفتوحا مع الرئيس السيسي بشأن القضايا الإقليمية والدولية قد سمح لنا بالاتفاق على مواقف بلداننا بشأن العديد من القضايا. 

ومن المؤكد أن مصر لها دور مهم في العديد من القضايا الإقليمية، وقد أثبتت مبادراتها الأخيرة نجاحا كبيرا.

وأود أن أشير بإيجاز إلى الدور الناجح الذى قامت به مصر في إبرام الاتفاق بين فتح وحماس في القاهرة فى 12 أكتوبر بهدف تحقيق المصالحة الفلسطينية.

كما نتابع عن كثب الدور المهم الذي تضطلع به مصر في الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار بليبيا، ونحن نعتبر مصر حصن الاستقرار في منطقة شديدة الاضطراب، وهي ليست في مقدمة الدول الراعية لجهود السلام فقط ولكن أيضا في طليعة الدول المكافحة للإرهاب.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة