محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: من شيرين للشوباشي

محمد سعد

السبت، 18 نوفمبر 2017 - 08:53 م

 
بين الحين والآخر.. تخرج علينا تصريحات ما بين مسيئة.. ومثيرة للجدل.. وبدأت تلك التصريحات تتزايد بشكل لافت للنظر.. نتحدث هنا بالطبع عما يخص تصريحات من يسمون بالنخبة وليس عامة الشعب.. تلك النخبة التي من المفترض أن تكون قدوة.. في حسن الخلق وفطنة التفكير، ومسئولية الكلمة التي تخرج خاصة في محفل جماهيري أو وسيلة إعلامية.. لأنها تدرك أو هكذا أعتقد أن الكلمة محسوبة على من ينطقها.. بالإضافة إلى التأثير المتوقع لكلمات تلك النخبة على عموم الشعب.

فمثلا تابع الجميع ما أثارته المطربة شيرين عبد الوهاب مؤخرا بلفظها " هيجيلك بلهارسيا " بعد أن طلب منها أحد جماهيرها غناء أغنيتها الشهيرة " مشربتش من نيلها ".. وهذه ليست السقطة الأولى لشيرين المثيرة للجدل داخليا وخارجيا.. والمسيئة لجماهيرها بمصر والوطن العربي كافة.. ومع أني من المعجبين بشيرين كمطربة ذات صوت نادر.. لكنني لست مطلقا مع من يروج أن هناك من يتصيد الأخطاء لشيرين.. ولست مقتنعا على الإطلاق مع من يدافع عن شيرين التي خرجت من حي شعبي وتتعامل بتلقائية أبناء هذه الأحياء العاشقين لمصر وترابها.. معتمدين على ما ذكرته شيرين من عبارات تحمل نفس المعاني فى بيان اعتذارها.

فشيرين كما قلت فنانة مصرية لها جماهيرية عريضة بالوطن العربي.. والفنان رسول لشعبه ومجتمعه.. لحضارته وحاضره.. والفنان احد أهم أسلحة القوي الناعمة لأي بلد.. فتصبح مصيبة المصائب أن يطعن هذا السلاح وطنه بدلا من الدفاع عنه.. وهنا أتذكر أمثلة ظلت وستظل خالدة ومحفورة في تاريخ مصر من أم كلثوم إلى حليم ونجاة والعزبي ومحمد قنديل وكارم محمود.. ومعظمهم جاء من مجتمعات ريفية بسيطة.. خاصة الست والعندليب.. واللذين كانا خير سفيرين ورسولين لمصر والمصريين في العالم بأثره.. وأحد أهم أدوات ربط الأشقاء العرب بمصر.. وشكلا بصوتيهما وجدان العرب لسنين وعقود ومازالت مكانتهما الرفيعة وفنهما الراقي في قلوب وعقول كل العرب.

لم نسمع أن أهان حليم جمهوره في أي دولة عربية مثلما فعلت شيرين بتصرف وعبارات حمقاء في تونس أثارت غضب الأشقاء هناك. ولا أن سيدة الغناء العربي وكوكب الشرق قد تصرفت تصرفا بحذائها أو حتى منديلها الشهير يجرح أحدا من عشاقها.. لذا استحق حليم والست صداقة كل الزعماء العرب.. ولن تنسي مصر دورهما الوطني في دعم وطنهما في محنته وقت النكسة.. ورغم حدة المنافسة في هذا العصر الذهبي ندر أن تجد تلفظا أو تجريحا أو حربا كلامية فيما بينهم.

قد أكون ظالما لشيرين بمقارنتها بهؤلاء العمالقة.. لكني فقط اعرض نماذج خرجت من طين أرضنا الطيبة لتحلق في عنان سماء الفن بمسئولية ووطنية ودماثة خلق وانه من الخطأ أن نلصق أي نقيصة بمن خرج من الأحياء الشعبية والريفية.

نصل لنموذج أخر من التصريحات المستفزة والعجيبة.. وهو ما صرحت به الكاتبة فريدة الشوباشي من كرهها للشيخ الشعراوي وعبارات أخرى تنال منه وتحقر من علمه وأفعاله.. وهنا بالطبع لا أناقش مطلقا شعور الشوباشي تجاه فضيلة الشيخ فلها مطلق الحرية أن تحب وتكره من تشاء.. وتقبل وترفض ما أرادت.. لكني هنا أتحدث عن احترام رموز الوطن.. فضيلة الإمام محمد متولي الشعراوي أحد أهم الرموز المصرية والإسلامية على الإطلاق.. وله أياد بيضاء على مئات الملايين من المصريين والعرب والمسلمين.. فهل أدركت السيدة وهى تطلق سهامها نحو الشيخ الشعراوي أنها تهد وتطعن رمزا مصريا كان أيضا ولازال وسيظل أفضل رسول لوطنه في العالم الإسلامي.. وأحد أهم القوى الناعمة لمصر في محيطها العربي والإسلامي بل والدولي.. وأي إساءة للشعراوي هى إساءة لمصر والمصريين شاءت أم أبت الشوباشي ومن يشابهها من النخبة الذين لا يصلحون على الإطلاق أن يكونوا قدوة ومثلا كما هو منتظر.

وإذا كانت إساءات شيرين عن جهل ودون قصد كما قالت ويقول المدافعون عنها.. فماذا عن سقطة الشوباشي وأمثالها؟.. هذا السؤال مهم للغاية لأننا إذا عرفنا الإجابة سندرك المنزلق الذي يسقط فيه أبناؤنا جيلا بعد جيل لنقول في النهاية لك الله يا مصر وحماك من شر أبنائك جهلاء ونخبة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة