صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


طلاق بعد فضيحة

علاء عبدالعظيم

الإثنين، 20 نوفمبر 2017 - 07:42 م

 
صرت معه طوال حياتي الزوجية ككائن أعمى لا يستطيع السير إلا بعصا في طريق واحد، وإن زلفت قدماه وسقط على الأرض أخذ يبكي ويشتكي عصيان الطريق لعصاه.

بهذه الكلمات بدأت الزوجة تروي مأساتها مع الزوج أمام محكمة الأسرة، قائلة: أن بين شفتي زوجها لسانًا من سكين ونار، حيث كلماته القاسية تخترق جسدها كجمرات توقد بين الأضلع، وبعنفوان كاسر يفرض همينته بحماقة، والويل كل الويل إذ لم امتثل لكثرة الأوامر والنواهي فيكون نصيبي من الضرب المبرح والإهانات، فلا مكان للشمس، ولا مجال لرؤية الحقيقة بالاعتداء علي ولا يوجد شهود، وأنهت حديثها بكلمات يشوبها ألم وغصة تطلب الطلاق من زوجها المتجبر.

انتفض الزوج من فوق مقعده طالبًا الكلمة، ممسكًا بيده دفتر يخص الزوجة حيث كانت تقوم بتدوين وكتابة مذكراتها، وأخذ يسترسل في قراءة بعض فقراتها الخاصة جدًا، واتهمها بالكذب، وأن ما قالته هو من باب العناد والغضب، تغير ميزان دقات قلب الزوجة، وبأنفاس متقطعة تعلو وجهها حمرة الخجل وبعين مغرورقة بالدموع تطلب من هيئة المحكمة موضحة إصرارها على الطلاق أكثر من ذي قبل، حيث أفشى الزوج أسرارهما الزوجية على الملأ من خلال مذكراتها وقراءتها وسط القاعة.

وجاء قرار هيئة المحكمة  برئاسة المستشار عبد الله الباجا وعضوية المستشارين أكرم السوداني وأحمد معتصم، بإلغاء حكم محكمة أول درجة، وتطليق الزوجة واعتبار ما فعله الزوج "استباحة للأسرار الزوجية"، مما ألحق الضرر بالزوجة وهو سبب كاف للتطليق دون حاجة لشهود.

وذكرت المحكمة في حيثياتها أن وجود الشهود ليس شرطًا أساسياً في كل الدعاوى، خاصة وأن هناك وقائع تحدث داخل الغرف المغلقة وهنا ينبغي إعمال العقل والحكم حسب المستندات والقرائن وغيرها.





الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة