صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


الجـاحد

علاء عبدالعظيم

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017 - 06:52 م

لم يتذكر أنه كان يومًا طفلًا داخل أحشائها، فأنانيته مسيطرة عليه صارفة له عن كل عطاء وتضحية وإيثار، بدلًا من أن يعترف بفضل أمه، ونسي ضعف طفولته ومسكنة صغره.


لحظات مريرة ومحزنة عاشتها الأم التي اتسعت عيناها ذهولَا، وسقطت على الأرض كعصفور مذبوح لم يعد قادرًا على النطق عندما قام الابن بوخزها في رقبتها من الخلف بمطواة تتلوى من فرط الألم والوجع، ليس ذلك فحسب بل قذفها باسطوانة بوتاجاز كسرت أحد ذراعيها وأخذ يقلب جسدها النحيل يمينًا ويسارًا بحثًا عن المال، وتركها جثة تلاقي مصيرها.


شاءت إرادة المولى عز وجل أن يمتد الأجل بالأم كي تروي ما حدث أمام اللواء طارق حسونة مدير أمن الغربية، وبدموع تنذرف فوق وجنتيها كحمم بركانية تكاد أن تلهب وجهها، قائلة: »لقد اشتدت بابني الحاجة لتعاطي المخدرات وطلب مني بعضًا من النقود وما إن رفضت إعطاءه إياها فوجئت به ينقض علي وسبني ووخزني بالمطواة في رقبتي، وقذفني بأسطوانة البوتاجاز، وانهمرت في بكاءً شديد.


على الفور، تم تشكيل فريق بحث وتمكنوا من القبض على الابن الجاحد وبحوزته كمية من مسحوق الهيروين المخدر، وأحاله العميد أحمد مبروك مأمور قسم شرطة مركز السنطة إلى النيابة التي قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وعرض الأم على الطب الشرعي لبيان ما بها من إصابات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة