يرفعون شعار الشريعة.. ويقتلون المصلين طمعا في الجنة

خبراء الأمن: استهداف المواطنين تطور خطير يهدف لبث الرعب ويدل على إفلاس الجماعات الإرهابية

محمد سعيد

السبت، 25 نوفمبر 2017 - 12:22 ص

كرم الله يوم الجمعة وخصه بسورة فى القرآن الكريم حيث فيها عباده على ترك الدنيا والسعى لذكره فور سماعهم نداء الصلاة، وأمرهم بالابتغاء من فضله والانتشار فى الأرض بعد انقضائها.. إلا أن خوارج الدين المتشدقين بشعارات ورايات تطبيق الشريعة الإسلامية كذبا وبهتانا أبوا أن يستجيبوا لأوامر الله، وسعوا فى الأرض فسادا، واستهدفوا ضيوف الرحمن فى مسجد بقرية بسيطة شمال العريش.. والغريب أن تجد حتى الآن من يقتنع أن هؤلاء دعاة دين يهدفون لتطبيق شرع الله فى الأرض ويهدفون لإعادة المجد للإسلام.. ولمن ينسى أو يتناسى فإن جماعة الإخوان اعترفت بأنها وراء كل ما يحدث فى سيناء على لسان القيادى الإخوانى المحبوس محمد البلتاجى والذى قال إن الذى يحدث فى سيناء سيتوقف فى اللحظة التى يعود فيها محمد مرسى للحكم.. فعلى مدى السنوات الأربع الماضية تواصل القوات المسلحة والشرطة مكافحة إرهاب الجماعة ومواليها فى سيناء، وكان الإرهابيون يستهدفون نقاط الشرطة وارتكازات القوات المسلحة..
تطور نوعى
أما حادث الأمس فتم خلاله استهداف المدنيين العزل والآمنين فى بيت الله فى تطور نوعى وصفه العميد خالد عكاشة عضو المجلس القومى لمكافحة الإرهاب بأنه شديد الخطورة ويهدف للبحث عن أهداف جديدة من خلال بث الجماعات الإرهابية رسالة رعب للمواطنين فى سيناء على وجه الخصوص وفى باقى المحافظات بأنهم مازالوا موجودين وقادرين على الإيذاء.. موضحا أن القرية التى شهدت الحادث بسيطة جدا وعدد سكانها قليل ولا يوجد بها غرباء عن أهلها، مشيرا إلى تلك الجماعات لاتفرق فى أعمالها الإجرامية بين مسلمين، ومسيحيين، ويرتكبون جرائمهم دون أى حواجز أخلاقية أو إنسانية ولا يستهدفون فقط أفراد الجيش والشرطة.
الجميع كفار
وقال د. عبدالمنعم سعيد عضو المجلس القومى لمكافحة الإرهاب إن الجماعات المتطرفة ومعتنقى الفكر الداعشى على قناعة بأن الجميع كفار ويجب قتلهم طالما لا يطبقون الشرع وفقا لمفهومهم، مضيفا أن الخوارج القرامطة قاموا من قبل بحرق الكعبة على اعتبار أنها صنم، مشيرا إلى أن خوارج العصر الحالى والمتمثلين فى الجماعات الإرهابية المتطرفة لايفرقون فى جرائمهم بين مسجد أو غيره، وأنهم كجماعات متطرفة تقوم كل جماعة منهم بتكفير غيرها من الجماعات مادامت لا تتبع نفس المذهب، وأوضح د. السعيد أن استهداف مسجد بقرية صغيرة يعد عملا تكتيكيا يخدم الهدف الأساسى للإرهاب والذى يسعى لضرب فكرة المجتمعات الحديثة التى تقوم على فكرة الأمن المجتمعى.. وأكد وجود تشابه بين ماتقوم به الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة التى ترتكبها عصابات المافيا للسيطرة على القرى والمناطق الضعيفة.
رسالة للمتعاطفين
واعتبر اللواء مجدى البسيونى مساعد وزير الداخلية الأسبق أن حادث مسجد قرية الروضة شمال العريش بمثابة رسالة للمتعاطفين مع جماعة الإخوان والجماعات التكفيرية التى خرجت من رحمها.. خاصة بعد استهداف مصلين هذه المرة وليس رجال القوات المسلحة والشرطة والقضاء كما حدث فى العمليات الإرهابية السابقة، وأكد »البسيونى« أن حادث الأمس يعد اعتداء على الذات الإلهية باستهداف ضيوف الرحمن الآمنين فى بيت الله.. مشيرا إلى أن الحادث يأتى بعد الضربات الأمنية الاستباقية الناجحة وكان آخرها فى كفر الشيخ، والبحيرة، والقاهرة، والجيزة، والمنطقة الغربية وأسفرت عن مصرع عدد كبير من الإرهابيين وضبط سيارات مفخخة وعدد من الأسلحة والمتفجرات.
وأضاف أن الحادث يدل على إفلاس تلك الجماعات وعدم قدرتها على مهاجمة النقاط الأمنية فذهبت لاستهداف مواطنين عزل فى مسجد، كما يمكن اعتباره إثبات وجود من تلك الجماعات للدول والجماعات التى تمولها من الخارج بقدرتها على ارتكاب الجرائم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة