من «مسجد الروضة».. آذان لم يكتمل في قرية اتشحت بالسواد بجمعة بيضاء

صالح العلاقمي- محمد راضي- بهاء المهدي- أحمد عبدالهادي

السبت، 25 نوفمبر 2017 - 03:08 م


شهود العيان يروون تفاصيل 20 دقيقة مدة الحادث المأساوي
أحد المصابين: نجوت من الموت باعجوبة واستطعت الهرب من طلقات الإرهابيين 
أحد الناجيين: الجناة ألقوا قنابل يدوية على المصلين قبل اكتمال الآذان وأمطروهم بالرصاص


الله اكبر الله اكبر، الله اكبر الله اكبر، أشهد الا اله الا الله ، أشهد الا اله الا الله ، أشهد أن محمد رسول الله، أشهد أن محمد رسول الله.. آذان لم يكتمل ، في مسجد قرية الروضة  ببئر العبد والتي شهدت ابشع حادث ارهابي شهدته مصر علي مر التاريخ بعدما انتزع الرحمة ومعاني الانسانية من عناصر ارهابية واقتحمت احد بيوت الله ليمنع ان يذكر اسم الله فيها ، ويطلق النار بغشاوة ممولة علي المصلين ، لم يفرق بين طفل وعجوز ، لم يرحم ضعف معاق او صرخة شاب لم يفرح بطفله المولود حديثا ، تفاصيل مثيرة انفردت بها الاخبار من داخل مسجد الروضة والذي شهد الحادث.

400 متر فقط هي المسافة بين الطريق الدولي الاسماعيلية _بئر العبد حتي المسجد الذي يقع علي يمين الطريق بشارع اطلق عليه العلم، مأذنة ترتفع عنان السماء تعلوها المكبرات ليسمع القاسي والداني آذان الله أكبر ، الله أكبر ، اطفال صغار يسكو وجوهم الحزن علي اقرانهم الذين كانوا لعبوا معهم بالامس القريب ، يتذكرون أحدهم يقول أنا النجم محمد صلاح ، يمسكون تارة بحذاء صديقهم ليتهامسوا فيما بينهم دا اللي فاضل من بقايا صديقي، دماء روت سلالم المسجد وبعض الرمال المحيطة خلال محاولة الشهداء الهرب من براثن الارهابيين، حفر صغيرة بداخل المسجد لاثار قنابل بدوية القاها الحناة الذين لا يعوفون دين.

4 أبواب للمسجد من ثلاث جهات في حين مقام زاوية صغيرة يعود تاريخها قبل بناء المسجد بعشرة اعوام، تناثرت دماء الشهداء الطاهرة لتحول ارضية المسجد الي بركة من الدماء بين البقعه و الاخري سنتيمترات قليلة يتخللها " مخ " طفل او شاب او كهل اطلق الارهاب على رأسه الرصاص لتنفجر من كثرة الطلقات.

أثار اطلاق النار لا تزال محفورة بحوائط المسجد شاهده علي خسة و ندالة ارهابيون جاءوا لمنعوا المصلين من اداء صلاة الجمعة ، جاءوا يشهروا اسلحتهم في وجه المصلين ، لم يفعلها يوما اصحاب الديانات الاخر، ولا يقبلها اي دين .. الناجون من رصاصات الارهاب الغاشم تحدثوا لمحرري الاخبار عن تفاصيل 20 دقيقه اتشحت فيها القرية بالسواد بعد ان كتب الله لهؤلاء النجاة في قصص أشبه بمعجزة هبطت من السماء لتكون طوق نجاة لهم ، الناجي الاول كان يجلس بالصف الاخير بالمسجد ينتظر صعود الإمام لالقاء خطبة الجمعة، لحظات واعتلي الخطيب درجات المنبر ورفع الاذان، و اقتحمت سيارات الدفع الرباعي في ساحة المسجد الخارجية.

خرج منها عدد من الملثمين وقفوا بابواب المسجد و أمطروا المصلون بالرصاص  بطريقة عشوائية ، استغرق الحادث بضعة دقائق وبعدها أقتحموا المسجد بالاسلحة الثقيلة وقاموا بتصفية جميع المتواجدين داخل المسجد ، هذا ما أكده الحاج محمد عيد مضيفا نجوت من الموت بأعجوبة وأستطعت الاختباء من أعين الارهابيين ، فور محاولتهم الهرب شاهدت 3 سيارات ربع نقل يعتليها حوالي 20 ملثما وأعقبهم دراجتان بخاريتان قاموا باضرام النيران بسيارات المصلين لمنعهم في اسعاف المصابين و القتلى.

وحكي الشيخ حسين ابو جرير لحظات الرعب التي عاشها داخل المسجد وقال ان الاهاربيين ألقوا القنابل اليدوية علي المصلين قبل أكتمال الاذان الثاني و أمطروا المصلين بوابل من الرصاص مؤكدا أن موضوع الخطبة كان عن " فضل الشهادة "   واضاف ابو جرير ان الضربات الارهابية في تطور نوعي واصبح لا يفرق بين طفل او عجوز ، في الامس  فقدت 4 من خيرة شباب اسرتي ، رؤت دمائهم الذكية ملابسي وحفرت صورهم بذاكرتي ، احتسبهم عند الله شهداء.

وقال محمد السيد كانت أسير بالشارع المتاخم  لمسجد الروضة وشاهدت سيارة يرقد بها 5 أشخاص ملثمين يحملون الاسلحة و بمجرد ان  وصلت للمسجد سمعت أصوات طلقات وحاولت الاختباء بدورة المياه الخاصة بالمسجد فوجدت 6 شهداء يسبحون في دمائهم ، مؤكدا ان أهالي محافظة شمال سيناء لديهم ثقة كبيرة في الرئيس عبد الفتاح السيسي في الثآر لشهداء الحادث الارهابي .

بينما أكد نبيل ابو جريرة ان الحادث الارهابي جاء لتبرئة اهالي سيناء، فهم كانوا دائما وابدا خط الدفاع الاول عن مصر، ويتعاونوا مع قوات الجيش والشرطة لتطهير سيناء من براثن الارهاب ، وقتل هذا العدد الكبير لن يثنينا عن دورنا في محاربة الارهاب.

وحول القصاص لشهداء سيناء قال ابو جريرة "مين هيجيب لنا تارنا غير جيشنا"، مشيرا الى أن اهالي سيناء كلهم ثقة في حكمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قيادة البلاد.

وأضاف أن خطاب الرئيس السيسى عقب الحادث وتشديده على الرد بكل قوة على هذا الحادث الارهابي الغاشم، أراح الكثيرين من اهالي الشهداء وأثلج الصدور المحترقة على فراق الاخ والاب والابن. 

وأشار ربيع ابو شعيرة وهو احد الناجين من الحادث ان العناصر الارهابية ملامحهم غير مصرية .. فهم اصحاب بشرة فاتحة .. وشعر طويل مجدول، وبعضهم يتحدث بلكنة عربية غريبة عن اهالي سيناء .. وبعضهم لا يتحدث العربية من الأساس.
 
وأوضح انهم لم يراعوا حرمة مسجد، ولم يتركوا طفلا ولا شيخا، مشيرا الى انه نجى بأعجوبة بعد أن قتل ابن عمه الذي كان بجواره ورقدت جثته عليه ففقد الوعي بعدها بثواني قليلة، لتأتي الطلقة في يده، ويظنه الارهابيين قد فارق الحياة.


23844644_412162672520397_3742658151014293720_n 23915597_412162552520409_6536472562804069205_n 24067897_412162782520386_5996996217630784582_n 23795357_412162422520422_3336770570563190263_n 23795433_412162429187088_2474853868103446848_n

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة