مهرجان القاهرة و دهاليز وزارة الثقافة

منال بركات

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017 - 01:54 م

لم يحظ مهرجان القاهرة من قبل خلال سنواته الـ39 بمثل هذا الكم من الشائعات، كما حدث خلال الدورتين السابقة والحالية تحت قيادة د.ماجدة واصف رئيس المهرجان والقدير يوسف شريف رزق الله مدير المهرجان. 

ولعل آخر تلك الشائعات ما تردد وسط فعاليات المهرجان من استقالة إدارة المهرجان وطاقم العمل المعاون معهما.  

المعلومة ليست بجديدة، بل تردد العام الماضي أثناء الدورة الـ38 أنها آخر مرة تترأس فيها الدكتورة ماجدة مهرجان القاهرة، وذلك نتيجة الصعوبات المادية التي ألمت بالدورة الماضية والمضايقات و العراقيل التي صدرت من دار الأوبرا المصرية والتي تتبع وزارة الثقافة، كانت كل الشواهد تشير إلى الدعوى لرحيل هذا الفريق، وظل الصمت مطبقا من جانب وزارة الثقافة، ولسان حال مسئوليها يتمنى هذا الحل ولكن الواقع السينمائي يرفض هذا.

وعقب الانتهاء من مهرجان القاهرة في العام الماضي كتبت مقالا في "بوابة أخبار اليوم" بعنوان "ظهور الطرف الثالث في مهرجان القاهرة" بعد كل الأقاويل التي ترددت وتحمل ذات المضمون بعدم التجديد لماجدة واصف. 

ولا ننكر أن هناك متربصون بمهرجان القاهرة، ولما لا وهو الفعالية الأولى الدولية في الوطن العربي، وترصد له الدولة ميزانية كانت ضخمة حتى "تعويم الجنية"، وله ثقل على المستوى العربي والدولي فالفيلم الذي يشارك في مهرجان القاهرة يتم تداوله والترويج له بوصفه فيلما من نوع خاص بعدما حمل صك مشاركته في مهرجان ضمن الـ 15 مهرجانا المصنفة عالميا.   

وهناك أيضا الطامحون باحتلال هذا المنصب الرفيع الذي يوفر لصاحبه الكثير من المزايا أقلها السفر للمهرجانات شرقا وغربا بحثا عن الأفلام إلى جانب العلاقات الدولية. 

ووسط الفعاليات الحالية وأثناء زخم الأفلام والندوات واللقاءات في أرجاء المهرجان، ينتشر خبر استقالة الناقدة ماجدة واصف رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، خاصة أنها تقدمت بها قبل انطلاق الفعاليات بما يقرب من شهر وهو ما أكدته ماجدة واصف بنفسها، وبالتالي فإن تسريب الخبر فى هذا التوقيت له أبعاد كثيرة يدركها القريبون من دهاليز وزارة الثقافة. وأود أن أذكرهم عندما تم تدشين جديد لمهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية برئاسة الزميل عصام زكريا، أكد دكتور خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة لشئون السينما أن رئاسة أي مهرجان يجب أن تكون أربعة دورات ومن ثم يتم تقييم الحدث الفني. 

المهرجان بالأرقام

"203" أفلام بين قصير وطويل وإحدى عشر شاشة سينما، "2687" مقعدا، وأكثر من "250 " ضيفا حلو ضيوفا على أرض الكنانة ليشاركوا في فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ39 ، ولأول مرة تحظى الدورة الحالية بدعم استثنائي من جانب الدولة لإيمانها بوجوب دعم هذا الصرح الممتد تاريخه 39 عاما بالإضافة إلى الشراكة مع قنوات "DM«" التي أضفت جانب تنظيمي .

ندوات ولقاءات

وعلى هامش المهرجان أجري العديد من الندوات لعل أهمها ندوة"تحديات السينما المصرية" ورغم العنوان البراق الذي يحمله عنوان الندوة فهي لا تختلف عن سواها من لقاءات السينمائيين ولا تأتي بجديد سوى ما اقترحه المنتج حسين القلا بضرورة تكوين اتحادات من جانب السينمائيين الأول يضم الموزعين والثاني يضم المنتجين و الثالث أصحاب دور العرض لتتمكن الدولة من مخاطبة كيان بعينه عند وجود أزمات سينمائية.  ولتلك المقولة جانب كبير من الصواب ولكن المشكلة الحقيقة تكمن في السينمائيين أنفسهم لأن المنتجون وبعض أصحاب دور العرض و الموزعون هم أنفسهم المسيطرون على الصناعة وهم أنفسهم المسيطرون على غرفة صناعة السينما لذلك لا يخرجون بقرارات تصلح للصناعة بقدر ما ينتهوا لقرارات للحفاظ على مصالحهم. وفى النهاية يطالبوا الدولة بإنقاذ السينما. وهنا نطرح تساؤلا للمسئولين عن الصناعة وربحوا منها ملايين الجنيهات، أين إنتاجكم وماذا قدمتم حقا للصناعة، فالأجيال السابقة من السينمائيين كانوا منتجون حقيقيون أحبوا مهنتهم فمنحتهم المال والمجد وليسوا رجال أعمال.
 النجمة التونسية الأصل المصرية الهوى هند صبري كان لها رأي خاص بالمهرجانات فهي ترى أن وعيها الفني تكون بعد خوضها لعدة تجارب مع مخرجين شباب، وتتمنى تقديم شخصيات نسائية ونماذج عديدة بدون تقييمها أو حصرها بإطار تقليدي، وأن مشاركة الفنان بالمهرجانات يكسبه خبرات واسعة.
أيقونة الكوميديا سمير غانم ضرب مثلا في حب الوطن برسالة قصيرة عندما أعلن عن رفضه تقديم الكوميديا من خلال فكرة سياسية  أو ما يعرف " البلاك كوميدي.
اختيار موفق من جانب إدارة المهرجان وتكريم "دلوعة السينما" أو معبودة الجماهير فتصدرت صورها حفل الافتتاح. وهى النجمة التي أثرت الفن المصري والعربي بعشرات الأعمال من سينما ومسرح وإذاعة وغناء و أنتجت أيضا  أفلاما هي علامات في تاريخنا الفني.  
ونحن نستعد لحفل الختام أتمنى ألا تضم فقراته فقرة غنائية أو موسيقية مثلما حدث بالافتتاح لأنها فقرة كانت غير موفقه من جانب أصالة ومن جانب المهرجان.
   

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة