صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


«اليتيمة».. و«الذئب»!

علاء عبدالعظيم

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017 - 07:08 م

جريمة تقشعر لها الأبدان، وتُسطر كلماتها بالدماء وتقطر حروفها أسى وحزنًا، لم يتذكر معروفًا لأبيها أو صنيعًا طيبًا، بل لبس عباءة الشيطان وعاث في الأرض فسادًا.

احتضنت العمة الطفلة الصغيرة بعد وفاة أبيها، بعدما تركتها الأم التي تزوجت من آخر تاركة ابنتها لمصيرها المحتوم، ولم تكن تعلم بأن ابنتها ستصبح ضحية ذئب بشري بين ضلعيه قطعة من حجر، نسي الله فأنساه نفسه حيث أخذ يتقرب من الطفلة الصغيرة، وأغراها بقطع الحلوى، وبالفطرة والبراءة شعرت الطفلة بتصرفاته غير الطبيعية معها، فما كان منها إلا أن ذهبت واشتكت للعمة أكثر من مرة لكنها لم تبال معتقدة بأنه «لعب عيال»، حتى شعرت بأن هناك صدقًا في قولها، فاضطرت لعدم تركتها بمفردها في المنزل واصطحبتها أينما ذهبت، وينتابها شعور من القلق في مواجهة رب البيت الذئب.

ووقعت الطامة الكبرى عندما خرجت العمة للذهاب إلى السوق لشراء بعض المستلزمات، لكن سرعان ما عادت وتملكها القلق بالرغم من علمها بأن الزوج استيقظ مبكرًا وذهب لعمله، تقطعت أنفاسها، وجحظت عيناها، وبحركة لا إرادية أخذت تلطم وجهها وبصوت متحشرج يشوبه أنين ودموع تتساقط فوق وجنتيها وكأنها حمم تحرق الوجه، تحتضن الطفلة التي انهمرت في بكاء شديد وتملكتها رعشة هزت أرجاء جسدها، وروت لها مأساتها مع الذئب الذي كان متربصًا بالطفلة منتظرًا خروج الزوجة، وما إن فعلت، حتى توجه بسرعة الغزال وخفة الثعلب، واعتدى على الطفلة بعد أن هددها وكتم أنفاسها.

وأمام المستشار سيد محمد، مدير نيابة البساتين الذي باشر التحقيقات بإشراف المستشار تامر عاشور، وقف الذئب المتهم منكس الرأس حتى كادت جبهته أن تلمس الأرض، بينما تروي الصغيرة ابنة الـ10 سنوات تفاصيل لحظات الرعب والهلع التي عاشتها بين براثن هذا الذئب.

على الفور قرر وكيل النائب العام حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وعرض الطفلة الضحية على الطب الشرعي لبيان ما بها من إصابات أو وجود آثار تحرش أو اغتصاب.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة