الخميس| الأهلى ينتخب.. ورصاصة الرحمة تنطلق

إبراهيم ربيع

الخميس، 30 نوفمبر 2017 - 02:40 ص

فى التاسعة صباح اليوم، تبدأ معركة الأهلى الانتخابية فى مقره الرئيسى بالجزيرة.. عشرات الآلاف من أعضاء الجمعية العمومية يتوجهون بشغف ولهفة إلى صناديق التصويت لاختيار الرئيس رقم 15 فى تاريخ القلعة الحمراء.

ويسدل الستار على أشرس حملة انتخابية فى مسيرة النادى الممتدة باطلاق الرصاصة الأخيرة فى معركة القرن التى احتشد لها المجتمع المصرى بالمشاركة المباشرة أو المتابعة اللصيقة أو الأمانى الجامحة لتتويج الرئيس الجديد على كرسى العرشهذه الرصاصة الأخيرة هى رصاصة الرحمة والتخلص من المعاناة وسهر الليالى واحتراق الأعصاب.

اليوم.. الأهلى ينتخب.. ورصاصة الرحمة تنطلق.. ويقف الكبيران محمود طاهر ومحمود الخطيب وجها لوجه فى نزال تكسير العظام على الحزام «الأحمر» لون وروح وطعم الفانلة الحمراء التى اعتادت منازلة المنافسين والخصوم بضراوة وشراسة فإذا بها تنازل نفسها أيضا بضراوة وشراسة.. وسط حالة غير مسبوقة من الضبابية فى التوقعات والتخمينات.

لا أحد مهما تراكمت خبراته وعاش حياته فى «المطابخ» الانتخابية يستطيع أن يحدد لمن تذهب أصوات الأهلاوية الذين لا يملكون إلا طرح التساؤلات.. الفوز لمن؟.. الجمعية العمومية لمن؟.. الدولة مع من؟.. الإعلام مع من؟.. الشارع مع من؟.. حكماء النادى مع من؟.. الشباب مع من؟.. المرأة مع من؟.. عشاق المايسترو مع من؟.. الموظفون مع من؟.. قطاعات الألعاب مع من؟.. نجوم الكرة مع من؟.. وأخيرا يتساءلون: الله سبحانه وتعالى مع من؟.. هو سؤال أخير ووحيد قابل للاجابة أن الله مع أصحاب النوايا الطيبة الذين أفلتوا بأعجوبة من شظايا قنابل الخداع والكذب والتضليل والخيانة، وهى الخطايا التقليدية المعتادة فى بيئة الانتخابات التى دائما تعترف بذنوبها ولا تكفر عنها ولا تتوب لأن المناصب الكبيرة تعمى القلوب فتعمى الأعين.

المرشحون

يقف خلف محمود طاهر قائمة تضم: مصطفى مراد فهمى على منصب نائب الرئيس، وكامل زاهر على منصب أمين الصندوق، والعضوية: حمدى الكنيسى، وهانى سر الدين، وإيهاب ماضى، ومحمد يحيى عيسى، وخالد حبيب، ومحمد جمال هليل.


والعضوية تحت السن: شيرين منصور، ومروان هشام فؤاد، وأحمد مصطفى.

ويقف خلف محمود الخطيب قائمة تضم: العامرى فاروق على منصب نائب الرئيس، وخالد الدرندلى على منصب أمين الصندوق، والعضوية: خالد مرتجى، ورانيا علوانى، وإبراهيم الكفراوى، وجوهر نبيل، وطارق قنديل، ومحمد الدماطى.

والعضوية تحت السن: محمد الجارحى، ومحمد سراج الدين، ومهند مجدى. 

وخارج القائمتين تضم مجموعة المرشحين المستقلين: محمد ثابت فضل الله، وإلهامى أحمد عبداللطيف عجينة على منصب الرئاسة، وللعضوية: منى عبدالكريم، وخالد سليمان، ونادر محمد حمادة، ومحمد حسن سعد الدين، وأحمد زكى خليل، وهشام فوزى، وأيمن فتحى، وللعضوية تحت السن: حسام الدين مصطفى، وعمر ربيع ياسين، ومحمد سعيد أبوالفتح.

هذه الأسماء لها مساحة من التأثير الجماعى على موقف القائمتين التنافسى، ومنهم من يلعب فرديا ومنهم من يخلط بين الفردى والجماعى ومنهم من يلتزم بالأداء الجماعي، وكثير منهم له تأثير مباشر وقوى لخدمة نفسه وزملائه ويعتمد على حضوره التراكمى على مدار سنوات ومنهم من هو جديد يتحسس طريقه.. ومنهم من يثق فى رسوخ أقدامه على أرض الجمعية العمومية ومنهم من ينتظر مساعدة قائمته ومنهم من يرى أنه فى حاجة إلى مفاجأة أو حتى معجزة.

قواعد وظواهر جديدة

وتجرى الانتخابات باللائحة الاسترشادية بعد معارك صغيرة كانت رغم صغرها متوترة وساخنة بين قانون للجميع وتقليد أهلاوى خاص يمنح الأهلى شخصيته التاريخية.. وهى أبرز القواعد الجديدة فى انتخابات نادى القرن.

نضيف إليها مظاهر وظواهر أيضا جديدة فى اتساع وضراوة الحملة الانتخابية واتساع نطاق الانفاق المالى حتى لو حاول المرشحون إنكار ذلك، واتساع التراشق اللفظى والكلمات المحظورة تحت الحزام حتى قال أحدهم إن هذه الانتخابات انجبت المساويء من رحم المباديء، واتساع المناورة والتصيد والملاحقة بين الأطراف، واتساع مساحات التغطية الإعلامية التى كانت الشاشة الكبيرة المعروض عليها هذا الفيلم الأكشن الكبير ذو الانتاج الضخم الذى يزاحم فيه على البطولة فنانون وسياسيون وشخصيات عامة ورجال أعمال، واتساع دائرة اهتمام المجتمع حتى تحولت منصات التواصل الاجتماعى إلى مدرجات تشاهد أطول مباراة فى التاريخ يستعصى فيها الفوز والهزيمة، هجوم متبادل ينكسر بدقاعات حصينة من انجازات ونجاح محمود طاهر ونجومية وبريق محمود الخطيب.

دفتر أحوال الجمعية

ودفتر أحوال الجمعية العمومية يبدو هذه المرة غامضا إلا من بعض الحقائق العابرة التى اتفقت عليها الأغلبية ربما بسريان عدوى ترديدها وهى أن كثافة الاقبال قبل بدء التصويت سوف تعطى مؤشرات مهمة لها مصداقية عن النتائج المتوقعة، فمثلا أنصار الخطيب يعتقدون ان كثافة الاقبال تعطى مؤشرا لتفوق مرشحهم المفضل لان هذا معناه أن العضو الذى لم يهتم من قبل بالمشاركة سوف يهتم هذه المرة تلبية لنداء حملة الخطيب، وأنصار طاهر يقولون ولماذا لا ينزل نفس العضو ليحافظ على مكتسبات الاهلى فى الانشاءات والاقتصاد واستقرار مسيرة الكرة.

كل طرف له منطقه ولا يبقى إلا عقل العضو الذى هو من المفترض متميز بخاصية القدرة على التفكير ثم اتخاذ القرار.

وكما أشرنا من قبل هناك من استقرار وتحمس ولا مجال لتعديل موقفه وهناك من يعيش حتى الساعة الأخيرة فى حالة تردد ويغنى همسا فى قرارة نفسه مع الفنانة الراحلة صباح الاتنين حلوين محتارة اشيل مين جوه عيونى.

انتخب الأهلى

ويذهب خيال الأهلاوية إلى ما بعد رصاصة الرحمة بين طاهر والخطيب.. فيتساءلون: هل يفوز أحدهما وتنجح قائمة منافسه؟

هل تفوز قائمة بدون رئيسها؟ أو يفوز رئيس بدون قائمته؟ هل يقود الرئيس قائمة مختلطة؟ هل تقضى هذه المنافسة إلى نجاح قائمة كاملة برئيسها؟ وعلى هامش هذه الاسئلة يستفر آخرون عما لو كانت التأثيرات الخارجية من إعلام ودعاية وتآمر ومناورة «ولى ذراع»، الحقائق قادرة على مساعدة مرشح دون آخر؟

إلا أن الأهلاوى المخلص فلا يرى إلا ناديه.. صحيح يختار أسماء لكن يظل انتماؤه الأول للأهلى هو الدافع للاختيار.. لا يكره هذا ولا يحب ذاك.. وانما يحب الاهلى فقط وشعاره «انزل وانتخب الأهلي».. وهو مستعد للتطوع بوقته وجهده للانتقال من محافظة بعيدة إلى القاهرة على نفقته دون المشاركة فى عروض التنقل المغرية التى وفرها المرشحون لضمان المزيد والمزيد من الحشد.

ولأن الانتخابات اليوم- بعيدا عن الملاعب- هى الحدث الأكبر فى عام 2017 فإن لتأمينها ترتيبات واجراءات خاصة واستثنائية فالدولة تستشعر حجم الاهتمام بها وحدة المنافسة فيها فكانت حريصة عن خلال وزارة الداخلية على تأمين النادى والشوارع والمناطق المحيطة به بأعداد كبيرة من قوات الشرطة لضمان عدم الخروج من النص، وحرص من خلال وزارة الشباب والرياضة على ضمان النزاهة وسلامة إجراءات التصويت ونتائجه بإسناد الاشراف الإدارى لمديرية أمن الغربية وليست مديرية أمن القاهرة التابع لها الأهلى. 

علاوة على أن مجلس الإدارة الحالى سوف يكون حريصا على تسهيل حركة الاعضاء داخل الجدران لمنع القيل والقال وللتسهيل على الناخبين، وأخيرًا يحرص الأهلاوية جميعهم بجميع توجهاتهم الانتخابية على إظهار ناديهم كالعادة بمظهر التحضر لتكون المبادىء اسما على مسمى وشعارا حقيقيا لا مجال للتشكيك فيه.

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة